هل ستشمل إصلاحات إثيوبيا نسائها؟
سلطة صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية الضوء علي معرض “ماذا ترتديه” في متحف أديس أبابا بالعاصمة الإثيوبية، ونشرت تقريراً لها تحت عنوان ” هل ستشمل إصلاحات إثيوبيا نسائها؟”.
وأشارت الصحيفة إلي الملابس المعلقة علي طول الجدار وكان من بينهم فستان طويل وشار أرجواني وتشيرت منقوش معظمهم ملابس صغيرة للفتيات اللاتي تعرضنا للاغتصاب أثناء ارتدائهن هذه الملابس وهم في سن المراهقة وكان بعضهن لا يتجاوز أعمارهن 12 عاماً.
وأوضحت الصحيفة أن معرض ماذا ترتديه هو محاولة لمعالجة موضوع المحرمات المتمثل في الاغتصاب والتحرش الجنسي في هذا المجتمع التقليدي، ومواجهة المفهوم الشائع بأن ملابس المرأة تدعو إلى الاعتداء.
ولفتت الصحيفة إلي أن قصص الفتيات جانب منها معلق بملابسهم، تعرضت ميكليت “16 عاما” وهي عاملة بالمنزل للاغتصاب وهي نائمة،بينما رحيل “12 عاما” تعرضت للاغتصاب أثناء قيامها بمهمة واخبرها عمها أنه كان خطأها، وتعرضت بيتلحم “16 عاماً” للاغتصاب أثناء العمل على يد شقيق رئيسها واتهمها زملاؤها بإغواء رجل من العائلة.
وأضافت الصحيفة أن الحملة مدتها 16 يوماً تعارض العنف ضد المرأة في إثيوبيا، ويمول المعرض من قبل المتحدة والسفارة السويدية في الوقت الذي تمر فيه البلاد بإصلاحات ديمقراطية عميقة بعد عقود من الحكم الاستبدادي، إصلاحات يمكن أن يكون لها آثار على المساواة بين الجنسين.
وقد جعل رئيس الوزراء ، أبي أحمد ، نصف وزارته من النساء ، وعين امرأة على رأس المحكمة العليا لأول مرة، و لكن كثيرين يشعرون بالقلق من أن هذه التغييرات لن تتصدى بشكل كاف للتحيز العميق ضد النساء ،وما يتبع ذلك من مضايقات وعنف في البلاد ، التي تقع بالقرب أقل مستوي لتصنيف الأمم المتحدة بشأن المساواة بين الجنسين في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى .
وقالت إلين عليم، اخصائية اجتماعية وللتنمية في اليونسيف بإثيوبيا ” لدينا قوانين تقدمية للغاية للمساواة بين الجنسين المنصوص عليها في الدستور، والقوانين قابلة للتطبيق وتعزز المساواة بين الجنسين، ولكن المشكلة في ترجمة ذلك إلي الواقع”.
بينما اعترفت وزير الدولة لشؤون المرأة في افتتاح المعرض بإن المشكلة مستمرة، وقال سيمجن ويبي “العنف ضد النساء والفتيات يمنعهم من تحقيق مكانتهم ي المجتمع والمساهمة في تطلعات البلاد”، ووعد بإن الدولة ستفتح المزيد من الملاجيء للنساء.
وأضاف أن عدم تحقيق المرأة طموحها لا يحبطه فقط أعمال العنف وانما أيضا العقبات الخبيثة الأخري التي من بينها المفاهيم الثقافية للجنس، والتمييز في مكان العمل، والعوائق التي تحول دون التعليم والمضايقات المتفشية.
وأوضحت الصحيقة أن الجنس جزء لا يتجزأ من اللغة في لإثيوبيا علي سبيل المثال اللغة الأمهرية هي اللغة المهيمنة في إثيوبيا وتعتبر النساء أقل شأناً، وغالباً ما يتم مقارنتهن بالحيوانات للتعرض للضرب أو وصفها بأنها غير ذكية، وبعض الأمثال تثني النساء عن كونهن بلا رجل في العلن.
اللامساواة منتشرة أيضا في مكان العمل، وفي إثيوبيا يوجد ضعف عدد الرجال الذين يعملون في وظائف مهنية أو وظائف تقنية ، بينما يملك الرجال أيضا خمسة أضعاف عدد المؤسسات التجارية التي تشغلها النساء، متوسط الأجر الشهري للرجال مرة ونصف من أجر المرأة وأضعاف أجور المرأة بشكل عام.
يوجد تميز للرجال عن النساء في التعليم أيضاً وبفضل الجهود الحكومية استطاعوا ضمان التحاق التفيات بالمدارس ولكن الفتيات تبقي حتي الصف الخامس الابتدائي.
وقالت سيهين تيفيرا، مؤسِّسة حركة سيتويويت التي نظمت معرض ماذا ترتديه “الفتيات لا يشعرن بالأمان عند الذهاب للمدرسة، ولا يوجد في المناطق الريفية حمامات منفصلة للفتيات والفتيان وتقع العديد من حالات التحرش”.
وأضافت ان العديد من الآباءيخشون من المشي إلى المدرسة الثانوية ، التي غالباً ما تكون بعيدة ويمكن ان يتعرض الفتيات للخطر وخاصة ان هناك العديد من حالات الاختطاف والزواج القسري في بعض المناطق، وبعض الفتيات تبقي المنزل للقيام بالأعمال المنزلية، وعلي الرغم من هذه الصعوبات فعدد النساء اللاتي يصلن إلي مستوي التعليم الجامعي آخذ في الأرتفاع.
وتري الصحيفة أن هناك آمال مع البيئة السياسية الجديدة مع قيادة ملتزمة بالمساواة بين الجنسين.