واشنطن بوست: الموت يتساقط علي الغوطة الشرقية مثل المطر
سلطت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية الضوء علي المجازر السورية وصمت العالم عليها ووصفت عمليات القتل بالموت المتساقط مثل حبات المطر علي الغوطة الشرقية.
وأشارت الصحيفة إلي ان منطقة الغوطة الشرقية اخر المعاقل للمتمردين السوريين بالقرب من العاصمة السورية دمشق، وضعت تحت الحصار وتعرضت للضرب بالقنابل، وللمجاعة وكانت اخر قافلة إنسانية وصلت إليهم في شهر نوفمبر الماضي واليوم يقعون تحت هجوم لا هوادة فيه.
ولفتت الصحيفة إلي ان شن النظام السوري وحلفاؤه الروس غارات جوية علي الغوطة الشرقية منذ يوم الأحد واستهدف سرب الطائرات دون طيار والطائرات الهليكوبتر المستشفيات والمدارس والمباني السكنية، ويعيش في الغوطة حوالي 400 الف شخص محاصرين.
ودمر القصف مرافق طبية كاملة، وأبلغ الأطباء وسائل الإعلام إلي أنهم يلجأون إلي استخدام أدوية منتهية الصلاحية لعلاج العديد من الجرحي، وقال مراقبو حقوق الإنسان ووكالات الاغاثة أن الضربات تسببت في مقتل أكثر من 300 شخص في غصون أيام قليلة وإصابة مئات الآخرين.
ويجب إلا ننسي أن الغوطة الشرقية تعرضت لهجوم كيميائي في عام 2013 علي يد النظام السوري وتسبب في قتل المئات ولكن اللحظة الراهنة أكثر رعبا لهم تحت وطأت الضربات الجوية السورية الروسية.
وقال قال مدير مستشفى في الغوطة الشرقية لوكالة فرانس برس “نحن في الغوطة نتعرض لضربات جوية منذ اكثر من خمس سنوات وهذا ليس جديدا بالنسبة لنا، ولكننا لم نر ابدا مثل هذا التصعيد”.
وقال رجل لصحيفة “واشنطن بوست” طلب عدم الكشف عن هويته “اننا نشعر بالاحباط، نحن نلقي أجزاء من أجساد الأشخاص في مقابر جماعية وهذا كل ما يمكننا القيام به”.
ووصف الامين العام للامم المتحدة انطونيو جوتيريس الوضع فى الغوطة الشرقية بإنه جحيم على الارض، وحث مرة اخرى على وقف الاعمال العدائية.
وقال جوتيريس “اناشد جميع الاطراف المعنية وقف كافة الانشطة الحربية فى الغوطة الشرقية فورا، والسماح للمساعدات الانسانية بالوصول الى جميع المحتاجين”، مضيفا “اعتقد ان الغوطة الشرقية لا تستطيع الانتظار”.
بينما ورفض وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف الدعوة الى هدنة، قائلا “ان مكافحة الارهاب لا يمكن ان تقيد بأي شىء”، وقالت السلطات في دمشق ” ان الجماعات المتمردة تستخدم المدنيين كدروع بشرية. ”
وأضافت الصحيفة أن ما يحدث في الغوطة مجرد بداية هجوم أكثر كثافة ضد الغوطة الشرقية لأن نظام الرئيس بشار الأسد يعد لهجوم نهائي، وفي الاسبوع الماضي أجري تعزيزات برية علي طول الضواحي تحت قيادة أحد كبار جنرالات الأسد.
ويرى النظام أن الجماعات المتمردة الإسلامية تحتل الغوطة إرهابيين، وقالت وكالة الانباء السورية “ان عشرات الصواريخ وقذائف الهاون اطلقت في اليومين الماضيين على هذه الاحياء في مختلف الاحياء في دمشق مما اسفر عن مقتل اكثر من 12 شخصا”.
ولفتت الصحيفة إلي أن ما يحدث يشبه سيناريو عام 2016 عندما هاجم النظام السوري المتمردين في حلب، وفي ذلك الوقت أشاد المسؤولون السوريون والروسيون بتحرير المدينة من المتطرفين وبذلوا جهودا لإجلاء المدنيين وتقديم المساعدات الإنسانية.