واشنطن بوست: ميراث جون بولتون ” فوضى وعجز ولا إنجازات مهمة”
خصصت صحيفة “واشنطن بوست” افتتاحيتها لعزل الرئيس دونالد ترامب مستشاره للأمن القومي، جون بولتون. ونشرت افتتاحيتها تحت عنوان “ميراث جون بولتون: فوضى وعجز ولا إنجازات مهمة”.
رحيل جون بولتون يوم الثلاثاء كان منطقيا ومتأخرا، مهما كانت الطبيعة التي رحل فيها، إذ قال الرئيس إنه طرده فيما أكد بولتون على استقالته. ووصفته الصحيفة بأنه “أيديولوجي جامد”، ولديه سجل في الدفاع والدعوة للعمليات العسكرية ضد أعداء الولايات المتحدة، والتي رفضها ترامب. كما عارض المحادثات مع كوريا الشمالية وإيران التي يدعمها ترامب.
ولم يغير بولتون هذه المواقف لتناسب الرئيس، بل قاتل الذين حاولوا إرضاء أماني الرئيس، خصوصا وزير الخارجية مايك بومبيو. وكان ترامب محقا في تغريدته: “لقد اختلفت بقوة معه في العديد من المقترحات كما فعلت مع غيره في الإدارة”. لكن ليس من الصعب لوم بولتون الذي خدم في الإدارات الجمهورية؛ فمواقفه الصقورية وعادته في الصدام مع البيروقراطية معروفة في واشنطن عندما عينه ترامب في نيسان (إبريل) العام الماضي. إلا أن ترامب الذي كان يبحث عن مستشاره للأمن القومي الثالث في مدى 15 شهرا تجاهل هذه الحقائق، واختاره لأنه كان يستمتع بمقابلاته على التلفزيون. وكانت النتيجة هي مفاقمة الفوضى التي تميزت بها سياسة الإدارة الخارجية، مما ترك ترامب بدون إنجاز حقيقي.
وترى الصحيفة أن بولتون لو ناسب مواقفه مع ترامب لبقي في منصبه وحقق بعض الإنجازات، ففي الأسبوع الماضي أقنع ترامب بـالتخلي عن اتفاق مع حركة طالبان الأفغانية، الذي قامت الخارجية بالتفاوض عليه بعناية ولمدة عام تقريبا قبل توقيعه.
وفي بداية العام، ألمح أن على الخارجية التخلي عن عملها بشأن اتفاق مرحلي مع كوريا الشمالية يتعلق بالسلاح النووي، ودعا بدلا من ذلك نظام كيم جونغ أون إلى تسليم كل أسلحة الدمار الشامل، وهو ما أدى إلى انهيار قمة هانوي بين ترامب وكيم، وكان سببا في إطالة أمد المفاوضات، مما سمح لكوريا الشمالية القيام باجراء اختبارات صاروخية.
وتنحصر مسؤولية مستشار الأمن القومي الرئيسية بالإشراف على ضبط صناعة القرار في البنتاغون والخارجية والمخابرات وترتيب عملية اتخاذ القرارات الكبرى. ولم يقم بولتون بهذه المهمة. وبدلا من ذلك، هاجم المبادرات التي اتخذها الآخرون، مثل المفاوضات مع كوريا الشمالية وأفغانستان. وقرر بدلا من ذلك أيضا متابعة مبادرات وسياسات خاصة به، مثل حملته ضد محكمة الجنايات الدولية، ودعم انقلاب ضد الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو الذي فشل فيه.
وساعده على هذا العجز، بل وشجعه عليه، ترامب الذي لم يكن مهتما بعملية قرار منظمة. ففي الفترة التي قضاها بولتون، قرر ترامب التخلي وبشكل مفاجئ عن خطة لضرب إيران والتوصل لسلام مع طالبان، فيما تعددت مواقفه من الصين.
وتقول الصحيفة إن مستشار ترامب للأمن القومي الرابع لو استطاع الحصول على واحد، فيجب أن يكون مطيعا أكثر من بولتون.