واشنطن بوست: قلق وخوف في إيران قبل قرار ترامب بشأن الأتفاق النووي
قالت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية أن الخوف والقلق ينبع في شوارع طهران ويتزايد يومياً مع انتظار قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن الأتفاق النووي، الذي هدد بالأنسحاب من الأتفاق.
انخفاض قيمة الريال
وأشارت الصحيفة إلي انخفاض قيمة الريال الإيراني مقابل الدولار الأمريكي، وارتفاع قيمة الدولار ليساوي 70 ألف ريال إيراني، وهو أعلى بكثير من المعدل الذي فرضته الحكومة حديثًا الذي بلغ 42 ألف دولار مقابل دولار واحد.
وأدي ذلك إلي خلو الأسواق والمتاجر، فلم تعد منطقة التسوق لمزدحمة مليئة بالناس لشراء الثلاجات والأدوات الرئيسية الخري، فأصبحت الأسواق خالية من الناس لعدم توافر المال معهم والبعض تحدث عن قلقهم الشديد واتجاه البلاد لأزمة كبيرة.
الخوف من المستقبل
وقال محمد خلقي (27 عاما) وهو مندوب مبيعات في شارع امين هزور في طهران “كلنا نفكر في المستقبل الغير مؤكد الذي ينتظرنا، والجميع يفكر في ذلك، الجميع خائف من المستقبل، وأنا أيضاً، لا أعرف ما الذي سيحدث ، وهل سأستمر في عملي هذا ام لا”.
ولفتت الصحيفة إلي تبديل الشعور الإيراني بالفرحة السابقة لعقد الاتفاق النووي الذي ينهي عقود عزلتها ونبذها من الغرب إلي شعورها الحالي بالخوف والقلق من قرار ترامب بعد ما كانوا يشيدوا بالرئيس المعتدل حسن روحاني ورفع العقوبات الاقتصادية التي أعاقت إيران لسنوات بسبب برنامجها النووي المثير للجدل.
تأثير الاتفاق النووي علي الإيرانيين
وقالت شادي غلامي، مهندسة معمارية تبلغ من العمر 25 عاماً “لأا نشعر بأي فرق بعد عقد الاتفاق وخاصة في اقتصادانا أو حياتنا ويبدو الأمر كما لو أن هذا الاتفاق غير موجود علي الأطلاق”.
واوضحت الصحيفة أن الاتفاق النووي سمح لإيران ببيع النفط الخام والغاز في السوق الدولي إلا أن الاتفاق لم يساعد في معالجة ارتفاع معدلات البطالة في البلاد الذي يبلغ عدد سكانه 80 مليون نسمة، ومازالت البنوم مثقلة بالقروض السيئة التي فرضت في عصر العقوبات، بجانب استمرار الفساد الحكومي.
الفساد الداخلي لطهران
وقال لادان شيري مدير مبيعات يبلغ من العمر 33 عاما يعمل في شركة خاصة “أن مشكلتنا أن مسؤولينا يفكرون في جيوبهم الخاصة وليس في مصلحة الشعب ولو فكروا حقا في الناس وليس فقط في أرباحهم الخاصة لن يواجه الشعب المتاعب التي يواجهونها اليوم، وتعد هذه المشكلة الرئيسية”.
وقال علي فوروزي، مهندس يبلغ من العمر 33عاماً “لا يجب ان نلوم دوماً الآخرين مثل أمريكا وترامب لما نمر به من مشاكل، واعتقد أن سبب المشاكل هي من الداخل وإذا كنا أقوياء داخلياً بما فيه الكفاية فلم يتمكن احد من ضربنا من الخارج ولكن لسوء الحظ تنبع مشاكلنا من النظام الداخلي، ويشمل ذلك أيضاً الافتقار إلى التنسيق الجيد بين حكومتنا والهيئات الأخرى ، وكذلك داخل الأشخاص أنفسهم”.
تصرفات ترامب فرصة للمتشددين
وأضافت الصحيفة أن تصرفات ترامب بمثابة فرصة عظيمة للمتشددين داخل الحكومة الإيرانية الذين يشيرون لأمريكا بإنها الشيطان الأكبر، ويؤكد فوروزي إذا انسحب ترامب من الاتفاق فإنه سيؤكد بشكل كبير للعالم وللشعب الإيراني بإن أمريكا خائنة للمعاهدات وأن إيران ملتزمة بوعودها.