واشنطن بوست تحذر: جيل جديد من الشباب في تونس يجنده داعش والقاعدة
رأت صحيفة ”واشنطن بوست” الأمريكية أن تونس التي كانت تخشى من عودة الإرهابيين من بؤر التوتر، أصبحت الآن مهددة من الداخل وتحديدا من ”جيل جديد من الشباب المقيم فيها، إذ يقوم تنظيما داعش والقاعدة الإرهابيان بتجنيدهم.
وقال المحلل بشركة “مهارابال” الأمريكية للاستشارات الأمنية مات هيربرت، للصحيفة، إن ”عملية عين سلطانة الإرهابية، جاءت من الداخل، خاصةًوأن غالبية التونسيين الذين غادروا إلى ليبيا وسوريا ولم يُقتلوا هناك لم يعودوا إلى بلادهم.
وأكد محللون وديبلوماسيون أن ‘الجاذبية الأيديولوجية لتنظيمي داعش والقاعدة الإرهابيين تراجعت كثيرا في تونس، إلا أنهم اعتبروا أن الاضطرابات السياسية والاقتصادية والاجتماعية لفترة ما بعد الثورة مازالت تشكل سببا للإستياء خاصة لدى الشباب.‘
وأشارت واشنطن بوست إلى أن ‘تقلص فرص العمل في تونس، دفع أكثر من ثلاثة آلاف تونسي، منذ بداية العام حتى شهر أوت، للهجرة، وهي أكبر نسبة للمهاجرين مقارنة بباقي الدول، وفقًا لمنظمة الهجرة الدولية، وتسبب هذا العامل أيضًا في انضمام شباب آخرين إلى التنظيمات الإرهابية، خاصة في المناطق الداخلية التي أهملتها الحكومة.‘
وأشارت واشنطن بوست إلى هجرة أكثر من3 آلاف شاب تونسي نحو أوروبا ‘نتيجة الظروف الاجتماعية والاقتصادية في تونس’، وهي نفس الظروف التي تسببت في انضمام آخرين إلى الجماعات المتطرفة، خاصة في المناطق المهمشة’’
وبدوره قال سفير الاتحاد الأوروبي في تونس باتريس برجامي للصحيفة: ”إن الأزمات الاجتماعية والاقتصادية هي أفضل وقود سواء للهجرة غير الشرعية، أو في أسوأ السيناريوهات ، لتغذية الإرهاب”.
ولفت التقرير أيضا إلى أن الكثير من عمليات التجنيد لدى التنظيمات الإرهابية تتم في المرتفعات الجنوبية الغربية الفقيرة في تونس على طول الشريط الحدودي مع الجزائر.
كما أشار التقرير إلى أنه ”على الرغم من أن المتطرفين هم في الغالب من التونسيين، إلا أنهم يشملون الجزائريين والأفارقة والليبيين، كما أن حوالي 15 إلى 20 تونسيا فقط هم من العائدين من ليبيا وسوريا”، وفقا لمحللين إقليميين.
وأبرزت الصحيفة تقديرات الأمم المتحدة للذين غادروا البلاد خلال السنوات القليلة الماضية للانضمام لتنظيمي داعش والقاعدة في ليبيا وسوريا والعراق، إذ ”انضم 5500 تونسيا على الأقل للتنظيمات الإرهابية، أين قُتل أغلب من شاركو في معارك مدينة سرت الليبية عام 2016، ومعارك مدينة بن قردان الحدودية مع ليبيا.”
وقال كبير المحللين التونسيين في مجموعة الأزمات الدولية مايكل بشير العياري، في تصريح لواشنطن بوست، ”إن تونس هي أرض التجنيد”، فيما قال محللون آخرون إن ”المتطرفين الذين ينشطون الآن في البلاد يستخدمون تونس كمنطلق للهجمات على الجزائر التي خاضت مواجهات طويلة مع تنظيم القاعدة، وأن تونس لا تزال هدفا للإرهابيين بسبب وجهات النظر الحكومية الليبرالية نسبيا حول الإسلام والمرأة وحرية التعبير.
وذكرت الصحيفة، في تقريرها، بهجوم سوسة الإرهابي والذي أسفر عن مقتل 38 شخصا من السياح الأجانب، وقالت إنه ‘في العام الموالي للهجوم، دخل المزيد من التونسيين المنتمين إلى تنظيم داعش الإرهابي من ليبيا وحاولوا الاستيلاء على مدينة بن قردان قبل أن تتصدى لهم قوات الأمن التونسية.
وحسب التقرير، فإن ”حوالي 200 مسلح ينتمون إلى تنظيم داعش الإرهابي أو تنظيم القاعدة يتمركزون في الجبال، على الرغم من أن عدد المتعاطفين معهم غير معروف”، واعتبرت الصحيفة أن ”العملية الإرهابية بعين سلطان من ولاية جندوبة، التي وقعت في شهر جويلية الماضي، توضح طموحات الإرهابيين”، ونقلت عن بعض متساكني الجهة قولهم ”إنهم يشتبهون في أن الإرهابيين قد يكونوا نُقلوا إلى مكان العملية من قبل بعض الأنصار لهم هناك”.