نيكولاس مادورو يؤكد وجود اتصالاتٍ سرية منذ أشهر بين مستشاريه وترامب
أكد نيكولاس مادورو أن بعض المسؤولين الفنزويليين البارزين تحدثوا إلى مسؤولين في الإدارة الأمريكية، بعد ورود تقارير عن أن مساعده الأول كان يتفاوض مع الولايات المتحدة بشأن إطاحته، وفقاً لما نشرته صحيفة “الجارديان” البريطانية.
وقال الرئيس الفنزويلي في خطاب أُذيع على التلفزيون مساء أمس الثلاثاء 20 أغسطس 2019: «أؤكد أنه كانت هناك اتصالاتٌ منذ أشهر بين مسؤولين بارزين في حكومة دونالد ترامب ومسؤولين بارزين في الحكومة البوليفارية التي أترأسها، بإذنٍ صريح مباشر مني».
وأضاف مادورو: «جرت عدة اتصالات عبر قنوات مختلفة».
أقوى مسؤول فنزويلي شارك في اتصالات سرية مع ترامب
وتأتي تصريحات مادورو بعد أن زعم تقريران نُشِرا في وسائل الإعلام الأمريكية أنَّ ديوسدادو كابيلو، الذي يعد أحد أقوى مسؤولي فنزويلا وأكثر مهابة، قد شارك في «اتصالاتٍ سرية» مع مسؤولي ترامب.
إذ زعم موقع Axios الأمريكي يوم الأحد الماضي 18 أغسطس/آب أنَّ الأشهر الأخيرة شهدت اتصالاتٍ بين كابيلو صاحب الـ56 عاماً ورئيس الجمعية التأسيسية المؤيدة لمادورو، وماوريسيو كلافير كاروني كبير مستشاري ترامب المعنيّ بشؤون أمريكا اللاتينية. وبحسب ما ورد، اعتبر بعض مسؤولي ترامب أنَّ هذه علامة إيجابية تشير إلى أنَّ دائرة مادورو كانت «تتصدَّع تدريجياً».
فيما زعمت وكالة Associated Press الأمريكية أنَّ كابيلو التقى شخصاً «مُقرَّباً إلى إدارة ترامب» في العاصمة الفنزويلية كاراكاس الشهر الماضي يوليو/تموز، وأنَّ هناك تصوراتٍ بشأن عقد لقاءٍ ثان. وذكر التقرير أنَّ الولايات المتحدة كانت تأمل في أن يسهم التعامل مع كابيلو في تأجيج «اقتتالٍ» داخلي تظن أنَّه يدور في قمة إدارة مادورو.
حرب نفسية بين أمريكا وفنزويلا
لكنَّ بعض مراقبي السياسة الفنزويلية شكَّكوا في صحة تلك التقارير، التي يبدو أنها تهدف إلى زعزعة إدارة مادورو الغارقة في الأزمات بإثارة حالةٍ من الشك في محيطه الداخلي.
إذ قال كريستوفر ساباتيني، وهو زميل أول متخصص في شؤون أمريكا اللاتينية في مركز تشاتام هاوس: «أعتقد أنَّ ما تحاول الولايات المتحدة فعله هو نوع من العمليات النفسية، إنها تحاول إثارة القلاقل والشك داخل إدارة مادورو».
لكنَّ مادورو أكَّد يوم أمس الثلاثاء وجود هذه الاتصالات، مشيراً إلى أنَّها دليلٌ على أنَّه كان يبحث عن طرق كي يجعل «الرئيس دونالد ترامب يستمع حقاً إلى فنزويلا وحقيقة الثورة البوليفارية في القرن الحادي والعشرين».
وفي وقتٍ سابق ، قال ترامب للصحفيين: «نتحدث مع عدة ممثلين عن فنزويلا. لا أريد أن أفصح عن هويتهم، لكنَّهم مسؤولون رفيعو المستوى للغاية».
إجراء هذه المحادثات مؤشر إيجابي للغاية
ومن جانبه، وصف جيف رامزي، خبير الشؤون الفنزويلية في منظمة Washington Office on Latin America، التقارير التي تحدثت عن إجراء محادثات بين كابيلو ومسؤولي ترامب بأنها «مؤشرٌ إيجابي للغاية».
وقال إنَّها «تشير إلى أنَّ بعض المسؤولين الكبار في حكومة (مادورو) فهموا أنَّ (الانهيار الاقتصادي والسياسي والإنساني المستمر في فنزويلا) لا يُمكن تحمُّله».
وأضاف: «أعتقد أن ما يبحث عنه هؤلاء الأشخاص هو الحصول على ضمانةٍ ما (من الولايات المتحدة) بأنهم لن ينتهي بهم المطاف في زنزانة سجنٍ في ميامي».
يُذكَر أنَّ مادورو يُقاتل من أجل الحفاظ على منصبه منذ يناير الماضي، حين أعلن زعيم المعارضة الشاب خوان غايدو نفسه رئيس فنزويلا الشرعي، وحصل على دعم أكثر من 50 حكومةٍ من مختلف أنحاء العالم، بما في ذلك حكومتا الولايات المتحدة والمملكة المتحدة.
ووفقاً لوكالة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، فرَّ أكثر من أربعة ملايين فنزويلي حتى الآن من بلدهم الغني بالنفط الذي صار مُدمراً من الناحية الاقتصادية، من بينهم ما لا يقل عن مليون شخص منذ نوفمبر/تشرين الثاني الماضي وحده.