هل ينجو صندوق نتنياهو من التحالفات الخارجية و”إرث رابين”؟
الأمنية العليا لإسرائيل هي أن ينتخب ترامب مرة أخرى في 2020. مصلحة وطنية أمنية موازية، بل وأهم منها، هي أن ينتخب بنيامين نتنياهو بعد يومين لولاية أخرى. ليس في هذا نقاش على الإطلاق.
وبحسب “إسرائيل اليوم” العبرية، منذ ثلاث سنوات، يبذل جهد عظيم من محافل في البيروقراطية السياسية الأمنية في الولايات المتحدة والحزب الديمقراطي لإسقاط نتنياهو. ويقوم الاتحاد الأوروبي بقيادة ألمانيا بكل ما في وسعه كي يساعد في هذا الجهد. من يكشف ذلك هو مستشار ميركيل السياسي، هويزغان، الذي أصبح سفير بلاده في الأمم المتحدة ولا يكف عن العمل هناك ضد دولة إسرائيل. لديهم سبب وجيه؛ فنتنياهو يهز السفينة ويرفع قوة إسرائيل وصورتها، وهكذا يجبر كل المحنطين على مراعاة مصالح إسرائيل، وهم ليسوا معتادين على ذلك. ومثل الرئيس أوباما في حينه، ليسوا معتادين على أن يتحدث رئيس وزراء إسرائيل لديهم بمستوى العيون ويدعي مسيئاً بأن لإسرائيل وللإسرائيليين حقاً شرعياً في الوجود، وفي الحياة، ببساطة.. في الرفاه.
أنباء ملفقة
وعليه، ينبغي أن نتجاهل كل عمل تمويهي ضد الأصوليين والمتدينين الوطنيين الذي يقوم به الآن غانتس ولبيد وليبرمان.. اليافطات الكبرى التي تحذر التل أبيبيين من أن “بني براك” تضم نسبة تصويت 77 بينما تل أبيب 63 فقط، وهم – وكيف نقول هذا يا يونيت – لاساميون بعض الشيء. ومعروف لأي غرض تستخدم اللاسامية في البلدان الخارجية.. لصرف النظر.
إن المؤشر الواضح على تصعيد الجهد من الخارج لإسقاط نتنياهو هو القصة الكاذبة التي نشرت في “بوليتيكو” عن تجسس إسرائيلي حول البيت الأبيض. محلل شبكة “فوكس” مارك لفين، قال بالقطع: مصادر بوليتيكو للفرية هي ثلاثة مسؤولين كبار سابقين في أجهزة الاستخبارات الأمريكية. “سابقين”، معناه أن الرئيس أوباما عينهم، ومثل مصادر في الاستخبارات وفي الـ اف.بي.اي حاولوا إسقاط رئيس قائم في صورة دونالد ترامب مع مؤامرة “روسيا روسيا روسيا”، هكذا يعملون الآن ضد نتنياهو. أحد مستشاري الرئيس أوباما الاستراتيجيين، يوئيل بننسون، هو الآن مستشار لبني غانتس. لا يوجد شيء يريده الآن أصحاب الاتفاق النووي ومؤيدو إيران، م.ت.ف وحماس أكثر من إزالة “العائقين” لـ “السلام”، نتنياهو وترامب عن الطريق. إذن، لماذا لا يثار نزاع بينهما؟ في البرنامج الذي تحدث فيه مارك لفين، ذكر بأن غانتس لم يرفع للفريق تقريراً كاملاً لجهة مسؤولة عما في هاتفه النقال الذي حصل الإيرانيون على محتوياته. قصور امتنع الإعلام الإسرائيلي عن الانشغال به.
إرث رابين الحقيقي
قال اللواء يئير غولان في مقابلة مع هذه الصحيفة إنه ينبغي العودة إلى “الوضع الطبيعي”، وقصد الحياة بلا نتنياهو. ولكن ما هو “الوضع الطبيعي”؟ الوضع الطبيعي هو أن تكون إسرائيل عرضة للهجوم من الإدارة الأمريكية والمؤسسة الدولية وإيران ومنظمات الإرهاب الفلسطينية؛ ومن أجل الحصول على قدر من الشرعية، يتعين عليها أن تنسحب من هنا وهناك؛ أن تقطع إصبعاً، وربما عضوا، وربما نصف ساق، مثل فك الارتباط. كل انسحاب بالطبع يترافق وموجة إرهاب، ويمكن أن تنشب الحرب بين وجبة الصباح والظهيرة، لأن الإيرانيين يزحفون ويقيمون قواعدهم.
لقد حول نتنياهو حركة الدولاب، ولإسرائيل مطالب ستحقق بعضها بمبادرة من طرف واحد، مثل بسط السيادة على الغور كاستمرار لاعتراف الأمريكيين بالجولان. ليس هناك ما هو أوضح من هذا، حين يكون أولئك الذين يتحدثون منذ سنين عن “إرث رابين” يتوقون للانسحاب إلى خطوط 67 بكاملها وتقسيم القدس، في الوقت الذي رفض فيه إرث رابين الحقيقي إقامة دولة فلسطينية وتضمّن القدس الموحدة، والغور، وغوش عصيون وعدة كتل استيطانية مثلها. بني غانتس ينتمي بكل كيانه العقلي والأمني لـ “إرث رابين” المعاد كتابته من كل من تراجع عن سياسته الحقيقية، كما عبر عنها في الشهرين السابقين لاغتياله.
باراك يعرف هذا، تسفيكا هاوزر يعرف هذا، وبني بيغن أيضاً. إذا كان كل من يفهم هذا سيصوت بعد غد لليكود، فإن انتصار بنيامين نتنياهو سيكون كاملاً، وستنجو إسرائيل من الفخ الذي تعيشه الديمقراطية الآن، بل وسيضمن أيضاً قلب الدولة واستمرار الكفاح الدولي ضد إيران.