نساء داعش يطاردهم مستقبل مجهول في سوريا
سلط موقع اذاعة “ناشيونال بابليك راديو” الأمريكي الضوء على نساء تنظيم داعش الأجنبيات وأطفالهن المحتجزين في سوريا دون مستقبل محدد لهم.
ونقلت إذاعة “ان بي ار” عن أم محمد قولها “أنها كانت تبحث عن حياة أكثر سعادة عندما قررت احضار عائلتها من هولندا للعيش في ظل داعش، في ظل شعورها بالتمييز ضدها من هولندا لكونها مسلمة”.
وأضافت: اعتقد ان خلافة داعش ستكون مثالية ومدينة فاضلة، نظراَ لدعاية داعش عبر الإنترنت التي صورت لنا بإن الحياة في الخلافة كما كنا نتمني ولكن للأسف كانت عكس كل توقعتنها أو ما نتمناه وحاولنا كثيرا تجاوز هذا الأمر.
وأشارت الأذاعة إلي أن محمد واحدة من آلاف النساء والأطفال الأجانب الذين يقبعون في معسكرات اعتقال في شمال شرق سوريا وغير مرحب بوجودهم من قبل الحكومة المحلية للمنطقة وليس لديهم اي مستقبل واضح.
وطلبت ام محمد “32 عاماً” هي وبقية النساء الآخريات الذين اجروا مقابلة مع “أن بي ار” عدم كشف اسمائهم والاشارة فقط لهم بإسماء اخري حيث يخشون من أن يوصموا عند عودتهم إلي هولندا إذا سمح لهم بالعودة.
وتقول أم محمد أنها هولندية وتتحدث الإنجليزية بلكنة هولندية ويدعم المسؤولين من الإدارة الكردية المسؤولة عن المنطقة مطالبهم بالعودة.
وكانت المليشيات الكردية القت القبض علي ام محمد بعد هزيمة تنظيم داعش في شمال شرق سوريا العام الماضي وهي الآن في أحد معسكرات الاعتقال الثلاثة التي تديرها السلطات الكردية.
وألقت الميليشيات بقيادة الأكراد القبض على أم محمد بعد هزيمة داعش في هذا الجزء من شمال شرق سوريا العام الماضي. وهي الآن في أحد معسكرات الاعتقال الثلاثة التي تديرها السلطات الكردية.
ولفتت الإذاعة إلي أن المسؤولون الأكراد قالوا أنهم يحتجزون 550 امرأة أجنية ونحو 1200 طفل أجنبي في جميع المخيمات، والعديد من هذه الأطفال ولدوا في الأراضي التي كان يسيطر عليها داعش في سوريا.
وأضافت الاذاعة أن السلطات الكردية تريد حكومات الدول الـ44 ان يستعيدوا مواطنيهم، ومن بين هذه الدول السودان وروسيا وأندونيسيا وهذه الدول استعادة بالفعل بعض مواطنيها، لكن معظم الحكومات ترفض المشاركة من بينهم دول التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ودعمت المليشيات الكردية لمحاربة داعش والسيطرة علي المنطقة.
ويقول عبد الكريم عمر ، الذي يشترك في رئاسة مكتب الشؤون الخارجية للإدارة الكردية: “تماماً كما حاربنا الإرهاب معاً ، يجب أن نقف معاً في التعامل مع ما بعد الحرب، ويجب أن تتحمل هذه الدول المسؤولية عن مواطنيها، وهذا جزء لا يتجزأ من الجهد لدحر داعش.”
ونوهت الشبكة إلي أن بريطانيا كان ردها بعد احتجاز نساء داعش في المخيمات الكردية بتجريدهم من الجنسية البريطانية بينما فرنسا وافقت علي عودة الأطفال وليس الوالدين.
ودعت الولايات المتحدة إلى عودة الرعايا الأجانب إلى بلدانهم ، واحضرت مؤخراً امريكيين رجلاً وأمرأة، ولكن منظمة هيومن رايتس ووتش اتهمت الولايات المتحدة بنقل رعايا أجانب تم احتجازهم في سوريا إلى سجون في الولايات المتحدة، والعراق حيث قد يكونون عرضة للمحاكمات الجائرة والتعذيب.
ويقول المسؤولون الأكراد “إنهم لا يستطيعون ببساطة إطلاق سراح النساء والأطفال المحتجزين ، والسماح لهم بمغادرة أراضيهم لأن العديد منهم لم يعد لديهم جوازات سفر أو وثائق سفر أخرى ، وأقلية منهمما زالت علي أيديولوجية داعش”.
ومن قصص معاناة نساء داعش، أم أسماء وهي أم هولندية في الثلاثينات من العمر ولديها ثلاثة أطفال، وتقول “أنها ذهبت إلي سوريا فقط لإقناع زوجها بالعودة إلى هولندا. ولكنه رفض ، وبمجرد وجودها هناك لم يكن من السهل عليها وعلى أطفالها مغادرة أراضي داعش.
واحتاجت أم أسماء إلى إقناع زوجها بالحصول علي طلب إذن من قاضي داعش لترحل، ولكن حكم القاضي بأن بإمكانها المغادرة ، لكن علي طفلها البقاء في سوريا، وهي لا يمكنها ترك أبنها وبقيت وأنجبت طفلين آخرين، وفي النهاية تمكنت من الفرار هي وأطفالها أثناء هجوم قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة علي داعش في العام الماضي، وهي مصيرها الآن غير واضح في ظل سياسات الحكومات الغربية التي تضعها في التعامل مع المواطنيين الذين كانوا يعيشون مع داعش.
وتقول أم أسماء “إنها تدرك أن مواطني بلدها الأم قد يعتبرونها غرهابية ولكني أريد أن اقول لهم أننا مثل ما كنا نعيش معكم في هولندا، وقضيت وقتي في رعاية الأطفال والقيام بالأعمال المنزلية ولم اشارك في اي نشاط لداعش”.
ومع ذلك ، تعتقد أم أسماء أنه إذا سمح لها بالعودة إلى هولندا ، فقد تذهب إلى السجن وسيبقى أطفالها مع أقاربهم، وتقول ” إنه حل مؤلم ولكنه ضروري إذا كان ذلك يعني أن أطفالها يمكنهم أن يعيشوا حياة أفضل في مكان بعيد عن هذه الحرب”.