هآرتس: وعود باراك .. دستور وحدود واضحة لإسرائيل خلال سنتين
إيهود باراك، رئيس قائمة “إسرائيل ديمقراطية”، عرض أمس قائمة التزامات، منها أنه ينوي -إذا وصل إلى مكانة مهمة في الحكومة القادمة- وضع دستور وحدود واضحة لإسرائيل، وسيدفع قدماً بالزواج المدني وتشغيل المواصلات يوم السبت. في الحزب، أوضحوا بأن باراك ينوي اشتراط دخوله إلى أي حكومة مستقبلية بتنفيذ الوعود التي نشرها، وفقاً لصحيفة “هآرتس” العبرية.
الوعود التي تعتبر البديل عن برنامج الانتخابات تتلخص بعناوين: باراك لن ينزل إلى تفاصيل مواقفه في مجالات مختلفة، ولم يوضح إلى أي درجة سيكون مستعداً للتنازل في موضوع هذه الوعود التي يتوقع في معظمها أن تصعب عليه الارتباط في المستقبل بائتلاف تشارك فيه القوائم المختلفة. فعلياً، في نهاية ولايته كرئيس حكومة، أعلن باراك عن “ثورة مدنية” شملت خطوات تشبه الخطوات التي يعرضها الآن، بل أعلن بأنه خلال أسابيع سنرى بداية لخطوط باصات تسافر في أيام السبت. ولكنه لم ينجح في الخروج بهذه العملية إلى حيز التنفيذ.
وعد باراك بوضع دستور بـ”روح قيم وثيقة الاستقلال” خلال سنتين، وتشريع الزواج المدني، وتسيير المواصلات العامة يوم السبت، وذلك خلال سنة. وتعهد بأن يضع لإسرائيل خطاً حدودياً واضحاً “بحيث يضمن في المقام الأول الأمن، وتكون أغلبية ثابتة على مدى أجيال”، ويخفض مستوى المعيشة بـ20 في المئة، ويطبق التعليم المجاني منذ الولادة، وينهي تماماً الأدوار في غرف الطوارئ في المستشفيات. إضافة إلى ذلك، أعلن بأنه يريد “قيادة في خدمة المواطنين”.
إن توجه “هآرتس” لجهات في الحزب، لمحاولة توضيح الوعود المختلفة، لم يثمر عن توضيحات واضحة. مثلاً، في الحزب، لم يعرفوا إذا كان باراك يؤيد سن فقرة الاستقواء في إطار الدستور الذي سيرتكز على وثيقة الاستقلال. لم يوضح باراك كيف سيدفع قدماً بوضع الدستور بعد فشل محاولات سابقة خلال سنين. مسألة أخرى لن تحظى بالرد حتى الآن، هي: هل يشمل الزواج المدني، الذي سيدفع به قدماً، المثليين أيضاً؟ تلك الخطوة التي فشلت في العقد الأخير في الكنيست مرات عدة، ضمن أمور أخرى، بسبب معارضة “إسرائيل بيتنا”.
لم يتطرق باراك في الفيلم الذي بثه أيضاً إلى مجالات خط الحدود الذي ينوي تحديده، وهل يشمل مستوطنات معزولة، وأي مستوطنات ستخلى في أعقاب ذلك. في الحزب، أوضحوا أن عملية ترسيم الحدود تستهدف التمكين من عقد اتفاقيات دفاع مشترك مع الولايات المتحدة. نشر باراك قائمة الوعود في محاولة لتعزيز وضع حزبه على خلفية التراجع في الاستطلاعات، وبروح تعهده بإخراج الجيش الإسرائيلي من لبنان عشية انتخابه لرئاسة الحكومة في 1999. “يمكن أن نحب هذا أو لا، ثمة أمر واحد مؤكد – عندما ألتزم سيجري تطبيق هذا”، قال باراك في فيلمه القصير. “بعد سنوات كثيرة نزفنا فيها بدون جدوى في لبنان، تعهدت في 1999 بأنه إذا انتخبت فسأعيد الأبناء إلى البيت. في حينه لم تنقصنا المعارضات، لكني وعدت ووفيت بوعدي. الآن أعد بأن أعيد الديمقراطية لإسرائيل أيضاً”.
في الفيلم القصير الذي وعد فيه بهذه الأمور، قال باراك: “هنا، من الحدود الشمالية، أتعهد بإعادة الديمقراطية”. ولكن “هآرتس” علمت بأن رئيس الحكومة السابق قام بتصوير الفيلم في الاستوديو ولم يسافر إلى الشمال. الحدود الشمالية التي ظهرت في الفيلم هي خلفية غرافيك تم إلصاقها عند التحرير. من مقر “إسرائيل ديمقراطية”، ورد: “لا توجد حدود لفساد بيبي. وهذا أصبح معروفاً للجميع. باراك وخلفه الحدود الشمالية تعهد مثلما أخرجنا من المستنقع اللبناني بأنه سيخرجنا أيضاً من المستنقع الذي أغرقنا بيبي فيه. وعندما يتعهد باراك فإن هذا الوعد ينفذ”.
من حزب ميرتس إلى حزب باراك
آفي بوسكيله، الذي تنافس قبل الانتخابات الأخيرة على رئاسة ميرتس، أعلن أمس أنه سينضم لحزب باراك. بوسكيله الذي كان السكرتير العام السابق لـ”السلام الآن”، انتقد في السابق بشدة باراك وجهوده لإنشاء كتلة يسار قبل الانتخابات الأخيرة. “باراك شخص ثري، ولفني تأتي من بيت ثري”، قال في كانون الثاني/يناير الماضي. أظهر بوسكيله في حينه الاشمئزاز من عدد من أعضاء القائمة التي انضم إليها أمس، “أؤيد هذه الكتلة، لكن إذا كان البناء يجري في أبراج ثمينة وشقق بالملايين، فأنا متأسف جداً، هذه ليست كتلتي”، قال.
في رسالة نشرها أمس “إسرائيل ديمقراطية”، كتب بوسكيله: ” لم تعد هذه حملة انتخابية، هي قرار مصيري حول صورة دولة إسرائيل كدولة يهودية وديمقراطية. في هذه الأثناء، حيث يواصل نتنياهو ورجاله تمزيق المجتمع الإسرائيلي من أجل جمع الأصوات، نقترح طريقاً آخر للشراكة وإعادة ربط المجتمع في إسرائيل”. انضمام بوسكيله استهدف تمكين حزب باراك من الغمز لمصوتي ميرتس، ومحاولة جذب مقاعد من الحزب على خلفية توحيد محتمل بينهما.
انضمام بوسكيله لقائمة باراك أثار الاستخفاف في قيادة ميرتس. في مجموعة “واتساب” لقيادة الحزب هاجموه على الفور بعد انسحابه من ميرتس. وأحد الأعضاء قال: “آمل حقاً أن تكون انتخابات تمهيدية مفتوحة لأنني أعرف حجم هذا بالنسبة له”.
بوسكيله، الناشط في جماعة المثليين، ولد وترعرع في موشاف مشمار هيردين. أثناء خدمته العسكرية كقائد فصيل في لواء الناحل، سيطر على الجندي نوعم فريدمان الذي أطلق النار على عرب في الخليل وأصاب سبعة أشخاص.
بقلم: يونتان ليس وآخرون