هل تبدو إسرائيل ذخيرة لسلاح ترامب العنصري؟
متى ستعتذر عضوات الكونجرس من اليسار المتطرف لبلادنا، لشعب إسرائيل وللرئيس أيضاً”، “جعلتن إسرائيل تشعر بأن الولايات المتحدة هجرتها”، “لماذا لا تعدن لتصلحن الأماكن التي جئتن منها، المحطمة تماماً والمصابة بالجريمة”. هذه ثلاثة مقاطع من تغريدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضد “الوحدة”: أربع عضوات الكونغرس الديمقراطيات: إلهان عمر، ورشيدة طليب، الكسندريا اوكشيو كورتيز، وآينا برسلي. منتخبات الجمهور، اللواتي يتشاركن كلهن في أنهن، شابات، قويات، شعبيات في وسائل التواصل الاجتماعي، ولون جلدتهن ليس أبيض.
فقد جعل ترامب أربعتهن – اثنتان منهن مسلمتان، وثلاث من مواليد الولايات المتحدة – لوحة استهداف لسهام لسانه العنصرية، في طريقه إلى إثارة حماسة قاعدة المصوتين له قبيل الانتخابات القريبة القادمة. ظاهراً، هذه مشكلة أمريكية. أما عملياً، فقد جعلها ترامب مشكلتنا أيضاً، لأن هذه العنصرية ينشرها باسمنا نحن أيضاً، مواطني إسرائيل. وهو يسعى، في صالح تحقيق أجندته السياسية لأن يخلق تماثلاً بين دعم دولة إسرائيل أو الشعب في إسرائيل وبين دعم سياسته، رغم أن الأمر ليس على هذا النحو: عضوات “الوحدة” وإن كن في أقصى يسار الحزب الديمقراطي، لكنهن في معظمهن يمثلن فكراً ديمقراطياً أكثر فأكثر، يمكن للمرء بموجبه أن يكون نقدياً تجاه سياسة حكومة إسرائيل، وأن يكون في الوقت نفسه مع إسرائيل.
قبل بضعة أسابيع، حطم ترامب رقماً قياسياً آخر في عدم النزاهة السياسية، حين وصف عمر، في مهرجان انتخابي في شمال كارولاينا، بأنها “لاسامية وتكره إسرائيل”، في ظل أصوات الجمهور الذي يستجيب له ويدعوه لأن “يعيدها إلى بلادها”. أي إلى الصومال حيث ولدت وهاجرت منه وهي في عمر 14. بالضبط مثل 14 في المئة من المواطنين الأمريكيين الذين هاجروا إلى الولايات المتحدة وفقاً لفكرتها التأسيسية التي يمثلها تمثال الحرية. بالنسبة إلى ملايين المواطنين الأمريكيين الذين يؤمنون بهذه الفكرة، من ديمقراطيين وجمهوريين، كان هذا مشهداً منكراً.
تتسلل هذه المشاهد عميقاً في المجتمع الأمريكي وتجعلنا جميعاً، رغم أنفنا، رصاصات أخرى في مخزن الكراهية الذي يملكه ترامب. ولعل التماثل المطلق الذي يعمل عليه ترامب بينه وبين إسرائيل يرفع بعض الحمرة إلى وجناتنا في المدى القصير، ولكن من شأنه بالتوازي أن يكلف إسرائيل الدعم الجماهيري الأوسع. بالشكل نفسه، فإن الجمهور الذي يعارض حركة الـ “بي دي اس” في أمريكا أيضاً –مثل المنظمة التي يمثلها– لا يمكنه أن يسلم بقوانين تقضي بأنه “من أجل” إسرائيل نقيد حرية تعبير محافل وأناس رفضوا التعهد ألا يقاطعوا منتجات من إسرائيل أو من المستوطنات.
وفقاً لاستطلاع معهد “بيو” في نيسان الماضي، فإن 64 في المئة من مواطني الولايات المتحدة يتبنون موقفاً إيجابياً من الشعب الإسرائيلي، ولكن الاستطلاعات المختلفة تدل أيضاً على تآكل في هذا المعطى، يرتبط بمحاولة خلق تماثل واضح بين إسرائيل وإدارة ترامب وحكومة نتنياهو. محظور أن يضحى بالتأييد من الحزبين لإسرائيل وعطف الجمهور الأمريكي على مذبح المصالح السياسية للرئيس أو لرئيس الوزراء هذا أو ذاك.
قريباً، ستزور إسرائيل والسلطة الفلسطينية اثنتان من عضوات “الوحدة” عمر، وطليب التي هي ابنة لمهاجرين فلسطينيين. خيراً يفعل ممثلو إسرائيل إذا فهموا بأنه من الصواب أحياناً الإنصات إلى النقد، ولا سيما نقد عمر، التي تؤيد حل الدولتين، وعدم الانضمام إلى صفوف الجوقة التي تساند وتصدع بتغريدات وتصريحات الرئيس الأمريكي العنصرية.