نزاع عشائري مسلّح يخلّف 4 قتلى وجرحى في البصرة
سقط أربعة مدنيين بين قتيل وجريح، أمس الخميس، جراء اندلاع اشتباك مسلح بين عشيرتين في محافظة البصرة، أقصى جنوب العراق، استخدمت فيه مختلف أنواع الأسلحة الخفيفة والمتوسطة.
وعلمت «القدس العربي» من مصدرٍ محلي في البصرة، أن «الاشتباك بين العشيرتين اندلع في ساعة متأخرة من ليل الأربعاء، ولا يزال مستمراً حتى الآن (ليل أمس الخميس)»، مبيناً أن «4 أشخاص سقطوا بين قتيل ومصاب، في حصيلة غير رسمية للاشتباك».
وأضاف المصدر، الذي اشترط عدم الكشف عن اسمه، أن «القوات الأمنية المحلية، بالإضافة إلى قوات الجيش (قيادة عمليات الجنوب)، اتجهت صوب منطقة النزاع المسلّح في منطقة كرمة علي (شمال البصرة) لفضّ النزاع».
وأشار إلى أن «سبب النزاع قيام إحدى العشيرتين بفتح المياه على أرض العشيرة الثانية، الأمر الذي أدى إلى تضرر أرضها المزروعة بمادة الشلب (الرز)»، موضّحاً أن ذلك أدى «إلى نشوب النزاع المسلح».
ورغم أن القانون العراقي يعاقب من يستخدم السلاح في نزاع عشائري، وفقاً لقانون مكافحة الإرهاب، لكن بعض العشائر العراقية، لا سيما في مناطق الوسط والجنوب التي تمثل ثقل أغلب العشائر المعروفة، لا تلتزم بشكل مطلق بالقانون، وتسيطر على مناطقها وأفرادها طبقاً للأعراف العشائرية.
ويأتي الوضع الأمني المضطرب في محافظة البصرة الغنيّة بالنفط، عقب حادثة القبض على رجل دين شيعي بتهمة تهريب الزئبق والمخدرات.
وظهر ضابط مفرزة برتبة رائد، الأسبوع الماضي في مقطع فيديو وهو يعتقل رجل الدين، ويتهمه بتهريب الزئبق والمخدرات، قبل أن يُخرج من جيبه عملة «كويتية»، الأمر الذي خلّف موجة من ردود الفعل الغاضبة في الأوساط الدينية الشيعية، من بينها تهديد واثق البطاط، قائد ميليشيا «جيش المختار»، عبر مقطع فيديو، بالقصاص من الضابط و«قلع عيونه» وجعل جمجمته «منفضة» للسجائر.
وعلى إثر ذلك، صدر أمر قبضّ من وزارة الداخلية بحق الضابط وأفراد مفرزته، للتحقيق معه بشأن الحادث، لكن مواقع إخبارية وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي تحدثت عن «اختفاء» الضابط في بغداد، بعد أن تم القبض عليه من قبل أحد مراكز الشرطة في البصرة وتم اقتياده إلى العاصمة.
لكن وزارة الداخلية العراقية نفت، أمس الخميس، ذلك، مؤكدةً أن الضابط ما زال موقوفاً على ذمة مجلس تحقيقي وتمت زيارته من قبل عائلته في مكان توقيفه.
في الأثناء، قال مصدر محلي لـ«القدس العربي»، إن «خروج الضابط ومفرزته للقبض على رجل الدين، جاء وفقاً لمعلومات سابقة عنه ومتابعة»، مبيناً أن «مدّة بقاء رجل الدين في إحدى مراكز الأمن في البصرة، لم يطل أكثر من 4-5 ساعات، قبل أن يتم إطلاق سراحه»، من دون ذكر الأسباب.