هل ينعش مطار «سفنكس» السياحة بمصر؟
افتتحت مصر في 25 يناير الماضي بشكل تجريبي مطاراً دولياً جديداً بمحافظة الجيزة في محاولة لتعزيز صناعة السياحة في البلاد. يقع المطار بالقرب من أهرامات الجيزة والمتحف المصري الكبير المقرر افتتاحه في عام 2020.
واستقبل مطار سفنكس الدولي أول رحلة من مطار أسوان الدولي في 25 يناير، كأول أول تجربة رسمية للمطار الجديد.
وسلط موقع Al-Monitor الأمريكي في تقرير له، الضوء على المعايير التي أنشئ عليها المطار الجديد، والموقع الاستراتيجي له، حيث يقول خبراء إنه سيعطي دفعة كبيرة لقطاع السياحة بمصر.
يقع المطار على بعد 12 كم من أهرامات الجيزة. ويقول خبراء إنه من المتوقع أن يساهم موقعه في تعزيز الرحلات السياحية ذات اليوم الواحد إلى الفنادق والمنتجعات في المنطقة بسبب قربه من مناطق الجذب السياحي في القاهرة والجيزة.
رحلات منخفضة التكلفة
يقول علاء الغمري، خبير السياحة وعضو سابق في غرفة شركات ووكالات السفر والسياحة: «الآن، سوف تزداد الرحلات السياحية ذات اليوم الواحد. علاوة على ذلك، لا توجد رحلات طيران مستأجرة (تشارتر) تهبط في مطار القاهرة الدولي، في حين سيستقبل مطار سفنكس هذه الرحلات منخفضة التكلفة التي تجتذب عدداً كبيراً من السياح».
تشير التوقعات إلى أن المطار سيخفف الضغط على مطار القاهرة الدولي الذي يعد الأكبر في البلاد. يضيف الغمري: «سيكون مطار سفنكس أفضل من المطارات الأخرى القريبة مثل برج العرب، والذي يقع في الإسكندرية، من حيث قدراته».
ووفقاً للبيانات الصادرة عن وزارة الطيران المدني، فإن المبنى الرئيسي لمطار سفنكس وبرج المراقبة الجوية وعشرات المباني الخدمية تتوزع على مساحة 25500 متر مربع (275،000 قدم مربعة).
يمتد المهبط على مساحة 126،800 متر مربع (31 فداناً)، بحيث يمكن أن يحوي 9 طائرات. وقال المسؤولون إن المطار مجهز بأحدث كاميرات المراقبة الحراريةفي العالم.
تستوعب الصالة الرئيسية للمطار 300 راكب في الساعة، ومن المقرر بناء مجموعة من الفنادق العالمية في المنطقة المجاورة للمطار من أجل خدمة السياح القادمين.
كما يوجد بالمطار 4 محطات كهرباء فرعية ومبنى للأرصاد الجوية، بالإضافة إلى مسجد ومرآب للسيارات يمكنه استيعاب مئات السيارات.
عمل عام واحد، وبتكلفة 17 مليون دولار
يذكر أن المطار من تنفيذ القوات المسلحة المصرية والشركة الاستشارية المصرية، حيث شارك في العمل 200 مهندس و35 استشارياً و2500 عامل، وفقاً للبيانات الصادرة عن وزارة الطيران المدني.
وتقول القاهرة إن العمل في المشروع استغرق 12 شهراً، و12 ساعة عمل يومياً، بتكلفة تبلغ حوالي 300 مليون جنيه مصري (حوالي 17 مليون دولار).
يقول الغمري إن بدء تشغيل المطار يتزامن مع تطوير منطقة الأهرامات وإطلاق فنادق جديدة قريبة لتقديم خدمات عالية الجودة تخدم السياح.
كما «يأتي المطار كجزء من خطة أوسع لتوفير جميع المرافق والخدمات الضرورية بالقرب من مناطق الجذب السياحي الرئيسية. كما أن بناء أي مطارات في المنطقة المجاورة لمناطق الجذب السياحي سيكون بالتأكيد ذا فائدة كبيرة لقطاع السياحة في مصر، ويحظى إطلاق هذا المطار بأهمية خاصة لأنه يقع بالقرب من المتحف المصري الكبير، والذي سوف يجتذب عدداً كبيراً من السياح، كما يقول خبراء.
محاولات لإنعاش السياحة
أشاد علي كامل منصور رئيس غرفة المنشآت السياحية في دلتا النيل بافتتاح المطار، لكنه قال إنه ينبغي على الحكومة أيضاً بناء مطارات في مناطق أخرى، بما في ذلك دلتا النيل.
إذ يرى منصور أن «العديد من السياح الأجانب يهتمون بالسياحة الريفية لأن مصر لديها مساحات خضراء جميلة ومتميزة في الريف. ويشكل توفير وسائل النقل، وأهمها المطارات، جزءاً لا يتجزأ من تعزيز السياحة في أي بلد لأنها تسهل الوصول إلى أجزاء مختلفة من البلاد. وعلاوة على ذلك، فإنها ستولد المزيد من الإيرادات للبلاد سواء من حيث السفر أو السياحة».
تجدر الإشارة إلى أن الحكومة المصرية عززت الجهود الرامية إلى بث الحياة في صناعة السياحة في البلاد بعد أن تراجعت بشكل كبير بعد ثورة 25 يناير/كانون الثاني وتحطم طائرة روسية تشارتر في شبه جزيرة سيناء في أكتوبر 2015.
ومع ذلك، في عام 2018، شهدت هذه الصناعة انتعاشاً ملحوظاً. وفقاً لبيانات مجلس الوزراء المصري، قفزت عائدات قطاع السياحة من 4.4 مليار دولار في السنة المالية 2016/2017 إلى 9.8 مليار دولار في السنة المالية 2017/2018،بزيادة قدرها 123 ٪.
الخبير الاقتصادي وأستاذ دراسات الجدوى في جامعة عين شمس، أحمد الشامي، يقول إن افتتاح المطار هو خطوة طال انتظارها حيث إن المنطقة المحيطة بها تحظى بأهمية خاصة فيما يتعلق بالسياحة.
ويضيف: «لقد أهملت الحكومات المتعاقبة منطقة الأهرامات منذ فترة طويلة، ولكن الآن الحكومة الحالية تولي اهتماماً كبيراً لها، وهي تمضي قدماً باستراتيجية متطورة لتطويرها وتقديم كل التسهيلات الضرورية، بما في ذلك السفر. سيؤدي هذا إلى إحراز تقدم ملحوظ في قطاع السياحة، وبالتالي سيضيف إلى الموارد المالية للبلاد».