“واشنطن بوست” تنتقد الإنتهاكات الإسرائيلية في حق الفلسطينيين
انتقدت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية الانتهاكات الإسرائيلية ضد المدنيين الفلسطينيين، وقتل قوات الاحتلال لـ 15 فلسطينياً وجرح المئات من الفلسطينيين بعد تجمع حوالي 30 ألف فلسطيني بالقرب من الجدار العازل الذي يفصل قطاع غزة عن إسرائيل.
ورآت الصحيفة إن إسرائيل لا تخشى من التكلفة السياسية القليلة التي سترتد عليها في حال قتلت المزيد من الفلسطينيين، كما فعلت يوم الجمعة الماضية في مواجهات غزة
أسباب الاحتجاجات
وأوضحت الصحيفة أن الاحتجاجات الفلسطينية بسبب الحصار الخانق للمناطق التي يعيشون فيها بجانب تجريد أراضي أجدادهم من أيدي الفلسطينيين لتقع في ايادي الاحتلال الإسرائيلي، وكانت المظاهرات مثل حال كل المظاهرات الفلسطينية دون سلاح وغير عنيفة رافعين الأعلام الفلسطينية ولكن دائما تنتهي هذه الاحتجاجات بدموع الفلسطينيين الذين يفقدون أبنائهم بعد استهداف الرصاص الإسرائيلي لهم.
وقال احد المشاركين في الاحتجاجات ، ويدعي فايق صباغ “أخذت احفادي وذهبنا للمشاركة في مظاهرة سلمية، لإعلامهم بغن هذه أرضنا، لكن ما وجدناه كان مختلف، وقتلوا ابنائنا برصاص الاحتلال”.
استهداف الاحتلال للمدنيين
وزعمت السلطات الإسرائيلية إنها أطلقت النيران رداً علي بعض المتظاهرين الذين تظاهروا بالقرب من السياج وأحرقوا إطارات السيارات والقوا الحجارة وزجاجات المولوتوف، بينما أظهرت اللقطات المصورة إلي استهداف الجنود الإسرائيليين للفلسطينيين الغير مسلحين ومن بين القتلي بعض الأشخاص الذين كانوا يهربون من الرصاص ولكن في مشهد فوضوي استهدفت القناصة الإسرائيلية المدنين الفلسطينيين العزل من السلاح.
عقم الصراع الفلسطيني الإسرائيلي
وأضافت الصحيفة أن يوم الجمعة الماضية كان اسوأ يوم لأعمال العنف التي تشهدها غزة منذ حرب عام 2014 التي كانت ما بين حركة المقوامة الإسلامية حماس وجيش الأحتلال الإسرائيلي، التي قتل فيها 1462 مدنيا فلسطينيا.
وتري الصحيفة أن عواقب الاحتجاجات تؤكد العقم البائس للصراع الفلسطيني وإفلات إسرائيل الدائم من العقاب، حيث لا يمكن أن تتقاضي إسرائيل لقتلها الفلسطينيين وإرهاق أرواحهم برصاص الاحتلال.
مبالاة إسرائيلية لقتل المدنيين الفلسطينيين
ولفتت الصحيفة إلي موقف حكومة اليمين الإسرائيلي برئاسة بنيامين نتنياهو التي لم تقدم أي تعاطفا أو ندماً لقتها مدنيين أبرياء احتجوا سلميا علي احتلال اراضيهم واوضاعهم الصعبة التي يعيشونها تحت وطأت الاحتلال.
وقال نتنياهو “ان إسرائيل تعمل بحزم لحماية سيادتها وامن مواطنيها”، ورفض وزير الدفاع الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان المطالبات الدولية بفتح تحقيق في احداث قتل الفلسطينيين وقال “أن الجنود الإسرائيليين يستحقون الثناء وميدالية علي عملهم ولن يكون هناك تحقيقاً”، وتفاخر الجيش الإسرائيلي بإن قواته حافظت علي أمن الحدود ووضع تغريدة علي تويتر وسرعان ما حذفها بعد نشر صور للفلسطينيين وهم في ذعر شديد من اصطياد القناصة الإسرائيلية لهم وهم عزل من السلاح.
إسرائيل حولت غزة لسجن
وقالت أميت جيلوتز المتحدثة باسم منظمة يسارية مقرها القدس ترصد الانتهاكات لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة “هذه هي النتائج المتوقعة لقيادة غير قانونية، الجنود الإسرائيليون يطلقون الذخيرة الحية على المتظاهرين الفلسطينيين الغير مسلحين، بجانب تحويل إسرائيل غزة لسجن كبير يقبع تحت وطأة الحصار والمعاناة”.
تحدي إسرائيل الانتقادات الدولية
وأضافت أميت أن القيادة الإسرائيلية تشعر بالراحة لتحديها الانتقادات الدولية وخاصة أن أكثر الأنتقادات جاءت من إيران وتركيا، بينما منعت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مجلس الأمن من إصدار إي بيان يدعو لتحقيق مستقل وشفاف يؤكد حق الفلسطينيين في الاحتجاج السلمي، ودائما تتجه إدارة ترامب لإثارة الغضب الفلسطيني حيث اختار البيت الأبيض موعد افتتاح السفارة الأمريكية في القدس في ذكري النكبة الفلسطينية واحتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية ما يعزز وجهة النظر الفلسطينية بأن الولايات المتحدة لم يعد من الممكن الوثوق بها كوسيط عادل في عملية السلام المتوقفة منذ فترة طويلة.
العنف حلقة في صراع طويل الأمد
ونوهت الصحيفة إلي أن العنف الذي شهدته غزة يوم الجمعة يجب أن ينظر له علي انه حلقة أخرى من الصراع الطويل على السلطة بين حماس والسلطة الفلسطينية ، بقيادة محمود عباس، حيث تعثرت محاولات المصالحة بين الفصيلين ، وازداد الطرفان ضعفا، فعباس بات أقل مصداقية وتقلص دور حماس، والفلسطينيون يعيشون في ظروف صعبة للغاية حيث قال أحد المتظاهرين البالغ من العمر 22 عاماً “لا أريد هذه الحياة وأريد أن اموت اليوم بالرصاص”.
وقال الكاتب حسين ايبيس في صحيفة ناشيونال ” لقد تبين الآن إن رد إسرائيل العنيف على الاحتجاج كان بمثابة انقلاب دعائي لحماس، وعلامة تحذير من إراقة المزيد من الدماء، مع حالة اليأس للقيادة الفلسطينية، واستعداد إسرائيل لاستخدام القوة القاتلة ضد المتظاهرين، فهم بحاجه لمعجزة والأراضي المقدسة نادرا ما تقدم مثل هذه المعجزات”.