هل هزائم الحوثيين تجبرهم علي تسوية دائمة مقابل انتصار سياسي؟
سلطت مجلة “ذا ناشيونال انتريست” الأمريكية الضوء علي تطورات الأزمة في اليمن ودور إيران المزعزع لاستقرار في اليمن والمنطقة ودعمها الكامل للحوثيين وامداهم بالأسلحة والأموال وتلقيهم التدريبات العسكرية من القوات الإيرانية، وتحريكها للحوثيين لاستهداف السعودية وتوجيه ضربات صاروخية لاستهداف المناطق المأهولة بالسكان المدنيين في الرياض.
التأثير الإيراني
وفي ضوء تأثير الإيراني علي الأوضاع في اليمن وتحريكها للحوثيين تسألت المجلة “هل يوقف الحوثيين اليمنيون القتال مقابل انتصار سياسي؟، وهل تسمح إيران بتفاوض الحوثيين للسلام؟”.
وأشارت المجلة إلي أن اجتماع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ووزير الدفاع الأمريكي، جيمس ماتيس وابلاغ الأمير محمد بضرورة انهاء الحرب في اليمن وتنشيط الجهود اللازمة لاحلال السلام في اليمن، واتفقا الطرفان علي ان الحل السياسي هو القادر علي انهاء الصراع.
ويثير الوضع سؤالين حول تحقيق السلام في اليمن، وهما: هل يسعي الحوثيون لتسوية سياسية دائمة، والسؤال الثاني: هل ستوافق إيران علي تحقيق تسوية في حال رغبة الحوثيون في تنفيذ التسوية؟
نشاط دبلوماسي
ولفتت المجلة إلي أن بن سلمان أطلع ترامب وماتيس علي النشاط الدبلوماسي الكبير خلال الشهر الماضية، حيث اجتمع محمد عبد السلام المتحدث باسم الحوثيين في سطلنة عمان مع مسؤولين سعوديينفي شهر يناير وبعد وقت قصير سافر وزير الخارجية العماني إلي طهران، وفي شهر فبراير زار عبد السلام إيران وفي الأسبوع الماضي زار عبد السلام المملكة العربية السعودية.
هدف الحوثيين
وأوضحت المجلة ان الآراء حول زيارة عبد السلاد للسعودية منقسمة، حيث يقول البعض أنه يتفاوض علي وقف مؤقت لإطلاق النار علي الحدود السعودية اليمنية مثل ما فعله سابقاً، وأخرون يقولون أنه يبحث عن تحقيق تسوية سياسية دائمة لإنهاء الصراع اليمني المستمر منذ 3 أعوام ونصف، ورغم ذلك اطلق الحوثيون 7 صواريخ علي السعودية يوم الاحد كاحتفال بالذكري الثالثة للصراع.
اشارات متضاربة
وتري المجلة ان الحوثيون وحلفاؤهم الإيرانيون يرسلون إشارات متضاربة، وفي نفس الوقت يعانون من سلسلة من النكسات السياسية والاقتصادية والعسكرية التي أضعفت موقفهم خلال الشهر الثلاثة الماضية، ويمكن ان تكون اليمن مقياس لمدي استعداد إيران للتفاوض بنية حسنة للمنطقة.
الحوثيين دون أصدقاء
وأضافت المجلة أن قتل الحوثيين حليفهم الرئيس السابق علي عبدالله صالح في ديسمبر الماضي تركهم دون أصدقاء، حيث قدم حزب صالح مؤتمر الشعب، الحوثيين بمثابة كيان إقليمي ومنحه الغطاء السياسي، وساعد الحزب كلا الكيانيين علي الادعاء بإنهما ممثلين شرعيين لليمن، ولكن بعد وفلة صالح انشق جزء كبير من مؤتمر الشعب، وينظر الكثير للحوثوين بإنه كيان طائفي لا يمثل مصالح الشعب.
ويعاني الحوثيون من الحصار الاقتصادي، ويواجهون صعوبة في التوفيق بين الحصار ونظام فرض الضرائب القمعي، الذي فرضوه علي السلع الأساسية والواردات وتعرف باسم ضريبة الحرب، واستولوا علي ايرادات ايصالات الكهرباء والخدمات الحكومية الأخرب، بالإضافة إلي وجود شركات تقبع تحت سيطرتهم، وتذهب هذه العائدات لجهود الحوثيين في الحرب بدلاً من الخدمات العامة الأساسية مما غذي الاستياء العام.
هزائم الحوثيين
ونوهت المجلة إلي معاناة الحوثيون أيضاً من العديد من الهزائم في المعارك القتالية الرئيسية منذ إعدامهم صالح، وأجبروا علي التنازل عن مناطق هامة، ويواصل الجيش اليمني الشرعي تقدمه ويفقد الحوثيين المناطق الذي يسيطر وخطوط إمداداتهم، مما يترك قواته في العاصمة معرضة للخطر.
تحريض إيران لضرب الحوثيين
وعلي الرغم من هذه النكسات للحوثيين إلا أنهم يقدموا أشارات غير واضحة فهم مازالوا يهددوا المراكز السكانية المدنية في السعودية والإمارات العربية المتحدة ويستهدفونهم يضربات صاروخية، ورفض الحوثيون فاتفاقية برعاية الأمم المتحدة، مما يثير العديد من الأسئلة هل يرغب الحوثيون في إنهاء الصراع وهل ستسمح لهم طهران التفاوض بنية حسنة؟
ولفتت المجلة إلي أن إيران قدمت الدعم للحوثيين من صواريخ وإمدادات وأموال وتدريب، فالصراع اليمني لا يكلف إيران الكثير ولكن يمنحها وكيل متماسك ايدلوجيا يسيطر علي عاصمة عربية أخري، وتمد إيران الحوثيون بالأسلحة اللازمة لتوجيه ضربات مياشرة للرياض وأبو ظبي مع انكارها الدائم بإمداد الحوثييين بالسلاح والمال، ما يجعل السلام رسالة سخرية فقد أمرت إيران بضرب الرياض لتذكيرها بإن مصالحها يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار أثناء المفاوضات.
خطة سلام
ومع ما تقوم به إيران قدم محمد الحوثي في فبراير الماضي خطة سلام للأمم المتحدة عقب زيارة عبد السلام لإيران، وكانت خطته مطابقة لمقترح سابق قدمه وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف.
وتري المجلة ان خطة ظريف والحوثي غامضة وغير متوازنة فهم يريدون إنهاء العملية العسكرية للتحالف الذي تقوده السعودية ولا يتعهدون بشيء من نزع سلاح أو تسريح للمليشيات ولا وقف الدعم الإيراني للحوثيين وهو أمر يصر به الحكومة اليمينة المعترف بها شرعياً.
وفي ظل وجود قوة متشددة في القيادة بإيران، لن يكون هناك حافز للتفاوض بجدية بشأن اليمن دون حوصل إيران علي مكاسب دبلوماسية كبيرة في أماكن أخري، كما هو الحال في بلاد الشام، أو العراق أو حول الاتفاق النووي لعام 2015 او تخفيف العقوبات المفروضة عليها، فهم يكسبون الوقت لكي يعيدوا تسليح الحوثيون.