نيويورك تايمز: ترامب بحاجه للمشاورة الحقيقية لمواجهة إيران وليس الضغط علي الزناد فقط
تساءلت صحيفة “نيويورك تايمز” عن معنى تهديدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي قال فيها إن اليد على الزناد، وإن الولايات المتحدة جاهزة للضرب، ولكن ماذا يعني كل هذا؟
وسواء كانت الميليشيات الحوثية في اليمن أو الشيعية في العراق هي التي نفذت الهجوم، فما حدث هو استفزاز خطير ضد الولايات المتحدة ولحظة حرجة للرئيس ترامب الذي لم يعد أمامه خيارات كثيرة، ولديه حلفاء أقل، وفريق للأمن القومي نضب من مسؤوليه، ومصداقية قليلة.
وتقول الصحيفة إن السبب الذي دفع إيران أو واحدة من جماعاتها الوكيلة إلى ضرب السعودية غير معروف. وهناك تكهنات تتحدث عن محاولات المتشددين في النظام الإيراني إحباط أي لقاء بين الرئيس ترامب والإيراني حسن روحاني. ومهما كان الحافز فإن الهجوم على مصدر دولي للطاقة يعتبر تطورا خطيرا منذ قرار الرئيس الخروج من الاتفاقية النووية الموقعة عام 2015 وإعادة فرض العقوبات على إيران.
ومع أن السعودية هي الهدف، إلا أن التحدي كان للرئيس ترامب. والسؤال المباشر هو عن الكيفية التي سيرد بها. فحتى الهجوم، كان الرئيس تحت إغراء فكرة لقاء روحاني أثناء اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، فلقاء عدو وجها لوجه كما فعل مع الرئيس الكوري الشمالي يعني اهتماما إعلاميا يحبه ترامب.
وظل ترامب صامتا طوال يوم السبت، ثم كتب تغريدة قال فيها إن الولايات المتحدة جاهزة، ولكنه ينتظر الاستماع إلى تقييم السعودية والكيفية التي سيتم فيها التحرك. وفي الوقت نفسه اتهم مايك بومبيو، وزير الخارجية، إيران بالقيام “بهجوم غير مسبوق على إمدادات الطاقة العالمية”، فيما أنكرت إيران ما وصفتها بالاتهامات التي لا معنى وغير مفهومة.
ولكن الرئيس لم يترك أمامه أي مجال للنصيحة التي تحمل مصداقية، فعادة ما رفض تقارير الاستخبارات وقام بعزل ثالث مستشار للأمن القومي، جون بولتون، ولم يعين مكانه رابعا. ولم يمض على وزير دفاعه مارك إسبر سوى شهر في منصبه، وقام بتنفير وتهميش الحلفاء الرئيسيين، بما فيهم ألمانيا وبريطانيا اللتان شجبتا الهجوم، ولم يتبق لديه أية وسيلة للضغط على إيران، ويواجه معارضة من المشرعين الجمهوريين لدعمه الحرب في اليمن.
ولو ترك الأمر لترامب فهو يحب تجنب الصراع، فبعدما أسقطت إيران طائرة بدون طيار في يونيو، رفض نقاش بولتون حول ضرورة توجيه ضربة عسكرية. وبدا يوم الإثنين مترددا أيضا قائلا: “يجب استنفاد الدبلوماسية حتى آخر 12 ثانية”. وهو تفكير منطقي من الرئيس الذي يجب أن يستنفد كل وسيلة دبلوماسية قبل القرار الأخير للتحرك أو السماح للسعودية بالانتقام.
وتواجه الولايات المتحدة أزمة حقيقية سببها أن ترامب كان يريد أن يفكك ما قام به سلفه باراك أوباما بتوقيع اتفاقية حصلت على دعم دولي واسع. ولم يترافق مع الانسحاب إستراتيجية سوى “العمل مع حلفائنا” الذين عنى بهم إسرائيل والسعودية، وأمله بأن تذعن الحكومة الإيرانية وتقبل تحت الضغط بتوقيع اتفاقية نووية حسب شروطه.
وقاوم ترامب الضغوط من الكونغرس لوقف الدعم الأمريكي للحملة السعودية في اليمن، ما يظهر أن إيران قد زادت من سقف المواجهة، وتتحدى البيت الأبيض بضرب حليفته. وقد حان الوقت لكي يعود ترامب إلى الكونغرس ويستشيره، بالإضافة إلى الدول الصناعية الكبرى التي تعتمد على نفط الشرق الأوسط، وتحليل المعلومات الأمنية خارج دائرته الخاصة.