هجمات أرامكو نُفذت بطائرات مسيَّرة إيرانية.. رويترز: «أدلة جديدة تدين طهران في الهجوم على السعودية»
قالت الولايات المتحدة إن أدلة جديدة وتحليلاً لحطام الأسلحة المستخدمة في هجمات أرامكو السعودية تشير إلى أن الهجوم جاء من الشمال على الأرجح، وهو ما يعزز تقييمها السابق الذي يقول إن إيران كانت وراء الهجوم.
وفي تقرير مبدئي عن التحقيق، اطلعت عليه رويترز قبل عرضه، الخميس 19 ديسمبر2019، على مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، أجرت واشنطن تقييماً يقول إن إحدى الطائرات المسيَّرة عبَرت موقعاً على بُعد نحو 200 كيلومتر إلى الشمال الغربي من موقع الهجوم، قبل أن تصيب أهدافها.
وقال التقرير: «عند إضافة هذا إلى أقصى نطاق ممكن، وقدره 900 كيلومتر، للطائرة المسيرة، فإنه يرجح بقوة أن يكون مصدر الهجوم إلى الشمال من بقيق»، في إشارة إلى موقع إحدى منشأتي النفط السعوديتين المستهدَفتين.
هجمات أرامكو نُفِّذ بطائرات مسيَّرة إيرانية
وأضاف أن الولايات المتحدة حدَّدت بعض أوجه الشبه بين الطائرات المسيَّرة المستخدمة في الهجوم وطائرة مسيَّرة تصممها وتنتجها إيران تُعرف باسم «آي آر إن-05».
لكن التقرير أشار إلى أن ذلك التحليل الذي أُجري على حطام الأسلحة، لم يكشف بشكل قاطع عن موقع انطلاق الهجوم، الذي تسبب بالبداية في خفض الإنتاج السعودي من النفط إلى النصف تقريباً.
وقال: «حتى تلك اللحظة، لم تحدد أجهزة المخابرات الأمريكية أي معلومات من أنظمة الأسلحة التي انتُشلت بعد استخدامها في هجمات 14 سبتمبر، على السعودية، تكشف بشكل قاطع عن مصدر الهجوم».
وقال مسؤول في وزارة الخارجية الأمريكية، لـ «رويترز»، إن الأدلة الجديدة تشمل معلومات تم الكشف عن سريتها حديثاً.
وتلقي الولايات المتحدة وقوى أوروبية والسعودية بمسؤولية هجمات 14 سبتمبر/أيلول على إيران. وأعلنت جماعة الحوثي اليمنية المتحالفة مع إيران، المسؤولية عن الهجمات، في حين نفت طهران أي ضلوع لها فيها.
وانطلق من قاعدة عسكرية إيرانية
وذكرت رويترز، الشهر الماضي، أن القيادة الإيرانية أعطت موافقتها على الهجمات، لكنها أحجمت عن المواجهة المباشرة، التي قد تتسبب في رد فعل أمريكي مدمر. ووفقاً لثلاثة مسؤولين مطلعين على الاجتماعات ومسؤول رابع مقرب من دوائر صنع القرار في إيران، اختارت طهران بدلاً من ذلك، استهداف منشأتي بقيق وخريص في السعودية، الحليفة للولايات المتحدة.
وفقاً لتقرير رويترز، قال مصدر في الشرق الأوسط اطلع على تحقيقات أجرتها إحدى الدول عن الهجمات، إن موقع انطلاق الهجمات كان قاعدة الأهواز الجوية في جنوب غربي إيران والتي تقع على بُعد نحو 650 كيلومتراً إلى الشمال من بقيق.
كما نقل التقرير عن مصدر في المخابرات الغربية، قوله إن بعض الطائرات المسيَّرة حلَّقت فوق العراق والكويت في أثناء طريقها إلى شن الهجمات، وهو ما منح إيران أسساً معقولة لإنكار ضلوعها في الأمر.
إذ تسببت الهجمات التي استغرقت 17 دقيقة ونفذتها 18 طائرة مسيَّرة وثلاثة صواريخ حلَّقت على ارتفاع منخفض، في زيادة حادة بأسعار النفط، واندلاع حرائق، وإلحاق أضرار مادية أوقفت إنتاج ما يفوق خمسة بالمئة من إمدادات النفط العالمية. وقالت السعودية في الثالث من أكتوبر/تشرين الأول 2019، إنها استعادت طاقتها الإنتاجية كاملة من النفط.
حطام الطائرات المسيَّرة
ستقدم الولايات المتحدة ما توصلت إليه، إلى جلسة مغلقة لمجلس الأمن الدولي، في حين تأمل حشد مزيد من التأييد لسياستها التي تهدف إلى عزل إيران، وإجبارها على العودة إلى طاولة المفاوضات؛ لإبرام اتفاق نووي جديد.
في تقرير مماثل، الأسبوع الماضي، قالت الأمم المتحدة إنها «غير قادرة على التأكد بشكل مستقل»، من أن الصواريخ والطائرات المسيَّرة المستخدمة في الهجمات على منشأتي النفط السعوديتين، في سبتمبر/أيلول، «أصلها إيراني».
كما أشار التقرير إلى أن الحوثيين في اليمن «لم يثبت أن في حوزتهم، ولم يتم تقييم أن في حوزتهم» نوع الطائرات المستخدمة في الهجمات على منشأتي أرامكو.
وضمن التقييم الأوَّلي الذي أصدرته واشنطن، عدد من الصور لمكونات طائرات مسيَّرة، من بينها محرك، قالت الولايات المتحدة إنه «يشابه إلى حد كبير» أو «مطابق تقريباً» لتلك التي شوهدت في طائرات مسيَّرة إيرانية أخرى.
كما قدَّم التقرير صوراً للوحة دائرة كهربية لبوصلة انتُشلت من موقع الهجوم، وعليها ختم يدل -على الأرجح- على تاريخ التصنيع، المكتوب وفقاً للتقويم الفارسي.
كما ظهر اسم الشركة التي يُعتقد أنها مرتبطة بإيران وهي شركة «إس إيه دي آر إيه»، على ملصق ضفيرة الأسلاك الكهربائية، وقد انتشل أيضاً من حطام هجمات 14 سبتمبر