واشنطن بوست: ليس كل الإرهاب يعامل بالتساوي .. منفذ هجوم نيوزيلندا يدعم ترامب كرمز للهوية البيضاء.. ترامب عزز التعصب من اقوي منبر في العالم
نشرت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، مقال في صفحة الرأي تحت عنوان ” ليس كل الإرهاب يعامل بالتساوي” للكاتب ماكس بووت.
وأعرب الكاتب عن شعوره بالحزن لمذبجة نيوزيلندا التي وقعت ضد المصلين المسلمين في مسجدين بكرايستشيرس، وشعر بنفس شعور الآسي الذي شعر به تجاه حادث إطلاق النار علي الكنيس في بيتسبرج.
ويقول الكاتب ان جميع أعمال الإرهاب وقتل الأبرياء أمر مكروه، ويزداد سوءاً عندما يتم اختيار الضحايا بسبب لون بشرتهم أو عرقهم أو جنسهم أو معتقداتهم الدينية، او بمعنى آخر عندما تكون هذه الجرائم بسبب كراهية متجذرة لأمراض متوارثة للأجيال، وتهدف هذه الهجمات إلى إدامة أخطر أشكال الكراهية المعروفة للبشرية، وهي نفس نوع الكراهية الدينية التي أنتجت حرب الثلاثين عامًا ، وهي نفس النوع من الكراهية العنصرية التي أنتجت الهولوكوست ، وهو نفس النوع من الكراهية العرقية التي أنتجت مذبحة سريبرينيتسا .
ومع ذلك ، فإننا لا نتعامل مع جميع جرائم الكراهية على قدم المساواة، منذ عقود من الزمان ركزنا بشكل مفهوم على هجمات المتطرفين المسلمين.
ويشدد الكاتب، قائلاً: بشكل مفهوم لأن الحادي عشر من سبتمبر كان أسوأ هجوم إرهابي على الإطلاق ، وكان مجرد مقدمة للأهوال القادمة، وفكر في كل هذه السيارات المفخخة التي يقودها الإرهابيون السنة في العراق إلى حشود من الشيعة، أو من قبل الإرهابيين البشتون في أفغانستان إلى حشود الهزارة ، أو فكر في محاولة تنظيم الدولة للإبادة الجماعية ضد اليزيديين . لقد ارتكبت العديد من الفظائع الرهيبة باسم الإسلام في العقود الأخيرة، ووقع العديد من الحوادث ليس فقط في كابول أو بغداد ولكن أيضًا في باريس وأورلاندو.
ويحث الكاتب أن التركيز على العنف الإسلامي يجب ألا يصرف انتباهنا عن التهديد المتزايد للعنف اليميني، مشيراً إلي أن الحادي عشر من سبتمبر هو الهجوم الإرهابي الأكثر دموية في تاريخ الولايات المتحدة ، وثاني أسوأ هجوم كان تفجير تيموثي ماكفي عام 1995 لمبنى أوكلاهوما سيتي الفيدرالي ، الذي أسفر عن مقتل 168 شخصًا.
وكانت رابطة مكافحة التشهير نشرت تقارير أن المتطرفين اليمنيين في الولايات المتحدة كانوا مسؤولين عن أكثر من 70 % من جرائم القتل المرتبطة بالتطرف ونفذ حوالي 427 جريمة تطرف على مدى السنوات ال 10 الماضية وهي نسبة تفوق بكثير تلك التي يرتكبها المتطرفون اليساريين أو المتطرفون الإسلاميون.
ويوضح الكاتب أنه عندما نواجه العنف الإسلامي ، فإننا لا نركز فقط على الجناة ولكن أيضًا على شبكاتهم وعلى ما دفعهم للقتل، وكانت هجمات الذئب المنفرد في الغرب التي نفذها أشخاص تم تجنيدهم من قبل تنظيم داعش او تنظيم القاعدة ثم جندوا أخرين من قبل المتطرفين في المجتمعات الإسلامين، فنجن نحتاج إلى تطبيق نفس المنهجية على الإرهابيين اليمينيين واستئصال الأيديولوجية التي تلهمهم.
وأضاف الكاتب أن منفذ هجوم نيوزيلندا كان يدعم الرئيس دونالد ترامب كرمز للهوية البيضاء علي الرغم من أنه لا يدعم ترامب كصانع للسياسة أو كقائد، ترامب ليس مسؤول عن هجوم نيوزيلندا ولكنه عزز التعصب من اقوي منبر في العالم، لقد أحرج الولايات المتحدة وأثار التعصب، وحان الوقت ليعترف الرئيس بمسؤوليته عن خطابه وتخفيف حدته، لأن الكلمات الخاطئة يمكن أن تلهم أسوأ الأعمال.