هآرتس: إسرائيل تسمح لسكان غزة الراغبين في الهجرة بالطيران من أراضيها
قال مصدر سياسي كبير، أمس، إن إسرائيل مستعدة للسماح للغزيين ممن يرغبون في الهجرة بالطيران من أراضيها، إذا كانت هناك دولة توافق على استيعابهم. وحسب هذا المصدر الذي تحدث مع مراسلين أثناء زيارة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو إلى أوكرانيا، حتى إن إسرائيل مستعدة لتمويل هجرتهم. وأضاف المصدر بأن إسرائيل توجهت إلى عدد من الدول، منها دول في الشرق الأوسط، من أجل فحص هل توافق على استقبال فلسطينيين من غزة. ولكن حتى الآن تلقت جواباً سلبياً. في الأحزاب التي توجد على يمين الليكود دعوا في السنوات الأخيرة إلى تشجيع “الهجرة الطوعية” لسكان القطاع.
وفي شهر مايو نشرت صحيفة “هآرتس” تقرير كشف أن إسرائيل تقدر بأن 35 ألف فلسطيني غادروا القطاع في السنة الماضية على خلفية الوضع الاقتصادي هناك. وفي تشرين الثاني 2017 تم فتح معبر رفح أمام حركة الفلسطينيين للمرة الأولى منذ عشر سنوات، الأمر الذي مكن الكثير من الفلسطينيين من مغادرة القطاع. حتى ذلك الحين سمح لسكان غزة بالطيران فقط في حالات استثنائية ونادرة، عن طريق الأردن. والتقدير هو أن المهاجرين استغلوا هذه الفرصة من أجل مغادرة القطاع على فرض أن المعبر لن يبقى مفتوحاً لمدة طويلة.
معظم المهاجرين في 2018 كانوا من الشباب الذين جاؤوا من خلفية اقتصادية قوية نسبياً. وكان من بينهم 150 طبيباً عملوا في مستشفيات القطاع، وسلطات حماس حظرت على الأطباء السفر إلى الخارج خوفاً من استمرار هذا التوجه. كثير من المهاجرين سافروا إلى تركيا. الرحلة التي كلفت آلاف الدولارات مولتها على الأغلب عائلات المهاجرين على أمل أن يستقر هؤلاء في دولة أخرى ويقومون بدعمهم.
في تركيا نقل وسطاء محليون المهاجرين في قوارب أبحرت إلى اليابان، ومن هناك واصلوا الطريق إلى دول أوروبية أخرى. وكانت أهدافهم المفضلة ألمانيا والسويد.
التقى نتنياهو، أمس، رئيس اوكرانيا، فلادمير زالنسكي، في القصر الرئاسي في كييف. وتباحثا بصورة منفردة، وبعد ذلك جرى نقاش موسع شمل أيضاً الوزير زئيف الكين ونائبة وزير الخارجية تسيبي حوطوبلي.
في محيط نتنياهو، أملوا بأن زالنسكي (اليهودي الذي انتخب لرئاسة أوكرانيا في شهر نيسان الماضي) سيعلن في نهاية اللقاء معه عن نقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى القدس. وبدلاً من ذلك، قال في البيان المشترك الذي أصدره مع نتنياهو إن بلاده ستفتح في عاصمة إسرائيل مركز “هايتيك” إلى جانب استثمار. في المقابل، تتوقع إسرائيل أن تفتح مكتباً كهذا في كييف. ووقعت بين الدولتين عدة اتفاقيات تعاون في مجال التعليم والثقافة والزراعة والتطوير الاقتصادي. وشارك نتنياهو وزالنسكي في احتفال ذكرى يهود أوكرانيا الذين قتلوا في “بابي يار” في الحرب العالمية الثانية.
في محيط رئيس الحكومة نفوا أن السفر إلى أوكرانيا قبل شهر من الانتخابات هو جزء من جهوده للتوجه إلى قاعدة مصوتي المتحدثين باللغة الروسية لرئيس “إسرائيل بيتنا”، افيغدور ليبرمان. وقبل الانتخابات القادمة، ثمة زيارة أخرى لنتنياهو مخطط لها إلى الهند، وبعد أسبوع من الانتخابات يتوقع أن يشارك في مؤتمر للجمعية العمومية للأمم المتحدة في نيويورك الذي قد تبدأ خطابات الزعماء فيه في 23 سبتمبر.