نيويورك تايمز: واشنطن تقدم ثانى تخفيف لسياستها تجاه إيران بعد تصريحات بومبيو
سلطت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، اليوم الاثنين، الضوء على تصريح وزير الخارجية مايك بومبيو أمس بأن إدارة الرئيس دونالد ترامب مستعدة للتفاوض مع الزعماء الدينيين فى إيران بدون شروط مسبقة، ورأت أنه ثاني أكبر تخفيف للسياسة الأمريكية المتشددة تجاه إيران في الأيام الأخيرة.
وأوضحت الصحيفة -في تعليق بثته على موقعها الإلكترونى- أن هذا التصريح جاء عقب تصريح ترامب الأسبوع الماضي بأنه مستعد للتحدث مع الزعماء الإيرانيين وأنه لا يسعى لتغيير النظام، وهو ما أدى إلى محو هدف مستشاره للأمن القومي جون بولتون، والذي ظل يأمل في تحقيقه لفترة طويلة.
وأضافت الصحيفة: “تصريح بومبيو أظهر أيضا تعديلا في موقفه السابق بأن الولايات المتحدة لن ترفع العقوبات عن إيران ما لم تمتثل الأخيرة لعشرات المطالب الشاملة، مما يشير إلى أن تلك المطالب يمكن أن تكون جزءا من المفاوضات بدلاً من وضع الشروط المسبقة. فيما اعتبرها قادة إيران غير مقبولة”.
وتابعت الصحيفة:”التوترات بين الولايات المتحدة وإيران تصاعدت بشكل حاد في الأسابيع الأخيرة، مما أثار مخاوف من أن الدولتين تتجهان نحو الحرب. كما أن اللغة التي تحمل عداوة أقل لا تغير حقيقة أن إدارة ترامب شددت العقوبات الاقتصادية على إيران، وطلبت نشر 1500 جندي إضافي إلى منطقة الخليج وعدلت الخطط العسكرية ضد إيران ” .
وحتى مع فتح باب المحادثات ، قال بومبيو إن الولايات المتحدة ستواصل محاولة مواجهة دعم إيران للجماعات المسلحة في الشرق الأوسط، وهو ما يقوض المصالح الأمريكية في هذه المنطقة .
وكان بومبيو قال في مؤتمر صحفى فى سويسرا يهدف إلى تقارب الرؤى بين واشنطن وطهران: “نحن على استعداد للدخول في محادثة دون أية شروط مسبقة.. ونحن مستعدون للجلوس معهم. لكن الجهود الأمريكية لكشف النشاط الخبيث لإيران سوف تستمر”.
وتابعت “نيويورك تايمز” أن ترامب يبدو أنه يحاول السير على حبل مشدود في سياساته تجاه إيران. فقد أخبر ترامب مساعديه بأنه يريد تجنب الحرب، غير أن كبار مسؤولي السياسة الخارجية يضغطون عليه لتبني أقصى قدر من الضغط ضد إيران يعتمد على العقوبات واستعراض القوة العسكرية.
ورأت “نيويورك تايمز” أن الحديث عن سياسة المفاوضات على لسان ترامب وحاليا بومبيو يُضيف إلى صورة ترامب بأنه صانع للاتفاقيات.. كما يشير إلى أنه حتى مع زيادة الضغوط العسكرية والمالية ضد إيران، إلا أنه يسعى أيضًا إلى إبرام اتفاق جديد يمنع إيران من تصنيع سلاح نووى.
وتعليقا على ذلك، قالت داليا داسا كاي، وهي محللة في شؤون الشرق الأوسط لدى شركة راند كوربوريشن: “أعتقد أن الإدارة الأمريكية تحاول تهدئة التوترات لتنفيذ تصريحات الرئيس الأخيرة برغبته في التفاوض مع إيران”.
وأضافت “المشكلة تتمحور حول حقيقة أن تصريح وزير الخارجية بومبيو لا يزال يتحدث عن المفاوضات فقط وذلك بالتزامن مع بدء إيران في التصرف كدولة طبيعية. لذلك من غير المرجح أن يجذب هذا النوع من اللغة الإيرانيين إلى طاولة المفاوضات، خاصة وأن سياسات الضغط القصوى مستمرة على أرض الواقع”.
وجاءت تصريحات بومبيو أمس، ردا على تصريح الرئيس الإيرانى حسن روحانى بأن بلاده مستعدة للتحدث مع الولايات المتحدة إذا كانت الأخيرة “تجلس باحترام على طاولة المفاوضات” بدلاً من أن تطلب من إيران إجراء مناقشات.