نتنياهو يحث شركاءه في الائتلاف على عدم إسقاط الحكومة
حث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو شركاءه في الائتلاف الحاكم يوم الأحد على عدم إسقاط الحكومة، مشيرا إلى تحديات أمنية قادمة وملمحا إلى اعتزام إسرائيل القيام بعمل عسكري ضد أعدائها.
ويعكف نتنياهو، زعيم حزب ليكود اليميني، على القيام بمحاولة أخيرة لتجنب انهيار الحكومة الائتلافية التي أضعفتها استقالة وزير الدفاع. ويتوقع خبراء سياسيون إجراء انتخابات مبكرة في مارس آذار، بدلا من موعدها المقرر في نوفمبر تشرين الثاني.
وقال نتنياهو في تصريحات بثها التلفزيون ”تحدثت مع جميع رؤساء (أحزاب) الائتلاف. أبلغتهم بأن الوقت قد حان للتحلي بالمسؤولية – لا تسقطوا الحكومة، وخصوصا في هذا التوقيت الأمني الحساس“.
كان وزير الدفاع أفيجدور ليبرمان قد أعلن استقالته يوم الأربعاء احتجاجا على ما وصفه بتساهل الحكومة تجاه تصاعد العنف عبر الحدود مع النشطاء الفلسطينيين في قطاع غزة مما قلص أغلبية الحكومة في الكنيست إلى صوت واحد فقط.
ويضع ذلك مصير الائتلاف الذي يقوده نتنياهو تحت رحمة شركائه الذين يرون تراجع شعبية رئيس الوزراء، الذي يقضي فترة ولايته الرابعة، في استطلاع للرأي أظهر أن الإسرائيليين غير راضين عن أسلوب تعامله مع غزة.
وفي وقت سابق، التقى نتنياهو مع وزير ماليته موشي كاخلون العضو بحزب (كلنا) الذي ينتمي لتيار يمين الوسط، والذي حث على تحديد موعد لانتخابات مبكرة.
وردا على الانتقادات الموجهة لقراره قبول وقف إطلاق النار مع حركة حماس التي تدير قطاع غزة، لمح نتنياهو بقوة إلى هجوم عسكري إسرائيلي في المستقبل.
وقال ”أمامنا عام كامل حتى الانتخابات. نحن في خضم حملة وأنتم لا تنسحبون في منتصف الحملة أو تستغلون المواقف لأغراض سياسية. أمن الدولة يعلو فوق الاعتبارات السياسية“.
وأضاف ”لن أقول هذا المساء متى سنتحرك وكيف. لدي خطة واضحة. أعلم ما سنفعله ومتى نفعله. وسوف نفعله“.
* أغلبية ضئيلة
قال كاخلون لقناة حداشوت التلفزيونية يوم السبت إنه من المستحيل قيادة ائتلاف يسيطر على 61 مقعدا فقط من مقاعد الكنيست البالغ عددها 120 مقعدا.
وردد أعضاء في حزب البيت اليهودي القومي دعوة كاخلون وطلب رئيس الحزب نفتالي بينيت أن يخلف ليبرمان في منصب وزير الدفاع لكن طلبه قوبل بالرفض من نتنياهو الذي احتفظ بالمنصب لنفسه.
وقبل دقائق من كلمة نتنياهو، أعلن حزب البيت اليهودي أن بينيت ووزيرا آخر من حزبه سيدليان ببيان في البرلمان يوم الاثنين، مما أثار تكهنات بأنهما سيستقيلان وسيجردان رئيس الوزراء من أغلبيته.
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال الاجتماع الأسبوعي لمجلس الوزراء في القدس يوم الأحد. صورة من ممثل وسائل إعلام
وأظهر استطلاع نشرت قناة حداشوت نتائجه يوم الأربعاء تراجع حزب ليكود من 30 مقعدا إلى 29 مقعدا في الكنيست بعد أشهر من استطلاعات أظهرت تزايد قوته.
وأبدى 17 بالمئة فقط من المشاركين في الاستطلاع رضاهم عن سياسة نتنياهو تجاه غزة حيث وافق على وقف إطلاق النار الذي وصفه ليبرمان بأنه ”استسلام“ بعد أن أطلق نشطاء من حركة المقاومة الإسلامية (حماس) 500 صاروخ على إسرائيل يومي الاثنين والثلاثاء ونفذت إسرائيل عشرات الغارات الجوية.
وفرص فوز نتنياهو بفترة ولاية أخرى في انتخابات مبكرة قد تتأثر كذلك بسلسلة من قضايا الفساد المرفوعة ضده والتي يدرس النائب العام الإسرائيلي ما إذا كان سيوجه له اتهامات فيها.
وقد يعرقل إجراء انتخابات خطوات وعدت بها الولايات المتحدة باتجاه إنعاش جهود السلام الإسرائيلية الفلسطينية التي انهارت في عام 2014. وقالت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنها ستكشف النقاب عن خطة سلام قريبا.