واشنطن بوست: السيسي يوجه رسائل مهمة لنزع فتيل الأزمة مع إثيوبيا والسودان
أكدت صحيفة الواشنطن بوست على أهمية إعلان الرئيس عبدالفتاح السيسي، قبل يومين، فيما يتعلق بإثيوبيا والسودان، لافتة إلى أن الرئيس سعى إلي نزع فتيل التوتر مع البلدين عبر طمأنتهم أن مصر لا تتدخل في الشؤون الداخلية لهما او تخطط للحرب ضدهما.
ولفتت الصحيفة إلي أن مصر لم تنشر رسميا قوات في إريتريا علي الرغم من التقارير الإعلامية المستمرة الغير مؤكدة عن القاهرة من أن مصر لديها إمكانية الوصول لقاعدة عسكرية داخل دولة أفريقية.
ويأتي ذلك فيما تواجه السودان خلافا حادا مع إريتريا التي كانت منافسا لإثوبيا منذ أن خاضت الدولتان حربا في التسعينات، وتتهم إثيوبيا ايضا إريتريا بتدريب المتمردين لتنفيذ هجمات تخريبية على السد.
وأشارت الصحيفة الأمريكية إلي القلق المصري من التبعات التي قد يخلفها سد النهضة الاثيوبي والذي سيتسبب في خفض حصة مياه نهر النيل المصدر الأساسي للمياه العذبة في مصر، في وقت تنحاز السودان إلي إثيوبيا وتحيي نزاع حدودي طويل الأجل.
ولفتت الصحيفة إلى حديث الرئيس عبدالفتاح السيسي بأن « خيار مصر الاستراتيجي هو السلام وليس الحرب».
رسائل السيسي المهمة لنزع فتيل الأزمة
وكما أشارت الصحيفة لحديث الرئيس السيسي الذي أعلنه خلال زيارته لمحافظة المنوفية وافتتاح عدد من المشاريع هناك، والتي تعد بمثابة رسائل واضحة في إطار التطمين ولنزع فتيل أي أزمة قد تنشأ في هذا الصدد حيث أكد على أن « أن مصر لا تتآمر ولا تدخل في الشؤون الداخلية لأي دولة، ونحن مصممون علي إقامة علاقات طيبة مع السودان وإثيوبيا، ولقد شهدت منطقتنا ما يكفي في السنوات القليلة الماضية، نحن لسنا على استعداد للذهاب إلى الحرب ضد إخواننا أو أي شخص آخر في هذه القضية، إننى أقول ذلك كرسالة واضحة إلى إخواننا فى السودان واثيوبيا».
الرئيس لم يتوقف عند هذا الحد بل إنه توجه أيضا إلى الداخل المصري ودعا وسائل الاعلام المصرية إلى وقف الهجوم على السودان قائلاً: « إنه يجب أن يحذو حذو إدارته التى امتنعت عن إهانة جيرانها حتى فى مواجهة الاتهامات والاشتباكات المتعمدة».
وحتى هذه اللحظة فإن إثيوبيا، وفقا للرؤية المصرية الرسمية لا تقدم ما يكفي لتخفيف مخاوفها بشأن آثار ملء سد النهضة، ومن المتوقع أن يبدأ قريبا ويتوقع أن يقتطع حصة مصر من النيل.
وتقول إثيوبيا «إن السد البالغ تكلفته 5 مليارات دولار أمر ضروري لتنميتها الاقتصادية، وإن الغالبية العظمى من سكانها البالغ عددهم 95 مليون نسمة يفتقرون إلى الكهرباء، التي سيولدها السد الكهرمائي».
احياء السودان لنزاع حدودي طويل الأمد مع مصر
وترى الصحيفة أنه في خضم هذه الأحداث، نجح السودان في إحياء نزاع حدودي طويل الأمد مع مصر (أزمة حلايب) التي رفضت التفاوض بشأن هذه المسألة أو عرض النزاع على التحكيم الدولي.
وتلفت الصحيفة إلى أن مصر بدورها توجه للسودان اتهامًا بالتآمر مع قطر وتركيا ضدها، في وقت استدعت السودان الأسبوع الماضي سفيرها في القاهرة لاجراء مشاورات.
علاقات مصر بإريتريا تزعج الخرطوم وأديس أبابا
وفى وقت سابق من هذا الاسبوع، نقلت تقارير وسائل الاعلام السودانية عن مسئول حكومى كبير قوله «إن مصر وحليفتها الاقليمية اريتريا تحشدان القوات على حدودها الشرقية»، وفي وقتا لاحق قال وزير الخارجية السودانى (إبراهيم غندور) خلال زيارة قام بها نظيره الاثيوبى الى الخرطوم :«إن وضع قوات سودانية بالقرب من الحدود مع اريتريا يهدف الى مواجهة تهديد المتمردين»، ولم يوضح اي متمردين.
ونوهت الصحيفة إلي استقبال السيسي الرئيس الارتيري اسياس افورقي في القاهرة في الأسبوع الماضي ولم ينشر اي مضمون عن محادثتهما، ويأتي ذلك في وقت تتحدث فيه تقارير عن زيارة مرتقبة لرئيس الوزراء الاثيوبي «هيلي ماريام ديسالين»، الذي يعتزم زيارة القاهرة هذا الشهر لاجراء محادثات مع الرئيس السيسي.