هل يتحدى نتنياهو بوتين؟
قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إن إسرائيل ستواصل عملياتها العسكرية في سوريا، بعد أن أعلنت روسيا أنها ستزوّد حليفتها سوريا منظومة إس-300 المضادة للطائرات، على خلفية حادث إسقاط الطائرة الروسية في سوريا .
وقال نتنياهو للصحافيين قبل أن يستقل طائرته إلى نيويورك، حيث سيلقي كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة: «سنواصل العمل على منع ترسيخ الوجود العسكري الإيراني في سوريا، وسنواصل التنسيق العسكري بين جيش الدفاع الإسرائيلي والجيش الروسي».
روسيا مصرّة على تزويد سوريا بمنظومة إس-300
كانت روسيا ذكرت الإثنين، أنها ستمد سوريا بنظام صواريخ إس-300 أرض جو في غضون أسبوعين، رغم اعتراض إسرائيل بقوة بعد أسبوع من اتهام موسكو لإسرائيل بالمسؤولية غير المباشرة عن إسقاط طائرة عسكرية روسية في سوريا.
وقالت روسيا، التي تقاتل في سوريا دعماً للحكومة ضد مقاتلي المعارضة والمتشددين، إن البطاريات السورية المضادة للطائرات أسقطت طائرة استطلاع من طراز إليوشن-20 عن طريق الخطأ، بعد فترة وجيزة من قصف طائرات إسرائيلية هدفاً قريباً.
واتَّهمت موسكو إسرائيل بخلق وضع خطير أسفر عن الحادث.
وتمارس إسرائيل صغوطاً لمنع موسكو من تزويد سوريا بنظام إس-300، خشية أن يعرقل قدراتها الجوية على قصف القوات الإيرانية وحليفتها حزب الله في سوريا.
بينما نتنياهو يؤكد على مواصلة التنسيق مع موسكو رغم حادث إسقاط الطائرة الروسية
وتحدَّث نتنياهو هاتفياً مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الإثنين. وفي تصريحاته الثلاثاء، قال إنه اتَّفق مع بوتين على أن «فرق العمل من جيش الدفاع الإسرائيلي والجيش الروسي ستجتمع قريباً».
وأدلى نتنياهو بتلك التصريحات، بعد اجتماع مجلس الوزراء الأمني المصغر لمناقشة التوترات مع موسكو.
وقال نتنياهو: «على مدى الأعوام الثلاثة الماضية حقَّقت إسرائيل نجاحاً كبيراً في منع ترسيخ الوجود العسكري الإيراني في سوريا، والمحاولات الإيرانية لنقل أسلحة قتالية إلى حزب الله في لبنان».
لكنه أشار إلى أن هناك أوقاتاً لا تسير فيها الأمور بسلاسة، واصفاً إسقاط سوريا للطائرة الروسية بأنه «مؤسف».
ولهذه الأسباب تخشى تل أبيب امتلاك دمشق منظومة إس-300
ستتسبب منظومة «إس-300» في قلب التوازن العسكري داخل سوريا، وزيادة ترجيح كفة الأسد وإيران وميليشيا حزب الله المدعومة منها، التي تعهَّدت بالحفاظ على وجودها في سوريا، رغم الاعتراضات الإسرائيلية، ورغم انحسار الحرب.
ورغم إعلان روسيا أنَّ هدفها المباشر من تزويد السوريين بالأسلحة هو حماية الطائرات الروسية من حوادث إطلاق النار غير المقصودة، فإن منظومة «إس-300» ستمنح سوريا قدراتٍ معززة للتصدي لأي دولةٍ أخرى من الدول التي تُحلِّق طلعاتها الجوية في سمائها المزدحمة، ومن ضمنها الولايات المتحدة وحلفاؤها ضمن التحالف ضد «الدولة الإسلامية».
وضغطت إسرائيل سياسياً بشراسة ضد قيام روسيا بتزويد سوريا بمنظومة «إس-300″ للدفاع الجوي؛ إذ تُطلق إسرائيل مهماتها بسهولةٍ نسبيةٍ فوق الأجواء السورية، وذلك بفضل الدفاعات الجوية السورية القديمة إلى حدٍّ كبير، واعترف المسؤولون الإسرائيليون مؤخراً بتنفيذ أكثر من 200 غارةٍ جويةٍ داخل سوريا طوال العامين الماضيين.