نيويورك تايمز: الصواريخ الأمريكية بحوزة قوات حفتر مصدرها فرنسا
نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” تقريرا عن الصواريخ المضادة للدبابات الأمريكية الصنع التي عثر عليها مع قوات الجنرال خليفة حفتر.
وفي تقرير أعده كل من إريك شميدت وديكلان وولش، قالا فيه إن صناديق السلاح التي عثرت عليها قوات الحكومة في مدينة غريان الشهر الماضي باعتها الولايات المتحدة أولا إلى فرنسا قبل أن تصل إلى قوات حفتر التي تشن حملة على العاصمة الليبية طرابلس.
وقالت الصحيفة إن صواريخ “جافلين” وكلفة الواحد منها 170.000 دولارا وتباع عادة لحلفاء الولايات المتحدة عثر عليها في مدينة غريان التي انسحبت منها قوات حفتر بعد هجوم القوات الموالية لحكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا.
ونفى مستشار عسكري فرنسي يوم الثلاثاء أن تكون الأسلحة قد نقلت إلى حفتر والذي سيكون بمثابة خرق لصفقة بيع الأسلحة وكذا الحظر الذي تفرضه الأمم المتحدة على تصدير السلاح إلى ليبيا. ولو كانت التقارير صحيحة فستضع الولايات المتحدة وفرنسا على طرفي النقيض في السياسة المتعلقة بليبيا.
وقامت وزارة الخارجية الأمريكية بالتحقيق في مصدر الصواريخ من خلال فحص الأرقام المتسلسلة على الصواريخ، وتوصلت أن هذه الأسلحة بيعت إلى فرنسا التي تعد من الداعمين الكبار لحفتر. وكانت باريس قد وافقت مبدئيا على شراء 260 صاروخ جافلين عام 2016، وذلك حسبما قالت وكالة التعاون في البنتاغون.
وقال مسؤولون أمريكيون إن الخارجية أعلمت لجنتي الخارجية في مجلس الشيوخ والنواب يوم الإثنين حول النتيجة وهي أن الصواريخ بيعت لفرنسا. وفي يوم الثلاثاء قال مستشار لوزارة الدفاع الفرنسية أن الصواريخ فعلا هي تلك التي اشترتها ولكنه أكد أنها معطوبة وغير قابلة للاستخدام.
وردا على سؤال الصحيفة حول وجودها في ليبيا قال إنها كانت محفوظة في مخزن بانتظار تدميرها. وأكد المستشار الذي لم يكشف عن نفسه إن الصواريخ هي جزء من صفقة اشترتها فرنسا عام 2010 من الولايات المتحدة وكان يقصد منها حماية القوات الفرنسية التي تم نشرها في ليبيا لغرض العمليات الأمنية ومكافحة الإرهاب. وقال إن وجودها في ليبيا لا يخرق قرار حظر تصدير السلاح ونفى أن تكون الأسلحة قد بيعت لطرف آخر في ليبيا.
ولكن رواية المسؤول الفرنسي تركت العديد من الأسئلة بدون جواب، خاصة الطريقة التي وصلت فيها إلى مخازن تابعة إلى قوات حفتر، وليس بعيدا عن خطوط القتال التي أدت لمقتل ألف شخص حسبما قالت الأمم المتحدة.
كما أن القوات الفرنسية التي نشرت في ليبيا منذ عام 2016 موجودة على ما يفترض في شرق ليبيا بعيدا عن العاصمة طرابلس التي يتركز حولها القتال. وعقدت لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ جلسة استماع لمساعد وزير الخارجية في مكتب الشؤون السياسية أر كلارك كوبر. وكان الغرض من الجلسة هو مساءلة الإدارة حول استخدام إعلان الطوارئ لبيع السلاح لكل من السعودية والإمارات العربية المتحدة.
وتم الكشف عن الأسلحة عندما دخلت قوات حكومة الوفاق الوطني غريان في 26 يونيو، والتي كانت مقر إدارة العمليات في محاولات سيطرة حفتر على العاصمة. وإلى جانب صواريخ جافلين اكتشف المقاتلون المؤيدون للحكومة طائرات مسيرة صينية الصنع في قاعدة هجرتها قوات حفتر.
وتعرف صواريخ جافلين “أطلق وانسَ” وهي قادرة على تدمير كل الدبابات القتالية في الميدان. وظهرت العلامات على الصواريخ أنها تعود للجيش الإماراتي حيث تعد أبو ظبي من حلفاء أمريكا المهمين في المنطقة. حيث باعتها أمريكا لها عام 2008 وظهرت صناديق أخرى فيها قنابل مدفعية من زنة 155 مليمترا وعليها علامة الجيش الإماراتي، إلا أن الإمارات التي تعد من أكبر داعمي حفتر نفت بيعها له.
وتقول الصحيفة إن اكتشاف الصواريخ تؤكد المخاوف من الدول الأجنبية في ليبيا ودورها في إشعال النزاع. ويعتمد حفتر الذي خزنت قواته صواريخ جافلين على الدعم العسكري والمالي من الإمارات والسعودية ومصر.
وفي أثناء المعركة للسيطرة على بنغازي في الفترة ما بين 2014 – 2017 وفرت الإمارات له مروحيات قتالية ومقاتلات وطائرات مسيرة، فيما شنت مصر غارات جوية على مدينة درنة.
وفي يوليو 2016، قال الرئيس الفرنسي في حينه فرانسوا أولاند أن ثلاثة جنود فرنسيين قتلوا نتيجة تحطم مروحية قتالية وأثناء مشاركتهم في “عملية استخباراتية خطيرة”. وبعد أيام قالت جماعة إسلامية متشددة تقاتل حفتر إنها هي التي أسقطت الطائرة على بعد 45 ميلا جنوبي بنغازي. وبعد عام قالت فرنسا للجنة في الأمم المتحدة أن نشاطاتها لا تخرق القانون الدولي.
ولكن النقاد قالوا إن وصول السلاح إلى قوات حفتر هو مثال عن الطريقة التي تقوم فيها دول شرق أوسطية وأوروبية بالاستهانة من قرار حظر تصدير الأسلحة المفروض عام 2011. وسجل مفتشو الأمم المتحدة عدة حالات قامت من خلالها الإمارات العربية المتحدة بخرق القانون حيث قامت بوضع طائرات حربية في قاعدة عسكرية تديرها شرق ليبيا.
وقال الخبراء إن الإمارات زادت من دعمها العسكري لحفتر والذي دفع باتجاه الهجوم على طرابلس وزودته بطائرات مسيرة صينية الصنع وصواريخ أرض- جو روسية الصنع. وعلى الجانب الأخر دعمت قطر وتركيا حكومة الوفاق.
ويقول المسؤولون الأمريكيون إن قطر خففت من دعمها خلال السنوات الماضية فيما زادت تركيا من جهودها. ومع زيادة القتال حول العاصمة قدمت تركيا طائرات مسيرة وعربات مصفحة لحكومة الوفاق.