نساء داعش يقمن بهجمات وعمليات طعن ضد خصومهن في مخيم الهول
على الرغم من إعلان التحالف الدولي وقوات سوريا الديمقراطية «قسد» القضاء على تنظيم «الدولة» في شهر مارس الماضي، بعد السيطرة على آخر معاقله في الباجوز شرقي سوريا، إلا ان التنظيم لازال ينشط في مناطق «قسد» عبر خلاياه التي لا تزال تشن الهجمات بشكل شبه يومي، مستهدفة عناصر «قسد» والمتعاملين معها في مناطق الرقة والحسكة وديرالزور .
41 هجوماً شنته خلايا تنظيم «الدولة» في ارياف ديرالزور فقط، خلال الفترة ما بين 4 أغسطس 2019 – لغاية 14 سبتمبر من العام نفسه، حصدت تلك الهجمات ما يقارب 52 شخصاً بين قتيل وجريح من عناصر «قسد» والمتعاملين معها .
قوات التحالف وحليفتها «قسد» هي الأخرى كثفت من عملياتها أيضاً ضد عناصر التنظيم، حيث قامت بأكثر من 35 انزالاً وعملية دهم في مناطق ديرالزور وحدها، وأسفرت عن اعتقال العشرات من الاشخاص المشتبه بهم كخلايا للتنظيم، بعضهم من الجنسية العراقية والأغلبية من السوريين، كما قامت بشن حملة عسكرية في مناطق في بادية الروضه بالقرب من الحدود العراقية – السورية منذ أيام عدة، تمكنت من خلالها القوات المشتركة وبمساندة طيران التحالف، من مداهمة إحدى نقاط تمركز التنظيم واشتبكت مع مجموعة من عناصره وأسفرت الاشتباكات عن مقتل قيادي ليبي كبير في التنظيم .
وتعتبر بادية الروضة الواقعة جنوب شرقي الحسكة وشمال شرقي ديرالزور منطقة غير مسيطر عليها من قبل أحد، لذلك تلجأ مجموعات من التنظيم للتمركز فيها، والإنطلاق منها نحو شن هجمات بالداخل العراقي والسوري .
ولا يزال تنظيم «الدولة» يصول ويجول في أرياف ديرالزور الخاضعه ل-»قسد» ولكن بأساليب اخرى، حيث نشر عناصر التنظيم منشورات تحتوي على اسماء اشخاص من المنضمين لـ»قسد» ومن المتعاملين معها في بعض البلدات في ريف ديرالزور، هددت هؤلاء بضرورة «التوبة من الردة» وترك «قسد» ووظائفها، وبالفعل وجدت تلك المنشورات التي تحمل بالعنوان العريض اسم «الدولة الإسلامية – ولاية الخير – ديوان الأمن»، وجدت آذاناً صاغية من بعض الاشخاص الذين تجمعوا في المساجد وأعلنوا البراء من قسد، خشية استهداف خلايا التنظيم لهم كما حصل في بلدة الجرذي بريف ديرالزور الشرقي .
عناصر التنظيم وصلت بهم الجرأة لمطالبة بعض التجار وأصحاب المحلات ورؤوس الاموال في ريف ديرالزور بضرورة دفع الزكاة للتنظيم، وإلا فالجزاء استهدافهم في اماكن عملهم، التهديد وصل لاهالي مدينة البصيرة وذيبان والحوايج والجرذي وأبو حردوب عبر رسائل SMS نصية على موبايلات الاشخاص المستهدفين، وعبر نشرات تحمل اسماء هؤلاء وفي طياتها الوعيد والتهديد ان امتنعوا عن ذلك .وإلى الآن لم يذكر التنظيم كيفية الدفع وأين سيتم الدفع، ليترك التجار واصحاب الاغنام في حالة خوف من الانتقام، مما دفع ببعضهم لالتزام المنازل وإغلاق المحلات .
عمليات خلايا التنظيم لم تقتصر فقط في المناطق المأهولة بالسكان بل تعدتها لداخل مخيم الهول الذي يحوي ما يقارب 71 ألف شخص، منهم 30 ألفاً و890 لاجئاً عراقياً، وقرابة 30 ألف نازح سوري، إلى جانب أكثر من 10 آلاف شخص من عائلات تنظيم «الدولة» جلهم نساء وأطفال ينتمون لـ 54 دولة آسيوية وأوروبية، وفق إدارة المخيم.
عمليات الانتقام داخل مخيم الهول باتت تنفذها نساء من التنظيم من المحتجزات داخله، حيث طالت عدداً كبيراً من الاشخاص من بينهم نساء أيضاً وعناصر من «الاسايش» الأكراد، آخر حوادث الطعن كانت قد طالت شاباً عراقياً في مخيم الهول حيث أصيب بجراحٍ بليغة جراء محاولة اغتيال نفذتها امرأتين في مخيم الهول.
وحسب شهود، فإن امرأتين حاولتا قتل الشاب العراقي، حيث تعرض للطعن بآلة حادة في رقبته، ما تسبب بجروح بليغة في رقبته وأغمي عليه، وأسعف الشاب العراقي من قبل زوجته، حيث يتلقى العلاج حالياً في مشفى المخيم، ووضعه الصحي مستقر. وحسب كلام الزوجة، فإنها قالت لبعض السكان في المخيم: «كنت خارج الخيمة ولدى عودتي شاهدت منقبتين تخرجان مسرعتين من خيمتنا، ولكنني لم أكترث ظناً مني أنهن من صديقاتي، ولم يتضح ذلك إلا بعد رؤية زوجي داخل الخيمة وهو ينزف».
وشهد مخيم الهول، خلال الأشهر الثلاثة الماضية، حوادث أمنية خطيرة، وهي في تصاعد مستمر، وكانت قد تعرضت ثلاث نساء وأربعة أطفال لحروق من درجات مختلفة في الأول من سبتمبر الجاري، نتيجة احتراق أربع خيم دون معرفة الأسباب. كما شهد القطاع الخاص بعائلات تنظيم «الدولة»، خلال الرابع من الشهر نفسه ، نشوب حريق في خيمتين دون تسجيل إصابات .
تزامن هذا الاعتداء، مع هروب امرأتين من جنسيات غير سورية، احداهما تونسية، من أحد مشافي الحسكة الخاصة، بعد نقلهما لتلقي العلاج .وفي اليوم التالي لعمليه الهروب تلك، قام شخصان ملثمان بضرب لاجئ عراقي بالمخيم، بآلة حادة، ما أدى إلى وفاته متأثراً بإصابته، بعد يوم واحد من الحادثة، حسب إدارة مشفى (الحكمة) الخاص. هذه الحوادث، رسخت حالة الهلع والرعب الذي يعيشها المقيمون في المخيم الذي باتت الأوضاع الأمنية فيه تزداد سوءاً، وسط انتقادات لإدارة المخيم بسـبب عدم اتخاذها اي إجـراءات تحد من حالة الفلتان الأمـني.