هل يستطيع الديمقراطيون عزل ترامب بعد التجديد النصفي؟
السؤال المحوري في انتخابات التجديد النصفي للكونغرس الأميركي هو: هل سيتمكَّن الجمهوريون من الاحتفاظ بهيمنتهم في انتخابات الكونجرس الأمريكي ؟ 35 فقط من الـ100 مقعدٍ في مجلس الشيوخ وجميع المقاعد الـ435 بمجلس النواب الأدنى متاحةٌ للظفر بها. خاصة في ظل الحديث عن رغبة البعض في عزل ترمب.
وبحسب صحيفة “الجارديان” البريطانية، أنه لأجل فرض السيطرة على الأجندة التشريعية وسلب ترمب القدرة على تطبيق برامجه، يحتاج الحزب الديمقراطي إلى الهيمنة على انتخابات الكونغرس الأميركي بمجلسيه.
وفي حال حصولهم على أغلبية مجلس الشيوخ من شأن الديمقراطيين أن يعيقوا تعيينات مجلس الوزراء والمحكمة العليا. ولكن مع أنهم قد تكون لهم الغلبة في مجلس النواب، فإن الفوز مجلس الشيوخ سيكون أصعب بكثيرٍ. بالمناسبة، يتطلَّب سحب الثقة أغلبية ثلثين في مجلس الشيوخ أي إنَّه سيستلزم أصواتاً جمهوريةً حتى وإن فاز الديمقراطيون بكل مقعدٍ متاحٍ، في نوفمبر/تشرين الثاني 2018.
هل يستطيع الجمهوريون الاحتفاظ بأغلبيتهم في مجلس النواب؟
هنا يأتي دور الحساب، إن للحزب القديم العظيم أفضليةً كبيرةً على الديمقراطيين في هذه المواجهة؛ لأن الحزب الديمقراطي يدافع عن 26 مقعداً (من ضمنها مقعدان مستقلان، عادةً يصوِّتان لصالحهم، في حين على الجمهوريين الاحتفاظ بـ9 مقاعد ليس إلا).
وكاليفورنيا لديها تقريباً 68 ضعف التعداد السكاني لولاية وايومنغ، لكن كلتا الولايتين يمثِّلها عضوان في مجلس الشيوخ .
النظام الانتخابيُّ لمجلس الشيوخ هو الآخر يقف حائلاً أمام الديمقراطيين. لكلِّ ولايةٍ عضوان بمجلس الشيوخ، بغض النظر عن تعدادها السكاني، أي إن وايومنغ تملك الحصة ذاتها لكاليفورنيا، مع أن تعداد سكان الأخيرة يزيد على 60 ضعف تعداد الأولى. عادةً تحتوي الولايات الصغرى أيضاً على نسبةٍ أكبر من المناطق القروية، التي من عادتها أن تكون مواليةً للجمهوريين. بصيص الأمل الوحيد للديمقراطيين هو أن تكون نيفادا وأريزونا كلتاهما سباق مفتوح -أي لا يترشَّح فيهما عضو السيناتور الحاليُّ- وكلتاهما فاز بهما الجمهوريون بفارقٍ ضئيلٍ في انتخابات الكونجرس الأمريكي عام 2012 .
التوزيع الحاليُّ لمقاعد مجلس الشيوخ المتاحة في 2018
بإمكان الديمقراطيين الظفر بالمقعد الذي يشغله باري غولدووتر وجون ماكين في 2018. وبعد انتخاباتٍ تمهيديةٍ محتدمة الصراع، وقع الاختيار على الجمهورية مارثا ماكسالي لتمثيل اليمين، وتواجه سباقاً عسيراً ضد الديمقراطية كريستن سينيما في ولايةٍ ينمو فيها عدد المواطنين اللاتينيين وذات توتُّراتٍ عميقةٍ بين الجمهوريين التقليديين المائلين نحو الأعمال التجارية مثل ماكين من ناحيةٍ، ومؤيدي ترمب اليمينيين المتعصِّبين من ناحيةٍ أخرى.
هل يستطيع الديمقراطيون الفوز بأغلبية مجلس النواب؟
يحظى الديمقراطيون بفرصةٍ أعلى بكثيرٍ للفوز على هذا الجانب. فالتمثيل بمجلس النواب (نسبياً) يُحتَسَب بناءً على التعداد السكاني، وتجري إعادة انتخاب المجلس برمَّته كل عامين. أي يحتاج الديمقراطيون إلى صافي 24 مقعداً لأجل الفوز بالأغلبية. لكن في الأعوام الـ50 الأخيرة لم يحقِّق الديمقراطيون صافياً بهذا الحجم إلا مرتين؛ مرةً عام 1974 والثانية عام 2006. وفي الفترة ذاتها، حقَّق الجمهوريون صافياً زائداً على 24 ثلاث مراتٍ فحسب، لكن آخرها كانت عام 2010، بانتخابات منتصف المدة في أثناء الفترة الرئاسية الأولى لباراك أوباما.
وغالباً ما يُحجم المصوِّتون الأميركان عن الإطاحة بنائبٍ حاليٍّ. لذا، فالأمل الأفضل للديمقراطيين يكمن في المقاعد التي لن يترشَّح فيها العضو الحاليُّ مرةً أخرى. ولكن الخبر السار للديمقراطيين هو أن هناك رقماً قياسياً في عدد الجمهوريين الذين قرَّروا الانسحاب بدلاً من الدفاع عن مقاعدهم في نوفمبر/تشرين الثاني 2018؛ والرقم هو 39 جمهورياً، كان كثيرٌ منهم مناوئين لترمب. وبعض هؤلاء الجمهوريين هم في ولاياتٍ متأرجحةٍ محوريةٍ مثل فلوريدا وبنسلفانيا.
والمقاعد التي لن يدافع عنها أصحابها (66)، وجميع مقاعد مجلس النواب المتاحة (435).
سباق محوري.. الدائرة الانتخابية الـ17 في بنسلفانيا
فاجأ الديمقراطي كونور لامب الجميع بالفوز في الانتخابات الخاصة المنعقدة في مارس 2018. والآن، بعد أن أمرت المحكمة بإعادة تقسيم المقاعد، سيكون في مواجهة العضو الجمهوري الحالي كيث روثفوس بدائرةٍ انتخابيةٍ أكثر موالاةً للديمقراطيين بفارقٍ كبيرٍ. ومع ذلك، فإنها لا تزال دائرةً فاز بها ترمب بفارقٍ ضئيلٍ.
ماذا عن سباقات حكّام الولايات في انتخابات الكونجرس الأمريكي ؟
لكل ولايةٍ أميركيةٍ حاكمٌ، وهو أشبه برئيسٍ محلي. ويمكن لتفاعلاته مع الحكومة الفيدرالية أن تكون بالغة الأهمية؛ فقد يكون لهم نفوذٌ واسعٌ، مثلاً، في مسألة قوانين الأسلحة المحلية أو تطبيق سياسات التأمين الصحي. لكن هذا العام (2018)، يرى الديمقراطيون أن لديهم نفوذاً على المستوى القومي؛ لأن الكثير منهم يملكون حق النقض في إعادة التقسيم؛ إذ تحدث إعادة تخطيط الدوائر الانتخابية في الولايات المتحدة بعد كل تعدادٍ سكانيٍّ.
وستقام الجولة التالية عام 2022، بعد أن تكون نتائج التعداد السكاني لعام 2020 قد ظهرت. وسيكون الحكَّام المنتخبون هذا العام في منصبهم حينئذٍ؛ لأن فترة خدمتهم هي 4 سنوات. فيطمح الديمقراطيون إلى الفوز بعدة ولاياتٍ متأرجحةٍ توجد بها سباقاتٌ مفتوحةٌ، مثل أوهايو ونيفادا وميشيغان وفلوريدا، وبهذا يمنعون إعادة تقسيم الدوائر الانتخابية، الذي من شأنه أن يؤثِّر في انتخابات الكونغرس الأميركي حتى عام 2032.
الولايات التي ستقام بها انتخابات حكَّام في 2018
حقَّق الديمقراطي الإفريقي الأميركي آندرو غيلوم انتصاراً مفاجئاً في الانتخابات التمهيدية، بتلقِّيه دعماً مالياً سخياً من توم ستاير، وهو ملياردير ومدير صندوقٍ استثماريٍّ تحوُّطيٍّ. وسيوضع غيلوم التقدُّميُّ حتى النخاع في مواجهة الجمهوريِّ روب ديسانتيس، أحد أخلص الموالين لترمب، في سباقٍ سيكون ضمن أبرز سباقات انتخابات الكونغرس الأميركي منتصف المدة.