“نيويورك تايمز” تكشف التحدي بالبيت الأبيض لموازنة الأدوار بين ميلانيا وإيفانكا
نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية تقريراً تحت عنوان “تحدي البيت الأبيض: الموازنة بين دور السيدة الأولي وابنته الأولي”.
وتقول الصحيفة أن عندما أعلن موظفي ميلانيا ترامب في اجتماع للموظفين قبل عدة أشهر، أن السيدة الأولى سوف تسافر إلى أفريقيا في أول رحلة لها في الخارج ، أرسل مساعدان إلى إيفانكا ترامب ، ابنة زوجها ، رسالة: “كانت تخطط لرحلتها الخاصة إلى إفريقيا، ولكن لم يعلن عنها بعد”.
وأشارت الصحيفة إلي أن جولة ميلانيا ترامب كانت لمدة 5 أيام في الشهر الماضي لكل من غانا وملاوي وكينيا ومصر، وحصلت علي تغطية ايجابية، وتصدرت الرحلة الشبكات الخاصة اللامعة، وسرعان ما ستحذو ابنة الرئيس الكبرى وكبير مستشاري الرئيس حذوهما ، وسيسافران إلى إفريقيا مع السيناتور ليندسي جراهام من ساوث كارولينا ، أحد أكثر المدافعين عن الرئيس.
وأوضحت الصحيفة أن ميلانيا شرحت أسبابها الخاصة للسفر إلي القارة الأفريقية التي لم يزورها ترامب ، الذي اشتهر بوصفه الفظ للبلدان الأفريقية.
استخدمت ميلانيا ترامب رحلتها لتسليط الضوء على الفقر ومبادرتها “كن أفضل” ، بينما ستعرض رحلة إيفانكا ترامب ، التي كان من المقرر عقدها مؤقتًا في يناير ، دورها كجهة اتصال غير رسمية في البيت الأبيض مع أعضاء الكونجرس واهتمامها بالجانب الاقتصادي.
وتري الصحيفة أن الزيارات المتنافسة توحي أيضا بالتوازن الدقيق الذي يواجهه موظفو البيت الأبيض في إدارة أنشطة كل من السيدة الأولى والمستشارة الأولي للرئيس وهي ابنته.
وأضافت الصحيفة أن بكل المقاييس لدي المرأتين ديناميكية معقدة ، ويتعايشان مع تداخل ضئيل في أدوارهما، و لكنهم لم ينظموا مبادرة مشتركة بين موظفيهم منذ أن انتقلت ميلانيا بشكل كامل إلى البيت الأبيض العام الماضي بعد أن قضت الأشهر الأولى من إدارة زوجها مع ابنها في نيويورك، ونادرا ما ظهرت معها، ومن الواضح أنهم يرون أدوارهم بشكل مختلف.
ولفتتت الصحيفة إلي أن ميلانيا ترامب ” 48 عاما ” تفضل أن تبقى مخططها سرية للغاية، بينما سعت إيفانكا ترامب “37 عاما” منذ الأيام الأولى لإدارة ترامب إلى تحديد دورها كمستشار وصانع سياسة ، حيث قدمت مطالبة إلى أن يكون مكتبها في الجناح الغربي وكانت هناك بعض التقارير الأولية أن مكتب عائلة ترامب يحتمل أن يتم إنشاؤه في الجناح الشرقي.
وأثناء توسيع وجود إيفانكا في البيت الأبيض ، قامت في بعض الأحيان عن قصد أو لا ، بتعريف دور زوجة أبيها بشروط محدودة.
ويقول الأصدقاء إنها شعرت بشعور بالغ عند قيامها بجزء من دور السيدة الأولي، ورفض أيفانكا الاستفسارات بين الأصدقاء حول ما إذا كانت ستبذل أي جهود للحفاظ على وجودها في البيت الأبيض ، وأوضحت أنها كانت في البيت الأبيض للعمل على قضايا السياسة، ويقول بعض الحلفاء أنهام عملت خلافاً عن ميلانيا ترامب.
وتشير الصحيفة إلي أن لدى كل من ابنته وزوجته نفوذ علي الرئيس ولكنهما يمارسان ذلك بشكل مختلف، وفي وقت سابق من هذا العام ، تحدثت السيدة الأولى “أنها مختلفة عن زوجها”وقالت ذلك علناً لعدم ارتياحها لسياسة إدارته الخاصة في قضية فصل الأطفال عن والديهم بعد عبورهم الحدود بشكل غير قانوني.
وأشارت إيفانكا أيضاً هذه المسألة، ولكن ذلك بعد ما أخبر ترامب مجموعة من أعضاء الكونجرس الجمهوريين أن ابنته كانت تحثه على تغيير السياسة.
وقالت كاثرين جيليسون ، الأستاذة في جامعة أوهايو التي تدرس السيدات الأوائل ” إن هناك سابقة تاريخية قليلة بالنسبة لابنة أولى بالغة وللسيدة الأولى للتداخل في الأدوار لهذه الدرجة، وأن وضعهما يشبه إليانور روزفلت ، زوجة الرئيس فرانكلين دي روزفلت ، وأمه ، سارة ديلانو روزفلت”.
وأضافت جيلسون أن كلاهما يتمتع بقدر كبير من التأثير، وفي حالة ميلانيا وإيفانكا نجدهم في بعض الأحيان واحدة في الداخل والأخري في الخارج، ومع تطور إيفانكا دورها سمحت لأصدقاء العائلة أن يعرفوا بأوضح العبارات أنها في البيت الأبيض لمساعدة والدها من خلال استخدام أسلوبها وعلاقاتها لتخطي بيروقراطية واشنطن ، وخاصة مع الكونجرس، وشددت في بعض الأحيان على دورها الرسمي على موظفي البيت الأبيض أثناء خلافات الجناح الغربي ، وأحيانًا أخرى كونها ابنة الرئيس، ودفع اهتمامها بالسياسة إلى إقامة تحالفات مع الجمهوريين المعتدلين ، بما في ذلك السناتور سوزان كولينز من ولاية ماين .
ولفتت الصحيفة إلي أن ستيفاني جريشام ، المتحدثة باسم السيدة ترامب ، لم تتحدث مباشرة عن العلاقة بين السيدة الأولى والأبنة الأولى، وقالت في بيان لها: “يركز مكتب السيدة الأولى على مبادراتها ويعمل بشكل مستقل ، ولكننا نتعاون في كثير من الأحيان في مجموعة متنوعة من المشاريع مع الجناح الغربي ولدينا علاقة عمل إيجابية للغاية.”
أصر مسؤول في البيت الأبيض تحدث فقط بشرط عدم الكشف عن هويته أنه لا يوجد توتر بين الاثنين: “السيدة الأولى و إيفانكا لديهما علاقة كبيرة، وباعتبارهن نساء مستقلين قويات ، فإن لكل منهما حافظة فريدة خاصة به ، إلا أن الاثنين يدعما بعضهما البعض شخصياَ وسياسياً”.