نجاة كوري شمالي بعد إصابته بـ5 رصاصات أثناء فراره نحو الجنوب
قال جندي كوري شمالي منشق، هرع بجنون في سبيله للحرية تحت وابل من الرصاص، في شهر نوفمبر عام 2017، إنه محظوظ لبقائه على قيد الحياة.
وحسب موقع Business Insider الأمريكي، ففي أول مقابلة تلفزيونية مع مذيع أمريكي منذ فراره، قال أوه تشونغ سونغ لبرنامج NBC Nightly News، الذي يقدّمه ليستر هولت على شبكة NBC الأمريكية، إنها «معجزة» أنَّه تمكَّن من الفرار.
وقال الموقع الأمريكي، إن أوه، جندي كوري شمالي سابق تصدَّر عناوين الصحف الدولية، عندما عبَر المنطقة منزوعة السلاح، متجهاً نحو كوريا الجنوبية، فيما أطلق رفاقه الذين كانوا يتعقبونه عن قرب وابلاً من الرصاص نحوه فأُصيب بعدة إصابات.
عملية فرار جندي كوري شمالي على «اليوتيوب»
وقال أوه، وهو يتذكر عملية فراره: «كنت أشعر بهلع بالغ، كنت أرتدي سترة مبطنة، ولكن الرصاصة اخترقت جسدي وخرجت من الناحية الأخرى. وبسبب هذا الجرح تمزَّقت العضلات في هذا الجزء، وشعرت بدفء الدم المتدفق من جسدي. ولكنني ظللت أركض».
انهار أوه جندي كوري شمالي منشق على الجانب الكوري الجنوبي من المنطقة منزوعة السلاح. وأوضح: «اعتقدت أنني سأموت عندما كنت مستلقياً هناك». وأسرع الجنود الكوريون الجنوبيون نحوه وسحبوه لتغطيته.
والتُقطت عملية الفرار الجريئة لأوه في مقطع فيديو.
وأضاف أوه: «أشاهد هذا الفيديو من حين لآخر، وكلَّما أراه أُدرك حقيقة أنني لا زلت على قيد الحياة هي معجزة. ولا أُصدق أنني مَن يظهر في الفيديو». وأضاف في تصريحاته لبرنامج NBC Nightly News أنه لم يكن بكامل قواه العقلية أثناء فراره قائلاً: «كنت أقود بأقصى سرعة».
وتابع: «كان الفرار إلى كوريا الجنوبية قراراً متهوراً وليد اللحظة». وقال إنه لو أُلقي القبض عليه، بافتراض أنهم لم يقتلوه أثناء فراره، فإنه «إما سيرسل إلى معسكر اعتقال للسجناء السياسيين، أو الأسوأ من ذلك الإعدام رمياً بالرصاص».
لم يكن أحد يُصدق أنه سينجو من وابل الرصاص
لم يعتقد الطبيب الأمريكي الذي عالج جندي كوري شمالي منشق، الذي أُصيب بخمس رصاصات أثناء فراره، أنه سيصل إلى المستشفى على قيد الحياة.
وصرَّح الرقيب أول غوبال سينغ في وقت سابق لصحيفة Stars and Stripes المعنية بأخبار الجيش الأمريكي: «أتذكر أنني كنت أعتقد أن هذا الشاب على الأرجح سيموت في غضون 15 دقيقة». كانت الطائرة الهليكوبتر من طراز بلاك هوك، التي تطير بسرعة قصوى تصل إلى 160 ميلاً في الساعة، تستغرق 20 دقيقة على الأقل للوصول إلى المركز الطبي.
ولكن سينغ نجح في إبقائه حياً، عندما كان أوه يفقد وعيه ويستعيده عدة مرات.
وقال المنشق في تصريحاته للبرنامج: «أنا ممتن له حقاً، وآمل أن تتاح لي فرصة لقائه. وإذا كان لي ذلك، سأشكره شخصياً على كل ما فعله».
وقال سينغ للمراسلين، معبراً عن رغبته لقاء أوه: «إنها حقاً معجزة. كان يقاوم طول الطريق»، ومضيفاً: «لكن مجرد معرفة أنه بخير، فهذه مكافأة رائعة حقاً».
كما وصف الأطباء، الذين بذلوا أقصى جهدهم لإبقاء جندي كوري شمالي حياً، نجاته بأنها «أعجوبية».
فقد كان مثل «الوعاء المكسور»
وعندما وصل المنشق إلى مركز Ajou University Trauma Center الطبي في مدينة سوون بالقرب من العاصمة سول، كان ينزف بغزارة ويتنفس بصعوبة.
ولم يقتصر عمل الأطباء على علاج جروح أوه الناتجة عن طلقات الرصاص، وإنما كان عليهم أيضاً أن يتعاملوا مع الطفيليات أثناء رتق أمعائه التي مزقتها شظايا الرصاص. ووصف الجراح الكوري الجنوبي لي كوك يونغ، حالة أوه بأنه كان مثل «الوعاء المكسور».
وأضاف في تصريح لشبكة CNN الإخبارية الأمريكية: «إن إشاراته الحيوية لم تكن مستقرة، كان يموت بسبب انخفاض ضغط الدم. وكان يموت بسبب الصدمة». وخضع أوه لعدة عمليات جراحية خلال عدة أيام. وقال الطبيب: «إنها معجزة أن يظل على قيد الحياة».