هل تريد الولايات المتحدة حربا مع إيران علي سوريا؟
يبدو ان سوريا تخاطر الآن بمواجهة بين القوي الإقليمية والعالمية الرئيسية في الوقت التي بدت فيه قريبة للقضاء علي تنظيم داعش، ولا يمكن وصف هذا التحول في الأحداث إلا بأنه فشل في القيادة ، ما يجعل الأمر بحاجه لإعادة النظر بشكل عاجل في نهاية اللعبة في سوريا.
وبحسب صحيفة “المونيتور” الأمريكية ان الأمر في سوريا يتطلب تغييراً في العقلية وينبغي ان تكون الفصول الأخيرة للمعركة ضد داعش انتقالًا للفرص وليس انتقالاً لأزمة.
و لكن الوضع اليوم في أزمة، تحول نهج الحرب بالوكالة إلى شيء أكثر سوءًا، والقوات الأمريكية والروسية والتركية والإيرانية والإسرائيلية هي الآن أطراف فاعلة في النزاع، ولدى اللاعبين السوريين وداعميهم الإقليميين القدرة علىالقيام بدور فعال ، إلا إذا استطاعت الولايات المتحدة وروسيا تغيير الأمور.
وأشارت الصحيفة إلي تغيير الرئيس الأمريكي موقفه تجاه سوريا برغبته بسحب القوات الأمريكية من سوريا فور القضاء علي داعش، وإعلان مستشار الأمن القومي بإن القوات الأمريكية لن تغادر سوريا طالما تتواجد إيران.
ويقول المحلل علي شعباني “السياسة الأمريكية المتمثلة في الضغط علي إيران لن يجعل إيران تتخلي عن التزامها بسوريا”.
ولفتت الصحيفة إلي ان البرلمان الإيراني يمضي قدماً في مشاريع القوانين المتعلقة بفريق العمل المعني بالإجراءات المالية التي يقول المؤيدون إنها ستخلق الشفافية في الخدمات المصرفية الإيرانية وتسهل التجارة مع أوروبا.
في غضون ذلك ، نمت العلاقات الثنائية بين إيران وتركيا مع تدهور العلاقات بين الولايات المتحدة وتركيا.
وقال المحلل سعيد جعفري: “فشل أوروبا في التعامل مع التهديدات الروسية ، لا سيما في شبه جزيرة القرم والأزمة السورية ، دفع تركيا أيضًا إلى التوقف عن انتظار أوروبا وبدلاً من ذلك التعامل مع إيران وروسيا من تلقاء نفسها”.
وأوضح جعفري أن تصرفات إيران بعد الانقلاب الفاشل في عام 2016 في تركيا، بالمقارنة مع أعمال دول الخليج الأخرى، ساعدت في تعزيز العلاقات والثقة بين البلدين.
واضاف جعفري: كما يجب عدم نسيان التحديات المشتركة التي أوجدتها المملكة العربية السعودية لإيران وأنقرة. على سبيل المثال ، دفع سلوك الرياض تجاه قطر ، حليفة تركيا وصديق إيران ، أنقرة أكثر تجاه إيران من المملكة العربية السعودية ، فيما يتعلق بالسياسات الإقليمية، و في وقت تواجه فيه إيران ضغوطًا من الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية ، من غير المحتمل أن تنضم تركيا إلى الأخيرة ، خاصة وأن علاقات أنقرة مع هذه الدول تمر بأسوأ مراحلها.
في حين تدعي الولايات المتحدة أنها لا تسعى لتغيير النظام في إيران ، فإن البعض في إدارة ترامب يعتبرون الحكومة الإيرانية على حافة الانهيار بسبب اقتصاد فاشل وصعود جيل أكثر ارتباطًا بالعالم متعبًا من الأوتوقراطية والإملاءات.
ولفتت الصحيفة إلي وجود حالة من التذبذب والاستياء في إيران وسيكون هناك تغيير في يوما ما في إيران ، ولكن الولايات المتحدة وضعت نفسها حتى الآن في دور هامشي فيما يتعلق بموعد التغيير، ويبقي السؤال هنا عن العواقب علي المصالح الأمريكية والاستقرار في العراق وسوريا ولبنان وأيضا بالنسبة للشعب الإيراني في حالة حدوث تغيير.
وتري الصحيفة إن إيران ليست بولندا ولن يحدث فيها كما حدث في بولندا عام 1989 ، وإيران ايضا ليست مثل العراق ولن يحث فيها مثل ما حدث في العراق عام 2003..
هذا يجعل المقاربة الأمريكية الحالية لإيران في سوريا به شيئًا من اللغز، وبحسب ما ورد أخبر ترامب بولتون: “لن أسمح لك ببدء حرب مع إيران”. ونجد أنه من الصعب تصديق أن ترامب ، نظراً لمقاومته الموثقة جيداً لالتزاماته العسكرية لأجل غير مسمى في الشرق الأوسط ، سوف يرغب في تذكر لمثل هذا الالتزام في سوريا ، مع كل ما يصاحب ذلك من مخاطر التصعيد.
ويتردد وسط الأوساط السياسية الأمريكية أن ترامب متردد في عمل عسكري في سوريا، واظهر استطلاع رأي أجرته “هفينجتون بوست” ومركز “يوجوف” في مارس الماضي، ان 23٪ فقط من الأمريكيين يؤيدون إعلان الحرب الأمريكية على إيران، وأيد 18٪ فقط من الأمريكيين استخدام القوات البرية في سوريا في استطلاع للرأي أجرته شبكة “سي بي أس” في أبريل 2017.
وأضافت الصحيفة أن ترامب ربما سيبحث في فن الصفقة في مرحلة ما مع إيران كما فعل في اتفاقية التجارة الحرة لأمريكا الشمالية وتغيير موقفه تجاه كوريا الشمالية وزعيمها كيم جونج أون، وخاصة أن ترامب حاول المقاربة مع الرئيس حسن روحاني وقال “انه ليس لديه خطط لمقابلة الرئيس حسن روحاني ولكن ربما في يوم من الأيام في المستقبل قد نتقابل، فهو رجل رائع للغاية”.