هآرتس: رئيس “القائمة المشتركة” يقدم ثورة لإسرائيل
حتى الآن خلال السبعين سنة الأولى لقيام دولة إسرائيل، وقفت أمام مواطنيها الفلسطينيين وزعمائها أربع طرق فقط لمواجهة السلطات، أو للدقة، الحاكم الصهيوني: الأولى، التعاون معه من خلال الخضوع والاستجداء (في فترة الحكم العسكري كما لم يكن هناك أي خيار آخر). الثانية، معارضة القمع والتمييز بالفعل والقوة، من المظاهرات وحتى العمليات (لكن كل عملية كهذه انتهت بقتل أو سجن المعارضين). الثالثة، التسليم والتعاون الظاهري (لكن بعدم إنشاد النشيد الوطني وعدم ارتداء القبعة وعدم التصويت في الانتخابات)، ثم انتظار زوال الصهيونية مثل الحملة الصليبية من البلاد). الرابعة، التعاون المؤقت مع النظام لتحقيق طلبات معينة مثل الاستثمار في التعليم مقابل تأييد حكومة رابين في 1992 (لكن هذه الاستراتيجية انتهت بالموت. انظروا إيهود باراك).
وبحسب صحيفة “هآرتس” العبرية، الآن وأخيراً برز للأقلية الفلسطينية الأكبر في إسرائيل (خمس السكان) زعيم جدير هو أيمن عودة، الذي يمثل ويخلق استراتيجية جديدة تماماً، جريئة ومفاجئة وتختلف عن سابقاتها، يجبر نظام الحكم الصهيوني (أو من يسعى إليه) على التعاون مع مواطني إسرائيل العرب.
رئيس “القائمة المشتركة” لم يأت الآن إلى الصهاينة كمن يتوسل الصدقة أو الإحسان ويقول “بربك، أيها السيد الحاكم المحترم واللطيف، اصنع معروفاً، أوقف تدمير بيوتنا. وعندها سنصوت من أجلك على ما تريد”، هذا انتهى. يقف عودة أمام من يطمحون بالحكم كشخص متساو أمام متساوين، يقف أمامهم منتصب القامة وينظر في عيونهم ويقول: “إذا تعاونتم معنا وإذا أشركتم سكان إسرائيل الفلسطينيين في كل شيء في الحكم وتوزيع الموارد والعدل الاجتماعي والتوظيف والتعليم والمخططات الهيكلية، عندها سنؤيدكم وسنصوت لكم، وسنكون شركاء في بناء الدولة وتطورها ونموها”.
ما يقوم به عودة الآن وما يقترحه وما يضعه على طاولتنا هو ثورة، لا يقترح صفقات مريحة للصهاينة العنصريين على صيغة “رئيس لجنة المالية مقابل شق الشوارع في المدن. ولكنه يقترح تعاوناً كاملاً وإشراك عرب إسرائيل في حياة الدولة بكل ما تعنيه الكلمة. هذه الصفقة التي يقترحها علينا عودة جيدة جداً لمواطني إسرائيل العرب، بل وجيدة جداً لمواطني إسرائيل اليهود ودولة إسرائيل بشكل عام.
هذا هو البديل الذي يضعه عودة أمامنا، التعاون والمساواة والسلام. وهذا بدل الطريق التي نسير فيها منذ سبعين سنة من العنف، الحرب، العنصرية، التمييز، القمع، الخراب والدمار. إذا صافح الصهاينة يد عودة الممدودة من أجل التعاون قد نحظى بحياة وبسلام وازدهار، ولكن إذا تم رفضها مرة أخرى كالعادة، مثلما الأمر دائماً، وبدلاً من مصافحتها بحرارة نبقيها معلقة في الهواء، أو أسوأ من ذلك.. نضربها بمثلث العدل الخيالي المطلق لنا، عندها سنواصل السير في الطريق الغبية والآمنة حتى الموت للهاوية والخراب.
أيمن عودة، أيها السادة، إسرائيلي يفتخر به. يعمل صباح مساء من أجل دولة إسرائيلية أفضل لكل مواطنيها، دولة لها أفق ومستقبل واعد. إذا لم يُدعَ، لا سمح الله، لإشعال شعلة يوم الاستقلال، سيأتي يوم نفهم -إذا نجحت طريقه- بأنه سيكون هو الجدير بجائزة إسرائيل الجديدة والجيدة والكاملة.