هل تشكل حماس قوة عسكرية في مرتفعات الجولان؟
ادعت إسرائيل أن حماس تسعى الى اقامة قوة عسكرية فى مرتفعات الجولان السورية لاطلاق صواريخ على اسرائيل، وأكدت مصادر امنية اسرائيلية ان ايران اصدرت تعليمات الى حماس باقامة قوة فى مرتفعات الجولان من اجل ضرب اسرائيل من الشمال، وفقا لصحيفة “المونيتور” الأمريكية.
وتساءلت الصحيفة هل فعلاً تشكل حماس قوة عسكرية في مرتفعات الجولان؟، مشيرة إلي حماس لم تعلق علي الأمر، ورفض المتحدث باسم حماس حازم قاسم التعليق لصحيفة “المونيتور”.
ويري خبراء الأمن والمحللين السياسيين الفلسطينيين أن توقيت الإدعاء الإسرائيلي ينقل رسائل سياسية إسرائيلية إلى عدد من الأطراف الدولية مثل روسيا والولايات المتحدة.
وجاء هذا الإدعاء الاسرائيلي بعد ايام قليلة من اعلان وزير الدفاع الاسرائيلي افيجدور ليبرمان في مقابلة مع موقع “ماكور ريشون” في 19 يناير “ان حماس تواجه صعوبات في شن هجمات من قطاع غزة وهذا هو السبب في انها تحاول القيام بذلك من الضفة الغربية في الوقت الذي تقوم فيه بتطوير البنية التحتية اللازمة في جنوب لبنان لاستهداف إسرائيل منها “.
وقال هشام المغاري الخبير الأمني وعميد كلية جامعة العودة في غزة لـ “المونيتور”: إن ادعاء إسرائيل بأن حماس تعمل على إنشاء قوة عسكرية في مرتفعات الجولان يتنافى مع سياسة الحركة المعلنة فيما يتعلق بالصراع الاسرائيلى الفلسطينى.
وأضاف المغاري أن حماس أعلنت بوضوح أنها تقاتل إسرائيل من داخل فلسطين، ومن ناحية أخري إن إسرائيل ليس لديها اي دليل علي هذه الادعاءات.
وقال ممثل حماس في لبنان علي بركة في بيان صحافي”ان الحركة لن تجر الى اي معارك اجنبية مع اسرائيل وان معركتها ستبقى محصورة في فلسطين”.
ويعتقد المغاري ان توقيت اسرائيل يهدف الى تبرير ضربة محتملة ضد حماس وارسال رسائل تشير إلي وقوع مواجهة جديدة، وستكون مبررة على نطاق واسع من خلال الذرائع التي تشمل عمل حماس من خارج الاراضي الفلسطينية.
واوضح المغاري أن اسرائيل تدرك جيدا ان حماس تظهر ضبط نفس شديد في ظل الظروف الصعبة التي تمر بغزة، ولذلك فهي تحاول خلق ذرائع دعائية لتعزيز ان حماس تستعد للعمل العسكرى خارج حدود فلسطين.
وقال محمد مصلح مدير عام وزارة الداخلية الفلسطينية لـ “المونيتور”: إن إعلان إسرائيل أن حماس على وشك إقامة قوة عسكرية في مرتفعات الجولان لإعداد ضربة عسكرية تهدف إلى إظهار أن مرتفعات الجولان أصبحت مشهد من العمل المباشر ضد إسرائيل.
وأضاف مصلح ان اسرائيل تحاول نقل رسائل الى الولايات المتحدة وروسيا والغرب بان مرتفعات الجولان تشكل تهديدا لها وان هناك تحالفا للمقاومة بين حماس وحزب الله اللبنانى فى سوريا بدعم من ايران.
ومن الجدير بالملاحظة أن ليبرمان أخبر ماكور ريشون أيضا “أن إسرائيل تتابع عن كثب الصداقة الجديدة بين نائب رئيس المكتب السياسي لحماس صالح العاروري والأمين العام لحزب الله حسن نصر الله”، وأضاف إن أي تطور في هذا الصدد سيتم التعامل معه بما هو مناسب.
واشارت الصحيفة إلي زيارة العاروري إلي نصرالله في بيروت في نوفمبر 2017 وكانت أول زيارة يجتمع فيها الاثنان بعد الخلاف الذي كان بين حماس وحزب الله حول الأزمة في سوريا، وكانت حماس تتخذ من دمشق مقرا لقيادتها وغادرت سوريا عقب الثورة السورية في مارس 2011 بعد أن رفض حماس تأييد نظام الرئيس بشار الأسد.
ويري مصلح إن إسرائيل تعزز فكرة أن إيران عدوها الرئيسي في المنطقة كمحاولة لتحويل الانتباه عن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني وترسيخ فكرة أن حماس حركة تواصل ممارسة الإرهاب.
وقال المحلل السياسي ياسين عز الدين لـ “المونيتور”: “إن الوضع على الحدود مع مرتفعات الجولان والمعارك بين المعارضة والنظام السوري يمنع حماس من التصرف بحرية حتى لو بموافقة النظام”.
واضاف عز الدين أن التقارير الاسرائيلية بان حماس تعمل على بناء صاروخ في جنوب سوريا لا يمكن أن نثق فيها.
وفي الأول من يناير نشرت هيئة الاذاعة العامة الاسرائيلية تقريرا اعده المعهد الاسرائيلى لدراسات الامن القومى، أفاد ” ان اسرائيل ستواجه العديد من المخاطر هذا العام بما فى ذلك خطر نشوب حرب على جبهة اسرائيل الشمالية ضد ثلاث قوى رئيسية هى ايران وحزب الله، والحكومة السورية”.
واشار التقرير الى ان طهران ما زالت تسلح وتدعم ماليا الجماعات التي تقع في مدارها والتي تنشط على الحدود مع اسرائيل مثل حزب الله في جنوب لبنان.
وأضافت الصحيفة إن إعلان إسرائيل أن حماس تعمل على إنشاء قوة عسكرية في مرتفعات الجولان السورية قد تقع في إطار التحذيرات التي قدمها معهد الدراسات الأمنية الذي ينذر بحرب محتملة على الجبهة الشمالية لإسرائيل .