هل سمعت من قبل عن زراعة الرقائق المغناطيسية داخل الجسم؟ شكلها مقزز ولكن وراءها قصة طبية جعلتها موضة شبابية
جتمع لويس أندرسون (16 عاماً) -رائد الأعمال الطموح في مجال التكنولوجيا الحيوية، مؤخراً في إحدى أمسيات الجمعة بمدينة تيهاتشابي بولاية كاليفورنيا الأميركية على العشاء مع خبير شهير في موضة شق اللسان و30 شخصاً على الأقل ممن زرعوا داخل أجسامهم رقائق مغناطيسية أو رقائق تحديد الهوية بموجات الراديو، المعروفة اختصاراً برقائق RFID، لمجرد التسلية.
كانت المناسبة هي مهرجان Grindfest: اللقاء السنوي لممارسي الاختراق الحيوي. لم يكن قد سبق للويس أن التقى أحد أفراد هذا المجتمع وجهاً لوجه. لكن بما أنه قد ظل يخطط لهذه الرحلة لمدة عامين، فقد أصبح لديه الكثير ليتحدث معهم بشأنه، وفقاً لما جاء بصحيفة The New York Timesالأميركية.
هل سيقضي الذكاء الاصطناعي على البشرية أم سينقذها؟ هل ستصبح ظاهرة الاحتباس الحراري أسوأ مما يتوقع الخبراء؟ متى ستقع الأزمة المالية التالية؟ ماذا يفعل لويس في مكان كهذا؟
لويس فتى طويل وهزيل يدرس في السنة الأخيرة من المرحلة الثانوية. وعند سؤاله عن سبب وجوده في مكان كمهرجان Grindfest، رد بتحفظ، شأنه في ذلك شأن أي طالب آخر واثق بما يكفي لإرجاء دراسته الجامعية لكي يؤسس شركته الخاصة: “لا أريد أن أقول أكثر من اللازم، إذ أننا من الممكن أن نصبح منافسين”.
أما مايكل لوفر، الذي ساهم في نشر تعليمات مجانية على شبكة الإنترنت لكيفية صنع نسخة منزلية من قلم الإبينفرين الطبي باهظ الثمن دائماً وحصل نتيجةً لذلك على تحذير من إدارة الغذاء والدواء الأميركية، فقد سخر من ذلك قائلاً: إننا نتجاوز الرأسمالية! لا وجود للمنافسة هنا!”.
يرجع اسم مهرجان Grindfest إلى ثقافة الـ”Grinding”، وهي ثقافة فرعية قائمة على زرع الأجهزة الإلكترونية داخل الجسم يمكن وصفها بأنها موضة شبابية طبية. ما زال عمر هذه الثقافة أقل من عقد من الزمن، وهي عبارة عن جماعة ذات آراء متطرفة معادية للسلطات تابعة لحركة الاختراق الحيوي الذي بدأ يصبح روح العصر تدريجياً.
متخذةً في ذلك شكل أجهزة تتبع النشاط الرياضي والصحة البدنية، وكذلك القهوة والفيتامينات “التي تعزز القدرات الذهنية”، ناهيكم عن المخططات المدعومة من أصحاب المليارات للتغلب على الشيخوخة بذكاء. أتباع هذه الثقافة بدورهم يسعون إلى تحسين أجسادهم، وإن كانوا يلجأون في ذلك إلى العمليات الجراحية أكثر من التمويل التأسيسي.
صحيح أن هذا هو العام الخامس لمهرجان Grindfest، لكن حتى رعاة البقر المشاركين في حلبة الروديو القريبة ليس لديهم أي علم به، ناهيكم عن باقي عامة الشعب! وإن كان ذلك قد يتغير قريباً، أو على الأقل هذا هو ما يأمله لويس وأمثاله؛ إذ قال: “على سبيل المثال: تجميع حاسوب شخصي كان أمراً بالغ التخصص فيما مضى، لكنه أصبح أمراً يفعله الجميع الآن”.
ربما الأسباب التجارية هي السبب!
يتحدث لويس بسرعة يطلق عليها “2x”، في إشارة إلى سرعة مقاطع الفيديو التي يشاهدها على موقع يوتيوب حول العملات الرقمية المشفَّرة كهواية يمارسها حين لا يكون مشغولاً بالفوز في المعارض العلمية.
يحضر لويس معرض Grindfest لأغراض تجارية؛ إذ أنه بحلول نهاية عطلة الأسبوع الجاري، الأسبوع الثالث من مايو/أيار 2018، سيربط طلاءً حيوياً من اختراعه بسلكٍ لامع تحت ساعد شخص يدعى هيلكس هيكس، وهو شخص يصف نفسه بأنه “خاضع للعلم” تعرَّف على لويس في مجموعة دردشة على تطبيق Slack. ونعم، السلك الذي سيوصَّل لامعٌ بالفعل، هذا إذا سار كل شيء وفقاً لما هو مخطط له.
هيكلس شاب في الخامسة والثلاثين من عمره يصبغ شعره باللون الوردي. وتعقيباً على التجربة التي سيجريها عليه لويس، قال إنَّ من دواعي سروره أن يشارك بهذه التجربة، مضيفاً: “أنا معتاد على أن ينتابني شعورٌ غريب بشأن جسدي، حتى أنني عندما أتحدث عن جسدي، أشير إليه بضمائر الجمع. لا أهتم بأغلب أجزاء جسدي، ولا أعتبرها سوى لحم، لذا فأنا أراها طريقة للسيطرة على الجزء الذي أختاره من جسدي”.
النجم ساطع لكن تحت جلودهم!
في تلك الليلة، وفي الهواء الجبلي العليل، سطع نجم الشمال، لكنَّه سطع تحت جلد عالم الآثار جاستن ورست، بعد زراعة جهاز يضيء بتقنية الصمام الثنائي الباعث للضوء (LED) في يده. وإلى جانب جاستن ورست، كانت هناك عشرات الأجساد المتضامة معاً التماساً للدفء تحت الدُثُر على أرضية غرفة المعيشة، وآخرون غيرهم باتوا ليلتهم في الخيام أو في المقاعد الخلفية لشاحناتهم.
كانت الدوائر الكهربية وكاويات اللحام متناثرة في جميع أرجاء ركن الغسيل من المرآب الذي يعود للثمانينيات من القرن الماضي، والذي تحول إلى مختبر الآن، وكانت هناك مجموعة من الصوص الصغيرة تغرِّد في قفص بالقرب من باب المرآب.
كان الجو العام أشبه بعالم موازي؛ كما لو كان وادي السيليكون الشهير قد تعرَّض لكارثة طبيعية قضت على الشبكة الكهربائية طوال فترة تسعينيات القرن العشرين، أو كما لو كان مهرجان الرجل المحترق قد التهمه، وليس العكس.
هناك سكاكين مسننة مزودة بأسلاك صاعقة لمجرد التسلية، ومباضع معقمّة جيداً. سوف تسيل الدماء بلا شك، وسوف يأتي طاقم لتصوير الأفلام الوثائقية ويحوم حولها. لكن لعل هذا ليس ماضينا المرير، بل هو مستقبل وشيك يتحين الوقت المناسب للحدوث وسط الجبال قرب الطرف الغربي لصحراء موهافي في جنوب غرب الولايات المتحدة.
الجراحون غريبون من نوعهم يتدربون على عملهم على الفطر!
ثمة أشخاص ذوو سلطة ونفوذ يراهنون على نسخة من ذلك المشهد، من بينهم رجل الأعمال الشهير إيلون ماسك، الذي أسس شركة Neuralink في عام 2016، وهي شركة ناشئة لتطوير واجهات الدماغ الحاسوبية ثم زراعتها تحت جمجمة الإنسان، لكن التكنولوجيا التي تطورها هذه الشركة ما يزال أمامها من ثمانية إلى 10 أعوام لكي تصبح متاحة للاستخدام العام، وفقاً لإيلون ماسك نفسه؛ لكن جيفري تيبيتس، وهو ممرض مسجل يستضيف مهرجان Grindfest في منزله، ليس مستعداً للانتظار كل هذا الوقت؛ فهو نفسه لديه رقائق تحديد هوية بموجات الراديو مغلفة في كبسولات زجاجية تحت طيات إبهاميه. من جانبه، يرى رجل الأعمال الشهير ومؤسس شركة Tesla إيلون ماسك أن الجهاز الذي ابتكرته شركته Neuralink قادر على أن يجعل التخاطر والتحايل على فقدان الذاكرة أمراً ممكناً؛ أما رقائق تحديد الهوية التي يضعها جيفري في كلتا يديه، فلا تفعل شيئاً سوى فتح أبواب المستشفى الذي يعمل به في مدينة بالمديل القريبة، لكن على الأقل لها وجود فعلي، بعكس جهاز إيلون ماسك.
تعقيباً على ذلك، قال جيفري تيبيتس: “الأقوال وحدها لا تكفي، لابد من أفعال؛ هذه هي أخلاقيات جماعتنا”. جيفري يرتدي قرطاً في حاجبه كل يوم وثياب جراحين في أثناء العمليات. وبالقرب من مختبره، توجد مجموعة ممن يدرسون ليحلوا محله عند الحاجة ويتدربون على تقنياته في الخياطة على مزرعةٍ من فطر الكومبوتشا الذي يشبه الجلد البشري.
لكن جيفري يحرص كل الحرص على أن ينوه عن أن ما يفعلونه ليس طباً ولا جراحة، بل أقرب إلى عمليات تعديل الجسم أو ثقب الجسد (لأنَّ ما يفعله لو كان يندرج تحت أول خيارين، لسبب ذلك مشكلاتٍ من الناحية القانونية).
وفي الطريق الخاص بمنزل جيفري، صاح راس فوكس أحد فناني تعديل الجسم ذو قرنين أشبه بأقراص لعبة الهوكي في لويس أندرسون الأب الذي يحمل فاكهةً إلى المنزل مازحاً: “هل هذا الموز أوتوماتيكي بالكامل؟”.
فردَّ عليه لويس أندرسون الأب، وهو أب عادي من ضواحي المدينة كان يرتدي قميصاً رياضياً قصير الأكمام من طراز نايكي استيقظ فجراً لكي يذهب إلى البلدة ويشتري كعكاً مقلياً للجميع، بلمح البصر: “أجل، أوصلني بالقابس واستعد!”. كان راس ولويس الأب قد تشاركا معاً الرحلة من لوس أنجلوس إلى ذلك المكان، بعد أن رتَّب لها لويس.
إذاً باختصار الرقائق المغناطيسية تنقل معلومات الجسد وتعالجه
إن الرقائق المغناطيسية ورقائق تحديد الهوية بموجات الراديو هي عبارة عن طقوس انتقالية بين ممارسي ثقافة الـ”Grinding”. وفي طليعتها، وفقاً لرايان أوشيه، الصحفي الإذاعي سابقاً والمسؤول عن المدونة الصوتية بعنوان Future Grind، تأتي الأجهزة الكهربية التي تُزرع تحت الجلد وتنقل معلومات مثل معدلات ضغط الدم ونسبة السكر في الدم عبر تقنية البلوتوث، وكذلك العلاجات الجينية المنزلية، وإن كانت نتائج الأخيرة قد جاءت متباينة إلى الآن: ففي وقت سابق من العام الجاري 2018، بثَّ مبتكر حيلة مزعومة للتغلب على حساسية الألبان مقطع فيديو على موقع يوتيوب التهم في نهايته فطيرة كاملة من البيتزا بالجبن. وفي مؤتمر أُقيم في شهر فبراير/شباط الماضي، حَقَن ممارس آخر للاختراق الحيوي نفسه أمام الحضور بما ادعى أنه علاج لم يخضع للاختبار بعد لمرض القوباء، وعُثر عليه مقتولاً الشهر الماضي، أبريل/نيسان 2018، في خزان طفو.
أما لويس، فبينما كانت الأحاديث تجري عن كيفية العناية بالجروح وعن النماذج الأولية يوم السبت الماضي، 12 مايو/أيار 2018، كان هو في المختبر المجاور يغمر سلكاً لامعاً كهربائياً- شبيهاً برباط حذاء يتوهج في الظلام- في مزيجٍ أشبه بالمخاط، وكان هيلكس بالقرب منه، يجهز الرقائق المغناطيسية التي ستُزرَع لأشخاص آخرين.
كانت الخطة هي أن يزرع لويس السلك تحت جلد هيلكس، بمساعدة جيفري، بحيث يخرج طرفيه من ثقبين جراحيين، وأن يظل السلك تحت جلد هيلكس لمدة ثلاثة أيام؛ حتى يبدو مظهر السلك جيداً، ويكون بمثابة اختبار لمدى تقبل الجسم البشري لهذا المزيج، وما إذا كان سيصاب بعدوى من جرَّاء ذلك على سبيل المثال، وإن كان لويس يأمل أن يتمكن الطلاء -الذي ابتكره وزرعه بنجاح في تسعة فئران من أصل 11 خلال فترة الإجازة الشتوية ضمن تجربة شارك بها بأحد المعارض العلمية وحصلت على عدة جوائز محلية ومن الولاية- من منع حدوث عدوى في عدة سيناريوهات محتملة: من منافذ شحن مستقبلية مزروعة في جلد الإنسان إلى الأسلاك الوريدية المركزية المستخدمة حالياً في المستشفيات.
البعض لا يقتنع بهذه التقنية!
وقد قضى بادي رانتر أستاذ الهندسة الحيوية في جامعة واشنطن عقدين من الزمن وهو يحاول إيجاد طبقات خارجية وإستراتيجيات أخرى لتحسين علاج المواد الحيوية والأجهزة الطبية المزروعة، وما يزال متشككاً في جدوى هذا الأسلوب.
وأخبرني بعد مراجعة الورقة العلمية للويس: “لا أرى أي شيء في هذا المزيج تحديداً يمكنه أن يحل معضلة كيفية التئام الجلد حول مواد غريبة عن الجسم مزروعة عبر الجلد. ولكن هذا لا يمنع أن نعجب بحماس هؤلاء الطلاب في المرحلة الثانوية”.
ويحتاج المشروع الذي يعمل الدكتور راتنر حالياً على تنفيذه -وهو كبد اصطناعي صالح للارتداء يمكنه القيام بغسيل الكلى بواسطة فتحة مغطاة على الجلد- إلى 200 مليون دولار ليصل إلى السوق.
بما في ذلك التكاليف اللازمة للحصول على موافقة هيئة الغذاء والدواء الأميركية؛ مع توقع أن تبدأ التجارب السريرية البشرية عام 2022؛ وهو مسارٌ زمني يراه راتنر “صادماً” بالنسبة لمشروع كهذا. أما التجارب البشرية للويس فستبدأ غداً. وتعليقاً على هذا يقول راتنر بتذمر: “لا يمكننا أن نتوقع حدوث ذلك إلا في هذا البلد”.
يبدو الأمر أشبه بالخيال، وكذلك غيره من مشروعات الاختراق الحيوي التي تحظى بتمويل جيد. تقدم شركة Ambrosia الناشئة في سان فرانسيسكو علاجاً تجريبياً لتقدم العمر باستخدام نقل خلايا بلازما شابة من خلال نقل الدم (بتكلفة 8000 دولار لللتر الواحد).
وكذلك شركة أخرى ناشئة تسمى Nectome تقول إنها تعمل على اختراع جراحة لتحنيط المخ تسمح للأفكار والذكريات بأن تتحول إلى واقع أو تتكرر على أرض الواقع (وتقول الشركة أيضاً إنها لا تمانع في قتلك لكي تعمل هذه التكنولوجيا). وتفيد أخبار بأن الملياردير بيتر ثيل أعرب عن اهتمامه بالشركة الأولى؛ وكذلك دفع سام ألتما رئيس شركة Y Combinator لتسريع أعمال الشركات الناشئة 10 آلاف دولار للحصول على موقع في قائمة الانتظار لدى الشركة الثانية.
مع أن بعضها استطاع التنبؤ بأمراض كثيرة
وتقول أماندا بليمبتون، وهي ترتدي فستاناً منقوشاً بالدوائر وقلادة يتدلى منها جزيء كافيين: “كيف يمكنني أن أقول هذا دون أن أخطئ؟”. وتطوِّر شركتها Livestock Labs -التي كانت في البدء مجموعة تعاونية تحولت إلى شركة- مستشعراتٍ حيوية قابلة للزرع للتنبؤ بإصابة الماشية بالأمراض. تقول أماندا: “الرجال البيض الأثرياء يريدون الخلود في الدنيا. لهذا ينفقون أموالهم في هذا السياق ولا يعبأون بأي شيء آخر”.
وتأمل شركة Livestock أن تتمكن في نهاية المطاف من دخول مستشعراتها عالم البشر. وبدأ رئيسها التنفيذي تيم كانون شركته السابقة Grindhouse Wetware بعد فترة قضاها في الجيش وفترة أخرى قضاها متسكعاً في الشوارع.
وأخيراً بعد هوسه بالتقنية الذي انغمس فيه وكان له الفضل في إخراجه من حالة اكتئاب ألمت به. وينصح تيم من مكتبه المؤقت في المرآب قائلاً: “يمكننا أن نتكهن بوجود المرض في عناصر وجبتك ولكننا لا يمكن أن نتكهن به لدى ابنتك؛ وهذه مشكلتك لأنك شخصٌ تقليدي”.
ويتصدرالصفوف ريتش لي الرجل الدؤوب الذي لا يألو جهداً لتحقيق حلمه بتحويل تجويف الحوض في جسمه إلى هزَّاز سيبراني. وبعد انفصاله عن زوجته، رفعت ضده دعوى قضائية للحصول على حضانة الأطفال. وكان لدى لي مغناطيسان في أذنيه يستخدمهما كسماعات؛ وبعد الطلاق بفترة وجيزة، حاول زرع درع من الفوم في ساقي قدمه، وانتهت جهوده بتورمٍ في ساقيه، وتفكك الغرز وإزالة الدرع. وكتب على موقع GoFundMe لجمع الأموال اللازمة لمصروفات القضية إن أطفاله “كانوا يرون فيه أباً رائعاً ذا قدرات خارقة؛ أما الآن فقد أخبرتهم أمهم أن أباهم رجلٌ يلحق الأذى بنفسه ويعاني مشكلة نفسية وأنهم يعدون “ضحايا” لرؤيتهم الغرز في قدميَّ”.
وفي وقت متأخر من يوم السبت بحانةٍ على بعد أميالٍ قليلة، كان ماكس ماتا – وهو محارب قديم كان يرتدي قبعة راعي بقر ولم يسبق له أن سمع عن Grindfest- يتأمل في فكرة زرع الأعضاء الإلكترونية. ولدى ماتا تخوفٌ من مسألة الخصوصية، مثل الوصول إلى رقم التأمين الاجتماعي؛ وقال: “هل يمكنهم أن يحصلوا على رقم التأمين الاجتماعي الخاص بك من هذا الشيء؟ شكراً لا أريده؟”
بينما قال صديقه ضابط الشرطة داكوتا تورني: “استخدمناه مع الكلاب ولم يقتلها”.
وقالت النادلة ليكسي أرمينتا: “الأمر يختلف مع البشر. فالإنسان يظل إنساناً، ويظل جسمه محتفظاً بطبيعة خاصة”.
وبدوره رد ماتا: “وماذا عن الوشوم؟ جميعنا رسمناها على أجسادنا”.
وكان تيبيتس وهيليكس يستعدان صبيحة يوم الأحد لاختبار غطاء لويس. وفي المساء بدأ الخليط في التشقق حول حواف السلك. بيد أنَّ هذا لم يحدث في تجربة لويس على الجرذان التي جف فيها الغطاء بسلاسة حول الأقراص. ويقول تيبيتس: “لا أظن أنها فكرة جيداً؛ فالسلك بالغ المرونة. وإذا كان جسم هيليكس قد رفضه، فلا يوجد سبيلٌ لمعرفة ما إذا كان ذلك بسبب غطاء لويس أو لسببٍ آخر”.
ويقول هيلكس: “أردت أن يكون لذراعي شكل أفضل؛ ولكن أنت محق”.
أما آل أندرسون، فيقيمون في لوس أنجلوس في انتظار رحلة العودة إلى أريزونا، حين تأتيهم الأخبار عبر رسالة نصية. ويقول لويس: “إذا أخفقت مرةً حاول ثانية. هذا منهجي في الحياة”. وقد حاول مثله الأعلى العلامة الموسوعي جون فون نيومان خوض غمار مجموعة متنوعة من المجالات. وفي شهر يونيو/حزيران يسافر آل أندرسون إلى مدينة شنجن الصينية للاتفاق مع موردين لشركته.
يدخل هيلكس غرفة العمليات على أي حال بإصبعٍ مغناطيسي تالف، وهو ما يعني أن الشعور الغريب للمجالات الكهرومغناطيسية قد خَفَت. ويقول أحدهم في هذا السياق: “الأمر يشبه أن يكون للهواء نسيج”. وأسفل ضوءٍ ساطع ولامع، يدفع هيلكس مبضعاً داخل أحد أصابعه؛ ويسيل الدم منه؛ ويقول هيلكس في هذا السياق: “من الأسهل أن تفعل هذا الأمر بنفسك. فلو ارتكبت خطأ ستكون أكثر تسامحاً معه”.
ولا يعرف هيلكس -الذي يعيش منذ شهور في شاحنة خبز صفراء اللون حولها إلى منزل- بعد إلى أين يسافر غداً. ويفكر هيلكس في تركيب جهاز يربط العربة بالعالم كله من خلال موجات لاسلكية ليتحدث إلى أي شخص في العالم في أي وقت. وهي تقنية بدت، قبل خمسين عاماً، في نظر من يسمع عنها قوةً خارقة، أما الآن فهي تعرف بنقاط الواي فاي العامة أو Wi-Fi hot spots.