هنية: لا نعارض إقامة دولة على حدود 1967 لكن لن نعترف بالاحتلال
صرّح رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس”، إسماعيل هنية، بأن حركته لا تعارض “مرحليًا” قيام دولة على حدود العام 1967، لكنها متمسكة بعدم الاعتراف بالاحتلال الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية.
جاء ذلك في لقاء مباشر نظمته “الجمعية الفلسطينية للاتصال والإعلام”، بمدينة إسطنبول، السبت، عبر دائرة تلفزيونية مغلقة مع هنية من غزة، للحديث حول آخر تطورات المشهد الفلسطيني، بحضور عشرات الصحافيين والكتاب الأتراك.
وقال هنية بهذا الخصوص: “في الإطار المرحلي، حركة حماس لا تعارض إقامة دولة على حدود العام 1967، لكننا متمسكون بعدم الاعتراف بالاحتلال على بقية الأراضي الفلسطينية”.
وأضاف: “نجد أن تركيا منفتحة على جميع الأطراف في الساحة الفلسطينية، ولها علاقة متوازنة ومتزنة مع حركتي فتح وحماس، وهذا يمثل اهتمامًا مشتركًا بين الشعبين الفلسطيني والتركي”.
وأكد أن “الحكومتين الأمريكية والإسرائيلية (الحاليتين) هما الأكثر تطرفًا في سياستهما على فلسطين تاريخيًا، ومما لا شك فيه أن الرواية الإسرائيلية مؤثرة بشكل كبير جدًا، بسبب الإمبراطوريات المالية واللوبي الصهيوني في أوروبا وأمريكا، فهي التي توصف المقاومة الفلسطينية بالإرهاب”.
وتابع: “للأسف الشديد، الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا تتعاطيان مع الرواية الإسرائيلية، وهذا يتناقض مع ميثاق الدول والأعراف الدولية في حق الشعوب بمقاومة محتليها، وهذا الشيء حتى يتناقض مع أوروبا نفسها”.
ومضى قائلًا: “أكدنا مرارًا إن كانت المسارات الدبلوماسية والسياسية يمكن أن تحقق للشعب الفلسطيني حقوقه فأهلًا وسهلًا، لكن جربنا هذا الشيء في 25 سنة من المفاوضات والنتيجة صفر، فمن حق الشعب الفلسطيني أن يقاوم سلميًا وشعبيًا كما يريد”.
وأضاف هنية أن “الجيش الإسرائيلي يستخدم الرصاص الحي والمطاط ضد المتظاهرين في مسيرات العودة، فسقط فيها نحو 340 شهيدًا منذ بداية المسيرات، وحينما نرابط في الأقصى ومسيراتنا في الضفة الغربية، لذلك نحن نلجأ كثيرًا إلى المقاومة السلمية والشعبية، وهذا لا يعني أن نسقط مقاومتنا المسلحة ضد إسرائيل”.
ومنذ مارس 2018، يشارك فلسطينيون في مسيرات العودة قرب السياج الفاصل بين شرقي غزة وإسرائيل، للمطالبة بعودة اللاجئين إلى مدنهم وقراهم، ورفع الحصار عن القطاع.
ويقمع جيش الاحتلال الإسرائيلي تلك المسيرات السلمية بعنف، ما أسفر عن استشهاد عشرات الفلسطينيين، وإصابة الآلاف بجروح مختلفة.
وتابع: “الاحتلال الإسرائيلي لا يريد مبررات للقيام بحرب على غزة، لذلك لم يكن هناك أي سبب لحرب 2009، لذلك العدوان الإسرائيلي متواصل على الشعب الفلسطيني، وفي نفس الوقت المقاومة الفلسطينية ستبقى في موقف الدفاع عن النفس بقدر الجرائم التي يرتكبها الاحتلال”.
وأكد أن ملف إعمار غزة ما زال عالقًا، وكذلك القضايا الإنسانية، لكنه أكد أن “المقاومة قوية وعصية على الكسر”.
وعلى صعيد آخر، أوضح هنية أن “حركة حماس خرجت من سوريا على قاعدتها المعروفة: أنها لا تتدخل في الشؤون الداخلية للدول”، مشددًا أن ذلك القرار “كان صحيحًا حينها”.
وبالنسبة لتطبيع الدول العربية مع إسرائيل، علّق هنية بالقول: “نحن لا نتدخل ولا نقر أي لقاءات مباشرة بين الصهاينة ومسؤولين عرب، ونستنكر لقاء وزير الخارجية البحريني مع مسؤولين إسرائيليين في واشنطن، كما نستنكر الزيارات المتبادلة بين الكيان الإسرائيلي والإمارات”.
وشدد على أن “لا شك أننا تعرضنا لحرب ثلاثية الأبعاد، من خلال الاقتصاد والقوة العسكرية والبعد الثالث هو السياسي من خلال عزل حكومة حماس التي ترأستها عام 2006، وعدم إعطائها المساحة الكافية لكي تعمل”.