نيويورك تايمز: انتخابات تركيا “صيحة تحذير لأردوغان”
تحت عنوان “صيحة تحذير للرئيس أردوغان” علقت صحيفة “نيويورك تايمز”، على نتائج الإنتخابات المحلية في تركيا التي خسر فيها الحزب الحاكم عددا من أهم المدن في البلاد.
وبدأت افتتاحيتها بالقول: “فقط وعندما بدا أن الديمقراطية في تركيا ميتة قدم الناخبون توبيخا حادا لرئيسهم الشمولي رجب طيب أردوغان”.
وتظهر النتائج الأولية للانتخابات البلدية التي عقدت نهاية الأسبوع، أن أردوغان وحزبه “العدالة والتنمية” خسروا أنقرة، العاصمة، وإسطنبول المركز التجاري والتي انطلق منها أردوغان ليحكم تركيا.
ولم يكن أردوغان مرشحا ولا يزال حزبه يسيطر على البرلمان. إلا أن النتائج الانتخابية هي أسوأ هزيمة لحزبه منذ عقدين في الحكم. وفي الوقت الذي انتخب العام الماضي إلا أن الاستفتاء عام 2017 على التعديلات الدستورية التي منحته سلطات رئاسية وقوة على القضاء والبرلمان أضعفت قاعدة الدعم له.
وتقول الصحيفة إن مرشحي المعارضة في سباق البلديات في زيادة.
ويعبرون عن سخط من قمعه وسوء الإدارة للاقتصاد. وتعلم النتائج لو ظلت المعارضة متحدة لحظة مهمة ويمكن أن تشكل تهديدا حقيقيا للانتخابات الرئاسية في عام 2023.
ووعد منافسو الرئيس خاصة حزب الشعب الجمهوري وحلفاؤه بإجراء تغييرات سياسية حقيقية وخلق فرص عمل وتعليم أفضل وتحسين الخدمات الإجتماعية.
وتقول الصحيفة إن أعضاء المعارضة راقبوا عملية عد الأصوات وناموا فوق صناديق الاقتراع خشية التلاعب فيها. مشيرة إلى أن حزب الشعوب الكردي منح المعارضة هامشا بدعمها في أنقرة وإسطنبول. وتقول الصحيفة إن أردوغان تسيّد ولأكثر من عقد السياسة التركية ونشر القيم الإسلامية وقمع بقسوة منافسيه. وحاول احتكار النظام والسيطرة على الجيش وقمع الحريات المدنية. وتسيطر الجماعات المحسوبة عليه على الإعلام، مع أن تركيا تسجن صحافيين أكثر من أي دولة أخرى.
ولاحظت الصحيفة أن أردوغان أشرف بنفسه على الانتخابات المحلية واختار بعناية حليفه الطويل بن علي يلدرم ليكون مرشح اسطنبول، فيما اختار وزيرا سابقا ليكون مرشحه في أنقرة.
ومن هنا فالخسائر قد تحرمه من جهاز الرعاية الذي استخدمه لتعزيز حكمه.
وفي واحدة من حملاته الانتخابية اتهم أردوغان مرشحي المعارضة بالجريمة والإرهاب وهدد بتقديمهم للمحاكمة بشكل أثار غضبا وطنيا.
وليس غريبا أن يتعامل الناخب التركي مع الانتخابات المحلية كاستفتاء على حكم أردوغان نفسه.
ودخل الاقتصاد التركي مرحلة ركود في آذار/ مارس بعد أعوام من النمو. وارتفعت نسبة البطالة إلى أكثر من 10% وتصل إلى نسبة 30% بين الشباب.
وشهد عام 2018 انخفاضا للعملة التركية بنسبة 28% أما مستوى التضخم فقد وصل إلى 20%.
وتضيف الصحيفة أن الناخبين قلقون من الفساد داخل عائلة أردوغان وحلفائه. ومع اعتراض حزب العدالة والتنمية على النتائج إلا أنه عبّر عن استعداد لاحترامها. ويقدر أردوغان شرعية الإنتخابات وما تمنحه له.
وتعلق الصحيفة أن العلاقة بين تركيا وأمريكا والدول الغربية تتدهور منذ سنوات. ولم تعد هذه الدول تنظر إلى تركيا كحليف في الناتو يعتمد عليه، خاصة بعد التحول نحو روسيا. ويجب أن تقوم هذه الدول بالتأكيد له أن أي تلاعب في نتائج الانتخابات سيؤثر على الشراكة التجارية والعسكرية.
وربما حاول أردوغان زيادة دعمه الشعبي من خلال تنفيذ تهديده وضرب الأكراد في سوريا حلفاء الولايات المتحدة. وقد ترتد هذه العملية سلبا عليه، خاصة إن لم تحقق نتائجها وفي ظل عودة المعارضة بقوة وقدرتها على تحديه.