هل يؤدي سقوط نتنياهو إلى فشل “صفقة القرن”؟
بخلاف الانتخابات السابقة لم يسارع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للاتصال برئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، وردا على سؤال صحافي قال ترامب إن ” منظومة علاقاتنا هي مع إسرائيل” مما دفع معلقين إسرائيليين للقول إن الرئيس الأمريكي تخلى عن صديقه وأدرك أن عهده قد ولى.
في أحاديث سريعة مع صحافيين في ولاية كاليفورنيا تطرق ترامب باقتضاب للانتخابات الإسرائيلية وقال ردا على سؤال صحافي إنه يتابع نتائج وإفرازات الانتخابات العامة في إسرائيل وتابع “تبدو النتائج حالة تعادل شديد ولننتظر ونرى ماذا سيحدث”.
ترامب الذي لم يهاتف نتنياهو أو سواه بعد قال إنه لن تكون هناك تبعات لنتائج الانتخابات على علاقات الولايات المتحدة وإسرائيل.
يشار الى أن ترامب قد قال قبيل الانتخابات إنه تحدث مع نتنياهو حول تأسيس تحالف دفاعي بين الولايات المتحدة وإسرائيل، وأضاف “أتوقع الاستمرار في تداول هذا الموضوع بعد الانتخابات وسنلتقي في مقر الأمم المتحدة في نهاية الشهر الجاري”. لكن نتنياهو أعلن أمس أنه يلغي سفره للولايات المتحدة ويتنازل عن زيارة مخططة سلفا للأمم المتحدة ولقاء مسؤولين أجانب بسبب “مشاكل سياسية”، ويأتي هذا الإلغاء بسبب مشاكل كبيرة يواجهها وتحول دون تشكيل حكومة برئاسته بعد انتخابات معادة فشل في سابقتها أيضا في بناء ائتلاف حكومي.
وقال محرر “معاريف” بن كسبيت إن ترامب وبخلاف ما فعله قبيل الانتخابات العامة لم يعرب عن تأييده لنتنياهو بعدها، مرجحا أن الرئيس الأمريكي أيضا أدرك أن عهد نتنياهو زال أو بدأ بالزوال. كما اعتبر بن كسبيت أن إلغاء نتنياهو لزيارته للولايات المتحدة واللقاء مع ترامب على هامش فعاليات الجمعية العامة تنطوي على إشارة أخرى لتراجع العلاقات الحميمية بينهما.
يشار بهذا السياق الى أن الإدارة الأمريكية سبق وأعلنت أنها تنوي الإعلان عن “صفقة القرن” بعد الانتخابات الإسرائيلية بعدما قد أعلنت عن شقها الاقتصادي خلال قمة اقتصادية في البحرين خلال يونيو الماضي.
يشار الى أن جيسون غرينبلات الموفد الأمريكي المختص بالمفاوضات بين الإسرائيليين والفلسطينيين قد استقال من منصبه في مطلع الشهر الجاري وسيخلفه اليهودي الأمريكي آفي بيركوفيتش مستشار جاريد كوشنر.
ومن المتوقع أن يصل جرينبلات إلى إسرائيل اليوم وسيلتقي مع رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، ورئيس كتلة “أزرق – أبيض” بيني غانتس، من أجل التباحث معهما حول “صفقة القرن”. وتشير التقديرات إلى أن جرينبلات سيبحث في ما إذا كان التوقيت الحالي، بعد انتخابات الكنيست وقبل تشكيل حكومة في إسرائيل، ملائم لنشر خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وحسب الإذاعة الإسرائيلية العامة فإن الإدارة الأمريكية تدرس نشر الخطة قبل تشكيل حكومة إسرائيلية من أجل التأثير على المفاوضات الائتلافية وضمان موافقة من أجل نشرها.
وكان غرينبلات أعلن عن استقالته، قبل أسبوعين، كمبعوث خاص لكن مصادر في الإدارة الأمريكية قالت إن غرينبلات سيواصل مرافقة “صفقة القرن” في الفترة المقبلة.
في تصريحات لصحيفة “هموديع” اليهويدة الصادرة في الولايات المتحدة قال غرينبلات أمس إن البيت الأبيض لم يقرر بعد متى يعلن تفاصيل “صفقة القرن” قبيل تشكيل حكومة جديدة في إسرائيل، وتابع “خطتنا تنص على ما يختلف عما يظنه كثيرون فقد أصغينا لكل الأطراف”.
ويدعي البيت الأبيض أن استقالة غرينبلات لا علاقة لها بـ”صفقة القرن”، في تغريدة له على تويتر قدم ترامب الشكر لغرينبلات وقال إنه تشرف بالعمل معه أما غرينبلات فقال في تغريدة إنه سعيد بالعمل من أجل تحسين حياة ملايين الفلسطينيين والإسرائيليين وغيرهم”. لكن النائب عن “المشتركة” أحمد الطيبي يعتقد أن رئيس حكومة الاحتلال قد سقط ولم يعد قادرا على تشكيل حكومة مما يعني سقوط “صفقة القرن” أيضا.
وردا على سؤال حول احتمالات “صفقة القرن” بدون نتنياهو في حال شكل بيني جانتس رئيس “أزرق- أبيض” حكومة جديدة، قال الطيبي “أنظر سلوك الرئيس الأمريكي منذ بدأت تنشر نتائج الانتخابات وتبدأ بالاستنتاج فصفقة القرن تعني نتنياهو”. ويضيف الطيبي “حتى لو طرحها ترامب على إسرائيل بقيادة غانتس سيكون الأمر مختلفا وحتى بحال أقيمت حكومة وحدة وطنية كذلك الأمر”.