نقل ألمانية قائدة سفينة لإنقاذ المهاجرين إلى مكان سرى بعد تهديدات
أعلنت المنظمة الخيرية التي تعمل لحسابها الألمانية كارولا راكيتا، قبطان سفينة الإنقاذ التي أحضرت مهاجرين أفارقة إلى جزيرة إيطالية مما أغضب وزير الداخلية هناك، أنها تلقت تهديدات ونُقلت لمكان سري.
وأمرت قاضية إيطالية أمس الثلاثاء برفع الإقامة الجبرية المفروضة على راكيتا (31 عاما) منذ يوم السبت بسبب عدم إطاعتها أوامر الجيش الإيطالي ورسوها بالسفينة فى ميناء لامبيدوسا.
وكانت راكيتا ستواجه السجن لمدة تصل إلى عشر سنوات لو أن اتهامات وُجهت لها بتعريض حياة أربعة من الشرطة للخطر بعد اصطدامها بزورق دورية أثناء رسوها بسفينة الإنقاذ (سي ووتش) وعلى متنها نحو 40 مهاجرا أفريقيا.
وقال المتحدث باسم منظمة (سي ووتش) الخيرية الألمانية اليوم الأربعاء “كانت هناك تهديدات عامة موجهة إلى كارولا… لذلك نقلناها إلى مكان سري. لن ندلي بتعليقات على أي خطط انتقال أخرى تخصها”.
ووصفت راكيتا في بيان بثته المنظمة قرار القاضية أليساندرا فيلا بأنه “نصر عظيم للتضامن مع كل المهاجرين أمام تجريم من يريدون مساعدتهم”.
وقضت فيلا بأن القبطان راكيتا لم تنتهك القانون بخرق حظر بحري في إيطاليا وقالت إنها كانت تقوم بواجبها في إنقاذ أرواح عندما أدخلت المهاجرين إلى الميناء بعد إنقاذهم.
وقال وزير الداخلية الإيطالي ماتيو سالفيني المنتمي لتيار أقصى اليمين إنه “ساخط” على الحكم. وكان حزبه، حزب الرابطة، قد وضع الشهر الماضي قواعد أدت فعليا لإغلاق موانئ إيطاليا أمام سفن الإنقاذ. وتهدد هذه القواعد المخالفين بغرامة تصل إلى 50 ألف يورو (56500 دولار) وحجز سفنهم.
وأثر الجدال الدائر بشأن ما فعلته راكيتا في علاقات إيطاليا بألمانيا وفرنسا وسلط الضوء على استمرار إخفاق الاتحاد الأوروبي في تبني استراتيجية واضحة بشأن الهجرة.
ومثلت راكيتا أمام محكمة في أجريجنتو يوم الاثنين واعتذرت على الاصطدام بزورق الدورية، قائلة إنه كان حادثا عارضا وإن اهتمامها كان منصبا على سلامة المهاجرين الذين ظلوا في عرض البحر لأكثر من أسبوعين.
وأصبحت راكيتا رمزا للبطولة في نظر المدافعين عن حقوق الإنسان.
وجمعت حملة دشنها اثنان من نجوم التلفزيون الألماني على الإنترنت لمساعدتها نحو مليون يورو حتى الآن، بينما جمعت حملة أخرى على فيسبوك أطلقتها مجموعة إيطالية 435 ألف يورو خلال أسبوع واحد.
وقالت راكيتا في بيانها “تأثرت بتضامن هذا العدد الكبير من الناس”.
وقالت (سي ووتش) إن المال سيستخدم لتمويل عمليات الإنقاذ في المستقبل.
وقال مصدر بالحكومة الإيطالية أمس الثلاثاء إن ألمانيا وافقت على استضافة نحو 12 من المهاجرين الأفارقة الذين وصلوا إلى إيطاليا على متن السفينة وعددهم 41 مهاجرا.
وتشمل أيضا التسوية، التي تهدف لتهدئة التوتر مع الحكومة الإيطالية، فرنسا والبرتغال وفنلندا ولوكسمبورج التي وافقت على تقاسم عبء استضافة المهاجرين.
ولم يصدر رد فعل رسمي على الفور من ألمانيا أو إيطاليا بشأن الاتفاق الذي كانت صحيفة شبيجل أول من أورده.