واشنطن بوست: ترامب يفتقر للقوة والعزم لاستراتيجية سورية مدروسة
قالت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لم ينجح في الضربة العسكرية التي وجها ضد سوريا، لأن القوة والعزم لا يساويان استراتيجية سورية مدروسة، ما يجعل وضع ترامب محرج ويجر القوات الأمريكية لصراع فوضوي مع تطور الأوضاع في سوريا.
إجراءات عقابية
وأشارت الصحيفة إلي أن بعد أيام من التكهنات اتخذت الولايات المتحدة إجراءات عقابية لمعاقبة النظام السوري بعد الهجوم الكيماوي الذي وقع قبل أسبوع في مدية الدوما السورية، وأطلقت القوات الفرنسية والبريطانية والأمريكية أكثر من 100 صاروخ ضد ثلاثة أهداف للنظام السوري، وزعم المسؤولون الأمريكيون أن الهجوم تسبب في ضرر كبير لبرنامج السلحة الكيميائية التابع لنظام الرئيس بشار الأسد.
وبعد توجيه ترامب الضربات الجوية ضد النظام السوري، غرد علي تويتر وأشاد بالضربة وأعلن أن المهمة أنجزت وشكر كل من فرنسا وبريطانيا علي حكمتهما وقوتهما العسكرية.
احراج ترامب
وتري الصحيفة أن استخدام الرئيس عبارة المهمة أنجزت، عبارة مؤسفة لأي رئيس لديه طموحات جيوسياسية في الشرق الأوسط ومحرج بشكل خاص لترامب لأن ما تم أنجازه قليل للغاية، ولا يوجد يقين لما تم تدميره بالضبط خلال الضربات الجوية، وهناك بعض التقارير تشير إلي أن قدرة الأسد علي استخدام الأسلحة الكيميائية مازالت مثل ماهي، في حين نزل مؤيدي السد في الشوارع ملوحين بالإعلام السورية وبصور الأسد ونددوا بالضربة الأمريكية.
انتصار الأسد
وأضافت الصحيفة أن الهجوم العسكري الثلاثي ضد سوريا فسر علي أنه نصر للأسد لأن النطاق المحدود للهحمات يشير إلي أن القوي الغربية لا تنوي تحدي سلطة الأسد.
ولفتت الصحيفة إلي أن الجيش السوري سيطر بالكامل علي الغوطة الشرقية التي كانت محاصرة منذ سنوات من قبل قوات الأسد وتعرضت لهجمات كيماويةمن بينهم الهجوم الكيماوي الأخير الذي تسبب في مقتل العشرات وأودي هذا الهجوم الكيماوي لتوجيه الدول الثلاث ضربات جوية ضد نظام الأسد ودفع المعارضة للاستسلام والموافقة علي اخلاء المنطقة.
ترامب محاط بالفضائح
بينما ترامب أمضي أسبوعه علي حافة الهاوية محاط بالفضائح والمكائد مع محاميه الشخصي الذي يحقق معه علناً من قبل مكتب التحقيقات الفيدرالي، بجانب الروايات المحرجة التي يرويها مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي السابق جيمس كومي عن ترامب الذي وصفه بإنه غير مؤهل أخلاقياً، وتسيطر تصريحات كومي بالكامل علي الأخبار الأمريكية.
اهتمام وسائل الإعلام
وأضافت الصحيفة أن ترامب حظي باهتمام وسائل الإعلام للهجوم الصاروخي علي سوريا بالإشارة غلي تفوقه عن سلفه باراك أوباما الذي اختار عدم اتهداف نظام الأسد بشكل مباشر بعد استخدام الأسد الأسلحة الكيماوية في عام 2013، وأكدت بعض المصادر أن رتامب بعتقد ان سوريا وصلت لهذا الوضع بسبب أوباما لعدم فرضه الخطوط الحمراء.
ولكن بعد ذلك أمضي ترامب يستعرض تصريحات الكومي التي نشرتها جميع البرامج التلفزيوينة الصباحية، حيث يقول ان التاثير العابر للضربات الجوية تشير إلي افتقار ترامب إلي استراتيجية حقيقية في سوريا، وتكشف عن مدي ضعف موقفه وخاصة إذا تمكن الأسد من شن هجوم جديد باستخدام غاز الأعصاب أو غيره من الأسلحة الغير مشروعة.
القوة والعزم لا يتساويان باتراتيجية مدروسة
وتري الصحيفة أن معضلة ترامب هي أن القوة والعزم لا يساويان بالضرورة استراتيجية سورية مدروسة، إذا تجاهل الأسد الضربات الجوية المتواضعة نسبيا واستخدم الأسلحة الكيماوية ، سيواجه ترامب خيارًا صعبًا، يمكنه التصعيد وسحب الجيش الأمريكي وإدارته إلى صراع فوضوي الذي أعلن رغبته عن التخلي عن الصراع وسحب القوات الأمريكية في سوريا.