واشنطن بوست: فيروس كورونا يثير اتهامات بين الفلسطينيين والإسرائيليين حول السيطرة على القدس
تحت عنوان “الإسرائيليون والعرب يتهمون بعضهم البعض باستغلال فيروس كورونا لتحقيق أهداف سياسية في القدس”. نشرت صحيفة “واشنطن بوست” تقريرا قالت فيه إن وصول فيروس كورونا لم يؤد إلى وقف التوتر بين الإسرائيليين والفلسطينيين في القدس الشرقية، حيث يتهم كل طرف الآخر بمحاولة تجيير الفيروس وتعزيز المكاسب السياسية.
واشتكى بعض الفلسطينيين من بطء السلطات الإسرائيلية التي توفر الخدمات الصحية والأمن في القدس الشرقية في توفير أجهزة الفحص ومعلومات إرشادية باللغة العربية في هذا الجزء من المدينة، وفي بعض الحالات تدّخلت إسرائيل وأحبطت الجهود العربية لتشكيل رد على انتشار الفيروس.
في المقابل تتهم إسرائيل السلطةَ الفلسطينية، باستغلال الوباء والتدخل في شؤون العرب داخل القدس الشرقية. وتختلف حالة الخصام في هذا الجزء من المدينة المقدسة عن التعاون بين الإسرائيليين والفلسطينيين في مناطق أخرى لمواجهة الفيروس، وتسهيل وصول الإمدادات الطبي الحيوية إلى غزة.
إلّا أن التوتر في القدس يهدد بتشويه ما تقوله إسرائيل والسلطة الفلسطينية عن جهود ناجحة لمنع وفيات عالية عانت منها دول أخرى. ويقول السكان المحاصرون في القدس الشرقية، إنهم يعيشون وسط حرب كلمات بين الطرفين، وهذه ليست المرة الأولى. ويقول عادل من سكان جبل المكبر: “كل واحد يريد السيطرة علينا ولا أحد يريد مساعدتنا” و”نحن في الوسط”.
وبدأ التوتر مع الأيام الاولى من انتشار الفيروس، حيث اتهم الناشطون الإسرائيليون والفلسطينيون وزارة الصحة الإسرائيلية بعدم توفير معلومات باللغة العربية التي يتحدث بها الفلسطينيون حول كوفيد- 19.
وهي اللغة الأولى لنسبة 20% من سكان إسرائيل. وزادت الوزارة من معلوماتها التي توفرها عن المرض، بعدما قامت منظمة حقوقية بتوثيق غياب المعلومات عن المرض باللغة العربية على موقع الوزارة. وبدأت تقديم إيجازات حول المرض من خلال منصات التواصل الاجتماعي والإعلانات التلفازية باللغة العربية.
ولا يوجد ما يشير إلى إصابات كبيرة داخل القدس الشرقية. ولم تظهر خريطة وزارة الصحة عن انتشار المرض داخل إسرائيل إلا حالتين في القدس الشرقية، إلا أن الحالات القليلة ربما كانت إشارة إلى غياب الفحص كما يقول خبراء الصحة.
ورغم فتح الحكومة الإسرائيلية عددا من مراكز الفحص في أنحاء البلاد، واحد منها في القدس الغربية، ويمكن للفلسطينيين زيارته، إلا أن الكثيرين منهم تردد في زيارة المركز بمنطقة يهودية. ودعا القادة المحليون لفتح مركز في القدس الشرقية.
وقال عمدة القدس موشيه ليون في تصريحات للصحافة المحلية: “أطلب من سكان القدس الشرقية الصبر والتفهم وأن وزارة الصحة تبحث عن مكان للفحص في منطقتهم. وتم افتتاح مركز في 3 أبريل قريبا من مقر الأمم المتحدة بجبل المكبر، إلا أن سكان الأحياء التي فصلها الجدار لا يستطيعون زيارته، بشكل ترك 150 ألف فلسطيني بدون طريق لزيارة المركز.
وتقول سهاد بشارة، من مركز عدالة: “هناك ناس كبار في السن ونساء وأطفال يحتاجون إلى المرور عبر الحواجز للوصول إلى القدس والمركز القائم”.
وكان مركز عدالة قد قدم عريضة للمحكمة العليا الإسرائيلية، دعا فيها لتوفير مراكز الفحص في هذه الأحياء. وأكد المسؤولون الإسرائيليون أنهم ملتزمون بالمساواة في مجال الفحص لكل مواطني القدس، وأن التأخر في فتح مراكز الفحص نابع من الوتيرة المحمومة لحالة الطوارئ ومواجهة المرض.
وقال وزير الأمن العام جلعاد إردان: “تتعامل إسرائيل مع المنطقة كلها على أنها منطقة موبوءة” و”لا يفرق الفيروس بين اليهود وغيرهم”.
وقالت نائبة رئيس بلدية القدس فلوير حسن ناحوم، إن المبادرات لمواجهة الفيروس تعمل في كل مناطق القدس بما فيها الأحياء العربية. ويتم توزيع المواد الغذائية والأساسية، وأن هناك فنادق للحجر الصحي منها واحد في جبل المكبر. وقالت: “نحاول تحديد المرضى” و”تم فتح مركز للفحص يوم الخميس ويتم فحص 300 شخص كل يوم، ونريد أن يصل عدد الأشخاص إلى 10 آلاف”.
ويعكس التوتر الحالي الخلاف بين إسرائيل والسلطة حول القدس، فالأولى تعتبرها عاصمتها الموحدة، أما الثانية فترى الجزء الشرقي عاصمة للدولة الفلسطينية.
ويقول مايكل ميلستين، رئيس الدراسات الفلسطينية بمركز دايان بجامعة تل أبيب: “يحاول كل طرف اتهام الآخر لتغيير الوضع القائم في القدس”.
واعتقلت الشرطة الإسرائيلية مسؤولين في السلطة يتابعان مصالح السلطة داخل القدس الشرقية، فادي الهدمي، وزير شؤون القدس، وعدنان غيث محافظ القدس المعين من السلطة؛ بتهمة ممارسة نشاطات ممنوعة داخل المدينة.
وقال إردان: “تريد السلطة الفلسطينية السيطرة على أجزاء في القدس، ولكن القانون في إسرائيل يمنع كيانا أجنبيا للعمل في ظل السيادة الإسرائيلية بدون إذن”.
وقال الهدمي إنه اعتقل بسبب ظهوره في التلفزيون وحثه المقدسيين على البقاء في بيوتهم واتخاذ الحذر.
واتهم الهدمي الشرطة بمنحه قناعا واقيا مستخدما و”عليه بقع دم” وهو ما تنفيه الشرطة. وقال فؤاد حلاق، مستشار حركة فتح والذي يعيش في القدس الشرقية، إن كل المحاولات لتطهير المساجد والكنائس في البلدة القديمة منعتها الشرطة الإسرائيلية: “منعت إسرائيل كل نشاطاتنا للرد على فيروس كورونا”.