نانيس فهمي: ملف الإرهاب أهم ما تطرحه مصر في الجمعية العامة للأمم المتحدة
أكدت الدكتورة نانيس فهمي، المتخصصة في شؤون الأمن الإقليمي ومقرر وحدة الدراسات والبحوث بالمجلس الاقتصادي العربي الإفريقي أن أهم مبدأ مصر تؤكد عليه هو المسؤلية المشتركة للمجتمع الدولي تجاه القضايا الإقليمية والدولية سواء تجاه النزاعات بعلاج جذورها الأصلية أو باحترام حقوق الإنسان، القضاء على الفقر والأوبئة، تمكين الشباب والمرأة من أجل إدخالهم في عملية التنمية المستدامة، وكذلك لدحر الإرهاب ومكافحة التطرف والعنف والعمل علي قبول الآخر والحوار معه.
وأضافت “نظراً لأن مصر تكافح الإرهاب في المنطقة وتكثف جهودها من أجل ذلك وهو ما شكر الرئيس ترامب الرئيس السيسي عليه خلال لقائه معه؛ لأنه يحارب الإرهاب وما زال”.
وأوضحت أن “مكافحة الإرهاب أهم ملف تطرحه مصر في الأمم المتحدة لأنه لا يمكن تصور مستقبل النظام الإقليمي أو الدولي دون مواجهة حاسمة مع الإرهاب واستئصال جذوره وأسبابه والقضاء علي من يمول ويدعم ويساند ويقدم الملاذ الآمن أو يوفر الأبواق الإعلامية والدعائية للإرهابيين، وهو ما يعرف بالإستراتيجية الشاملة لمكافحة للإرهاب والتي سبق وطرحتها مصر خلال اجتماع القمة العربية عام 2016، عندما أعلن الرئيس السيسي عن وجود دول إقليمية تدعم الإرهاب في الشرق الأوسط وأن عليها أن تتوقف عن ذلك”.
وتابعت: “كما أعلنت مصر وعدد من الدول العربية مقاطعتها لقطر لنفس السبب، ولا تزال المقاطعة سارية لتعنت قطر وتمسكها بنفس سياساتها المعادية لمصر ولمنطقتها”.
وأشارت إلى أنه من الملفات العامة التي ستطرحها مصر أيضا خلال أعمال الجمعية العامة تأتي القضايا العربية سواء السورية أو اليمنية أو الليبية وضرورة قيام المجتمع الدولي بمسؤولياته تجاه هذه الأزمات، من أجل مساعدة أصحاب القضية علي التوصل لحلول تحترم استقلال أراضيها وسيادتها ووحدة أراضيها ومؤسساته الوطنية، وتعيد مواطني هذه الدول إلي أوطانهم، لحل مشكلة اللاجئين في الشرق الأوسط، والذي أصبح من أعلي الأقاليم في العالم تصديراً للآجئين.
ولفتت إلى أن مصر تستضيف من اللاجئين حوالي 5 ميليون يعيشون علي أرضها متمتعين بكافة الحقوق مثل المصريين.
وأوضحت أن مصر لم توافق علي ما سبق وطرحه الاتحاد الأوروبي من اقتراح بناء مراكز للاجئين علي أرضها.
وأضافت “ومن بين الملفات الهامة التي تطرح في الجمعية العامة ملف الهجرة غير الشرعية التي قدمت مصر فيه الكثير وقامت قواتها المسلحة متمثلة في سلاح حرس الحدود والبحرية في مواجهة أي محاولات للهجرة غير الشرعية من أراضيها، فلم تنطلق أي مراكب الهجرة غير الشرعية من أراضيها منذ 2016. وهي بذلك تؤدي ما عليه من التزامات في هذا الشأن، لذلك طالبت الاتحاد الأوروبي والدول الأوروبية بتحمل إلتزاماتهم أيضا في هذا الشأن.
وفيما يتعلق بالشأن الأفريقي قالت إن مصر “باعتبارها رئيس الاتحاد الافريقي في 2019 فإنها من واقع مسؤوليتها الأفريقية تطرح أيضا مشكلات القارة الأفريقية في مواجهة الفقر ودحر النزاعات الطائفية والاثنية وتحقيق الاستقرار والتعاون بين الدول الإفريقية لذلك رحبت بمبادرة السلام في شرق أفريقيا بعد عودة العلاقات بين إريتريا واثيوبيا لاستقرار الشرق الافريقي، وكذلك باتفاق السلام في جنوب السودان، كما تدعو مصر المجتمع الدولي من أجل توجيه الاستثمارات إلي الدول الأفريقية خاصة مع إعلان منطقة التجارة الحرة الأفريقية بعد انضمام ثلاث تجمعات اقتصادية أفريقية كوميسا وسادك وشرق أفريقيا مما يسهل حكة التجارة والاستثمار داخل افريقيا ويجذب الاستثمارات الأجنبي”.
وتابعت: “ومصر أيضا بفعل عضويتها الحالية في مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بعد اختيارها في المؤتمر العام للوكالة في سبتمبر الحالي، ستطرح قضية إخلاء الشرق الأوسط من أسلحة النووية وغيرها من أسلحة الدمار الشامل، وهو مطلب مصري وعربي، ومصر صاحبه مبادرة إخلاء الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل منذ1990، وأعتقد أنهوفي ظل ما تعانيه مصر والعالم من خطر الإرهاب فإنه يمكن أن تطرح انشاء أو تحويل مكتب الأمم المتحدة للإرهاب الي منظمة عالمية لمكافحة الإرهاب والتطرف تتضافر فيها كل الدول من أجل اجتثاث جذور الإرهاب ومحاربة كل من يمول أو يخطط أو يدعم أو يساند”.