هل يمكن لعملية السلام في الشرق الأوسط أن تنجو من قرار ترامب في القدس؟
أثار قرار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب غضب المجتمع الدولي بعد اعلانه القدس عاصمة إسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إلي من تل أبيب إلي القدس التي يعتبرها الفلسطينيين عاصمة دولتهم المستقبلية.
ونشرت صحيفة الجارديان البريطانية تحليلاً لقرار ترامب تحت عنوان “هل يمكن ان تنجو عملية السلام في الشرق الاوسط مع قرار ترامب في القدس؟”، وأشارت إلي أن قرار ترامب بنقل السفارة الأمريكية إلي القدس واحدا من وعوده الانتخابية التي وفي بها، ولكنه يعرض اتفاق السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين ليكون أكثر تعيقدا ومن الصعب تحقيقه أكثر من أي وقتا مضي، حيث وصف الرئيس الفلسطيني محمود عباس القرار بأنه إعلان انسحاب الولايات المتحدة من الدور الذي لعبته في عملية السلام.
طريق طويل للسلام
واعتبرت الصحيفة أن قرار ترامب جعل الطريق طويل أمام الفريق المكلف بإعادة بدء عملية السلام، رغم الدبلوماسية المكوكية خلال الفترة الماضية لصهر الرئيس جاريد كوشنر وجيسون جرينبلات، ما يجعل عمل المفاوضين طويل خلال الفترة القادمة.
وأوضحت الصحيفة أن الاعتراف بالقدس عاصمة إسرائيل مثير للجدل لأنه كان خارج نطاق السياسة الأمريكية ما يعطي انطباع بالتخلي عن فكرة عملية السلام الإقليمية بين الدول العربية وإسرائيل والتخلي أيضا عن عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
وأضافت الصحيفة أن التفسير المنطقي لقرار ترامب هو تبنيه للفكر الغريب والمثير للجدل للتوصل لاتفاق سلام من خلال تبني اقتراح دانيال بيبيس الذي اقترحه في منتدي الشرق الأوسط واقترح ان السلام سيكون ممكنا مع هزيمة إسرائيل للطموحات الفلسطينية.
انجاز للصهيوينة
وفي تقريرا منفصل لصحيفة يديعوت أحرنوت العبرية، اعتبر رئيس المعارضة الإسرائيلية، اسحاق هيرزوغ اليوم الخميس أن اعتراف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل انجازا هاما للصهيونية ولإسرائيل.
وقال هرتزوغ “ان اعلان ترامب يتطلب منا بذل كل ما هو ممكن للتوصل إلي اتفاق مع الفلسطينيين، واعرب عن أمله في أن يقترح ترامب مخططا سياسيا شجاعا ورائدا لوضع حد للصراع”.
انتفاضة
بينما دعا رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية إلى إطلاق انتفاضة جديدة ردا على قرار ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.
وقال هنية في كلمة له في مدينة غزة “هذه السياسة الصهيونية المدعومة أمريكيا لا يمكن مواجهتها إلا بإطلاق شرارة انتفاضة متجددة”، مضيفا “نطالب وندعو بل ونعمل وسنعمل على إطلاق انتفاضة في وجه الاحتلال، لا توجد اليوم أنصاف حلول”.
وطالب هنية السلطة الفلسطينية بإعلان عن تحللها من اتفاقية أوسلو – وهي اتفاقية سلام موقعة بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية عام 1993، مشيرا إلي ان القرار الأمريكي بشأن مدينة القدس يعني بداية مرحلة سياسية جديدة، وعملية السلام تم قبرها مرة واحدة وإلى الأبد.
وتابع هنية أن لم يعد هناك عملية تسوية أو سلام، لا يوجد شيء اسمه شريك في عملية السلام، لا يوجد شيء اسمه صفقة قرن.
ودعا هنية القيادات الفلسطينية والدول العربية والإسلامية، إلى مقاطعة الإدارة الأمريكية، مؤكدا علي إن القدس بشقيها الشرقي والغربي، هي فلسطينية عربية إسلامية، وعاصمة دولة فلسطين.
وأضاف هنية أن فلسطين أيضا واحدة وموحدة لا تقبل القسمة لا على دولتين على وكيانين، فلسطين لنا والقدس كل القدس لنا، ولا شرعية للاحتلال الإسرائيلي على أرض فلسطين، وأكد على ضرورة الإسراع في تطبيق خطوات المصالحة الفلسطينية والوحدة الوطنية.