هل تخطط روسيا لتقسيم سوريا خدمة لمصالحها؟
الصحف العالمية الصادرة اليوم تابعت الزيارة الرسمية للرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون إلى الولايات المتحدة ومحادثاته مع نظيره الأمريكي دونالد ترامب والتي طغى عليها الملف النووي الإيراني. كما اهتمت بالشأن السوري وخطط روسيا في سوريا إلى جانب التوتر بين إسرائيل وإيران والذي قد يؤدي إلى مواجهة بينهما.
صحيفة “ليزيكو” الفرنسية تكتب عن انفتاح ترامب على مقترح اتفاق جديد أوسع بخصوص النووي الايراني ويرتكز على الاتفاق الموقع بين طهران والغرب في الفين وخمسة عشر.
“رغم أن ترامب ظل حذرا حول الموضوع ويهدد طهران، إلا أن سلاسة مواقفه المفاجأة طمأنت ماكرون الذي يتمسك بالاتفاق النووي مع طهران ويرى أنه يتيح مراقبة أنشطتها النووية حتى عام الفين وخمسة وعشرين وأن الغاءه ستكون عواقبه وخيمة” تعلق ليزيكو.
“واشنطن بوست” تكتب ترامب يعلن عن استعداده لعقد اتفاق جديد مع طهران لمعالجة نقائص اتفاق عام الفين وخمسة عشر رغم أنه يصف هذا الاتفاق بالمجنون.
ترامب عبر عن هذا الاستعداد لكنه لم يتوان في توجيه تهديدات لإيران.. موقف الرئيس الأمريكي يأتي قبيل الثاني عشر من مايو المقبل، هذا الموعد الذي يمكن للولايات المتحدة أن تنسحب فيه من الاتفاق النووي المبرم بين الغرب وطهران، تتابع الصحيفة وتتساءل عن القرار النهائي لترامب.
صحيفة ّ”ذي غارديان” البريطانية تنشر مقالا حول محادثات ترامب وماكرون تحت عنوان “دبلوماسية قشرة الرأس”
وتشير في هذا الإطار الى ما أقدم ترامب على فعله عندما قطع تصريحه وأزال قشرة الرأس من كتف ماكرون أمام عدسات الكاميرا وتعمد تفسير ذلك أمام الجميع وهو ما أحرج الرئيس الفرنسي للحظات قبل أن يضحك من الموقف.
ترامب قد يعتبره الجميع بمثابة النكتة ولكن لديه موهبة خارقة في أن يبرهن للآخر أنه هو من يضحك في الاخر.. ربما قد خطط لهذا الموقف مسبقا لكي يحرج ماكرون ويبرز أنه الأذكى، تقول الصحيفة.
صحيفة “رأي اليوم” تسلط الضوء من جانبها على محادثات ماكرون وترامب والموقف الأمريكي من الاتفاق النووي الإيراني.
وتكتب في افتتاحيتها بقلم الكاتب عبد الباري عطوان “رغم أننا ما زلنا على بعد أسبوعين على الأقل من الموعد المحدد لانسحاب ترامب من هذا الاتفاق، إلا أن حرب التهديدات والتهديدات المضادة تزداد سخونة، وتدخل في منعطفات بالغة الخطورة من الجانِبَين الأمريكي والإسرائيلي من ناحِية، والإيراني من ناحية أخرى، واللافت أن سوريا ستكون ميدان المواجهات المحتملة.
حول المواجهات المحتملة في سوريا تنشر صحيفة “العربي الجديد” مقالا بشأن التصعيد الإسرائيلي-الإيراني في سوريا.
“يبدو أن إسرائيل ماضية في استهداف الوجود الإيراني في سوريا، حتى لو أدى الأمر إلى إمكانية التصعيد؛ بما في ذلك حدوث مواجهة شاملة بين إسرائيل وحزب الله في لبنان، حتى وإن كانت إسرائيل مقتنعةٌ بأن آخر ما تريده إيران وحزب الله، الآن هو حدوث مواجهة شاملة؛ فهما لم يثبّتا وجود النظام السوري بعد، فضلا عن وجود منافسة إقليمية جارية في سوريا، كما أنهما يَعتبران قوة حزب الله احتياطا استراتيجيا في حال مهاجمة إيران نفسها، وليس لصد الهجمات الإسرائيلية في سوريا.
صحيفة “الحياة” كتبت أيضا عن سوريا في مقال للكاتب غازي دحمان، تحت عنوان “تقسيم سوريا خطة بديلة دائمة”
“أن تعلن روسيا، التي باتت تملك اليد العليا في سوريا، أنها لا تضمن بقاء البلد موحدا، فهذا يثير إشارات استفهام كثيرة عن حقيقة الأوضاع وتطوراتها في سوريا، خاصة أن التحذير الروسي الذي ورد على لسان نائب وزير الخارجية، جاء بعد الضربة الثلاثية ضد نظام الأسد مباشرة. فهل يعني ذلك أن روسيا بدأت تقرأ التطورات في سوريا من زاوية تجربتها الأفغانية؟ وهل رأت في التحالف الثلاثي، الأميركي-الفرنسي-البريطاني، مقدمة لتحالف أكبر سيستهدفها، وبالتالي من الأفضل لها إشهار ورقة التقسيم في وجه الجميع وإرباكهم” يشرح الكاتب.