نقاط الخلاف الرئيسية بين بولتون وترامب
لم تكن العلاقات بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ومستشاره المقال حديثا للأمن القومي جون بولتون سهلة، إذ اختلفت مواقفهما بشكل ملحوظ إزاء عدد من الملفات الدولية الأكثر إلحاحا.
ويتعلق آخر خلاف بين ترامب وبولتون بالملف الأفغاني، حيث اتخذ مستشار الأمن القومي الذي تولى هذا المنصب منذ 17 شهرا موقفا معارضا لاتفاق السلام المزعوم الذي حاول البيت الأبيض إبرامه مع حركة “طالبان” لسحب القوات الأمريكية من هذه البلاد.
وألغى ترامب في نهاية المطاف مؤخرا مفاوضات السلام مع “طالبان”، غير أن بغض المسؤولين المؤيدين للخطة ألقوا باللوم على بولتون في تسريب معلومات إلى وسائل الإعلام عن خلافات داخل البيت الأبيض بشأن هذا الملف.
كما يتبع بولتون، أحد أبرز الصقور في الإدارة الأمريكية، مواقف أكثر صرامة من ترامب تجاه كوريا الشمالية وتجاربها الصاروخية، ما يبدو بوضوح من تصريحات الرجلين الرسمية عن الموضوع.
وأشار كثير من المحللين إلى غياب بولتون عن قمة ترامب الثانية مع زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون في المنطقة منزوعة السلاح بشبه الجزيرة الكورية أواخر يونيو الماضي، على الرغم من أن البيت الأبيض قدم هذا اللقاء على أنه إنجاز كبير للدبلوماسية الأمريكية.
وفي الملف الإيراني، كان بولتون منذ سنين بين أشد دعاة السيناريو العسكري، فيما أكد ترامب في تصريحاته الرسمية مرارا تطلعه إلى إيجاد حل دبلوماسي لتسوية النزاع بين الدولتين وألغى الخطة المدعومة من قبل بولتون لشن غارات على إيران الصيف الماضي بعد إسقاط الجمهورية الإسلامية طائرة مسيرة أمريكية، وذلك على الرغم من توافق الرجلين التام بشأن انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي المبرم مع طهران عام 2015.
كما أفادت تقارير صحفية بأن ترامب انتقد استراتيجية مستشاره للأمن القومي تجاه فنزويلا، بعد فشل خطط الإطاحة السريعة بالرئيس نيكولاس مادورو وتسليم الحكم إلى زعيم المعارضة خوان غوايدو.
كما اختلفت مواقف ترامب وبولتون بشأن العلاقات مع روسيا والملف الأوكراني، حيث تعهد بولتون الشهر الماضي بمواصلة دعم حكومة كييف في نزاع دونباس، لكن البيت الأبيض قرر مؤخرا إرجاء تسليم دفعة من المساعدات العسكرية إلى السلطات الأوكرانية.
وأفادت صحيفة “واشنطن بوست” نقلا عن مسؤول رفيع المستوى في البيت الأبيض بأن ترامب بدأ في الأشهر الأخيرة يشعر بإزعاج إزاء ترويج بولتون لأجندته الخاصة بدلا عن الأجندة الرئاسية أمام أعضاء الكونغرس، كما اتهم مسؤولون آخرون بارزون مستشار الأمن القومي بعدم الولاء.
وتفاقمت العلاقات بين ترامب وبولتون بشكل ملحوظ إثر رفض الأخير أواخر أغسطس المشاركة في برنامج تلفزيوني للدفاع عن بعض مشاريع الإدارة الأمريكية، حسبما نقلت وكالة “أسوشيتد برس” عن مسؤول في البيت الأبيض.
غير أن الخلافات بين ترامب وبولتون لم تقتصر على الصعيد السياسي فقط، إذ أفادت “أسوشيتد برس” بأن ترامب الذي يعير اهتماما كبيرا إلى مظهر أعضاء إدارته أعرب للمقربين منه عن عدم إعجابه بشوارب بولتون، بالقول إن هذه الشوارب “لن تكون مناسبة في إدارته”.
وتختلف روايتا ترامب وبولتون بشأن ملابسات إقالة الأخير، وما إذا كانت هذه الخطوة اتخذت بمبادرة الرئيس أو المستشار نفسه.