هل تضر القهوة الحامل؟
حذرت دراسة جديدة من أن تناول أي كمية من الكافيين سيؤثر سلباً على الحمل. لكن دراسة استهلاك القهوة أكثر تعقيداً، وهناك آخرون في مجال تغذية الأم يقولون إن الوقت لم يحن بعد لنقول للنساء الحوامل امتنعن تماماً عن شرب القهوة. فهل تضر القهوة الحامل؟
التحليل المنشور في مجلة BMJ Evidence Based Medicine العلمية، راجع 48 دراسة أصلية ومراجعة بعدية في خلال الـ20 عاماً الماضية تربط بين استهلاك الكافيين وتأثيرات سلبية على الولادة، أو نمو المولود في مرحلة الطفولة.
تتراوح هذه التأثيرات من الولادة بوزن قليل، إلى الإجهاض، وولادة جنين ميت، وحتى سرطان الدم الحاد المبكر للطفل، والسمنة المبكرة أيضاً.
لكن لا تتوافق آراء كل الأطباء مع هذه الدراسة.
هل تضر القهوة الحامل؟
كتب مؤلف الدراسة أستاذ علم النفس في جامعة ريكيافيك، جاك جيمس، في بريد إلكتروني لمجلة Popular Science الأمريكية: “هناك العديد من الأدلة المتماسكة من دراسات محكومة جيداً تشير إلى الكافيين باعتباره مصدراً للضرر أثناء الولادة”.
وأضاف: “بالتأكيد لا يوجد دليل لنقول إن الكافيين مفيد للطفل أو الأم”.
تشير الإرشادات العامة للمرأة الحامل إلى أن الاستهلاك المعتدل للكافيين أي كوبين يومياً أو 200 مغم من الكافيين، لا ضرر منه أثناء الولادة.
وبناءً على تحليله والدراسات السابقة التي أجريت للإجابة عن هذا السؤال، قال جيمس: “مسألة التوصية بتجنب الكافيين أثناء الولادة مهمة للغاية”.
وجيمس ليس بحديث عهد بمجال دراسات الكافيين، فهو ينشر دراسات عن الكافيين منذ عام 1991، وألّف مقترحاً لمجلس التعليم والبحث عن السموم غير الربحية، أصبح فيما بعد جزءاً من جهودهم لوضع علامات تحذيرية على القهوة في كاليفورنيا، على الرغم من عدم وجود دليل علمي على أن القهوة تتسبب في الإصابة بالسرطان.
عدم وجود اختبارات على الحوامل يصعّب الإجابة
وقالت أستاذة الطب في جامعة أوريغون للصحة والعلوم وأخصائية التغذية المسجلة ديان ستادلر: “إنها مراجعة شاملة مكتوبة جيداً، وأعتقد أنها تطرح أسئلة مهمة للغاية”.
وأضافت أن العامل المحدد في جميع دراسات الآثار الصحية للقهوة هو: “جودة الدراسات المستخدمة لتقييم استهلاك القهوة، خاصة استهلاك القهوة بين النساء الحوامل”.
لكن ستادلر قالت إنه ليس أخلاقياً أن نجري تجارب تؤسس بقوة لعلاقة سببية بين استهلاك الكافيين والتطورات القاتلة؛ لأن هذا يتضمن إجراء تجارب عشوائية محكومة تشرب فيها بعض الحوامل معدلات مرتفعة من الكافيين يومياً.
وعلى الرغم من قلة الأبحاث بشأن التأثير السلبي للاستهلاك المعتدل للكافيين على الولادة، تشير ستادلر إلى أن هذا النوع من التوتر الناتج عن الاستهلاك المفرط للكافيين سيكون مُضراً على الأغلب.
ما يمكننا إثباته هو علاقة بين استهلاك الكافيين والنتائج السلبية المذكورة. معظم الدراسات في هذه المراجعة كانت دراسات مستعرضة، يجمع فيها الباحثون بيانات من آلاف الناس في نقطة معينة من الوقت (بدلاً من تتبع الناس لفترة طويلة من الوقت، أو الدراسة ثنائية التعمية التي يُطلب فيها من الناس اتباع أنظمة غذائية معينة أو تناول أدوية معنية).
كل ما يقدمه لهذا النوع من الدراسات هو أن كلا المتغيرين (فلنقل مثلاً استهلاك الكافيين والإجهاض) يتواجدان معاً. ولكن يتواجد معها العديد من الأشياء الأخرى، فبعض النساء الحوامل يدخنَّ السجائر، أو يتعرضون للتدخين السلبي، بينما قد تتعرض أخريات لحياة مليئة بالتوتر، وقد لا تتوافر لأخريات سبيل لتغذية سليمة.
وهذه ليست سوى 3 عوامل لدى العائل قد تسهم في النتائج المحددة في هذه الدراسة.
فرق كبير بين العدد الجمعي والحالة الفردية لكل حامل
بدورها قالت أستاذة علم الأوبئة في جامعة إيموري أودري جاسكينز: “دراسة العلاقة بين الكافيين ونتائج الولادة صعبة للغاية”.
وجاسكينز هي إحدى مؤلفات الدراسات التي وردت في هذه المراجعة، ويجب على دراسات استهلاك الكافيين، مثل دراستها، التعامل مع عدد من المشاكل المنهجية، ومشاكل في التحليل مرتبطة غالباً بحقيقة أنه ليس أخلاقياً التحكم في ظروف المرأة الحامل.
وكتبت: “على الرغم من التفكير في كل الجوانب، الأمر منذر بالخطر، فالباحثون يجدون علاقات بين استهلاك الكافيين والآثار الجانبية على الحمل، في مجموعات سكانية مختلفة، وباستخدام تصميمات مختلفة للدراسة، وأساليب مختلفة للتعرض وتقييم النتائج”.
وأعربت جاسكينز عن تحفظها على الطريقة التي تحول بها هذه الورقة البحثية المعلومات التي لديها من خطر على المستوى الجمعي للإصابة بأثار سلبية مرتبطة بالاستهلاك المعتدل للكافيين إلى توصيات على المستوى الفردي بألا تتناول الحوامل ومن يحاولن الحمل أي كمية من الكافيين.
وأضافت: “على المستوى الجمعي.. حتى الزيادات الطفيفة في الخطر قد تُترجم إلى عدد كبير من الأحداث التي ربما ساهم الكافيين فيها، عندما تكون النتيجة منتشرة نسبياً”.
وتابعت: “لسوء الحظ، هذا الفرق في النظر للخطر الفردي في مقابل الخطر الجمعي مهم للغاية، والمؤلف لم يتمكن من وضعه في عين الاعتبار”.
فمن بين الملايين من الناس، ربما يجهض المزيد من الآلاف أو يُولد المزيد من الأطفال الأقل وزناً من الطبيعي بسبب استهلاك الكافيين. لكن بالنسبة لفرد بعينه، تناول كوب صغير من القهوة يومياً لن يزيد من الضرورة من نسبة الخطر بالنسبة لهذا الشخص كثيراً.
قالت ستادلر: “إذا قالت لي امرأة صحيحة الجسد إنها شربت كوب من القهوة هذا الصباح، فلن ينذر هذا بأي خطر”.
لكن إذا كانت هناك امرأة تطلب استشارة بشأن نظامها الغذائي وعانت من قبل من مشاكل مع الحمل، أو تشكو من حالة مرضية أخرى تزداد مع التوتر الناتج عن الكافيين، فربما تنصحهن بالامتناع عن المشروب كلياً، بحسب ما ذكرته ستادلر.
وعلقت أيضاً في العموم على النساء اللاتي يستهلكن معدلات عالية من الكافيين يومياً؛ لأن هذا يرتبط بالتوتر وقلة جودة النوم، وكلاهما قد يؤثر سلباً على نمو الجنين.
ونصحت باستبدال القهوة أو الشاي التي تتناولها المرأة الحامل بمشروبات ذات قيمة غذائية تساعدها خلال فترة الحمل.
ما هي كمية الكافيين في الفنجان اليومي؟
القهوة سريعة الذوبان
يختلف محتوى الكافيين في القهوة نفسها بشكل كبير. ووفقاً لوزارة الزراعة الأمريكية، تحتوي ملعقة صغيرة من القهوة سريعة الذوبان (وزن 1.8 غرام) على 57 مغم من الكافيين.
بغض النظر عن كمية الماء أو الحليب أو المبيض الذي يُضاف إلى القهوة، تبقى كمية الكافيين كما هي.
القهوة التركية
يمكن أن يختلف محتوى الكافيين في القهوة التركية بين 40-60 مغم لعد عوامل منها كمية البن المستخدمة، ولكن في ما يلي معدل الكافيين في الفنجان الواحد، بحسب ما نشر موقع Caffeine Informer.
أنواع القهوة الأخرى
بالتنقيط أو التصفية: 115-175 مغم بمعدل وسطي 145 مغم في الفنجان الواحد.
عبر استخدام المكبس الفرنسي: 80-135 مغم بمتوسط 107.5 مغم في الفنجان الواحد.