هل تلجأ إيران لأساليبها القديمة في توجيه ضربة عسكرية استباقية لأمريكا؟
توقعت دراسة حديثة قيام إيران بعملية عسكرية استباقية ضد المصالح الأمريكية، في إطار تطور التصعيد بين الجانبين، خاصة بعد تراشق التصريحات بلهجة شديدة بين الجانبين.
ورأت الدراسة التي نشرها، المنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية “أفايب”، أن الضربة سيشنها حلفاء طهران في المنطقة ضد المصالح الأمريكية، لكنها استبعدت نشوب حرب شاملة بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران في الظرف الراهن.
ورجحت الدراسة استمرار حالة التصعيد الكلامية من جانب الطرفين مع إجراءات عقابية أحادية متتالية تقوم بها الولايات المتحدة الأمريكية ضد إيران مع عدم تطور حالة التصعيد تلك إلى حرب مسلحة.
ورأت الدراسة التي أعدها رئيس المنتدى، محمد محسن أبو النور، أن استبعاد نشوب الحرب يعود إلى مجموعة من الاعتبارات الحيوية، منها عدم الرغبة الأمريكية الراهنة في فتح جبهة قتال جديدة في الشرق الأوسط وفقا لاستراتيجية “الاستدارة شرقا” أو “استراتيجية محور آسيا”، تلك التي تقضي بانسحاب القوات الأمريكية تدريجيا من الشرق الأوسط والتوجه إلى إقليم جنوب شرقي آسيا، لمواجهة النفوذ الصيني المتعاظم في تلك المنطقة.
كما رجحت الدراسة لجوء إيران إلى سياسة ضبط النفس، رغبة منها في عدم الإقدام على أي خطوة تصعيدية تحقق الهدف الاستراتيجي الأكبر لواشنطن من العقوبات الأمريكية وهو استفزاز طهران للقيام بأحد خطأين استراتيجيين وهما: إما المبادرة بالحرب أو إغلاق مضيق هرمز.
وبحثت الدراسة إمكانية قيام إيران بضربة استباقية محدودة ضد المصالح الأمريكية، وبنى، أبو النور هذا السيناريو على طريقة تفكير قادة الأفرع الرئيسة في مؤسسة الحرس الثوري الذين بحثوا سبل تنفيذ عملية عسكرية محدودة ضد أي من المصالح الأمريكية في المنطقة وخاصة القوات والقواعد المنتشرة على الضفة الغربية للخليج العربي بهدف إعطاء مسوغ للبنتاغون للضغط على البيت الأبيض والبدء العملي في الانسحاب من المنطقة برمتها.
وعزى أبو النور هذا السيناريو إلى الخبرة التاريخية في هذا الصدد، مذكرا بما حدث في العام 1983 “حين دعمت الإدارة الإيرانية هجوما مسلحا على ثكنة مشاة البحرية الأمريكية في بيروت وجددت الأمر نفسه في العام 1996 حين قامت بتفجير أبراج الخبر في المملكة العربية السعودية، وحاولت عرقلة سفن بحرية أمريكية في مياه الخليج العربي في أغسطس 1987”.