مُترجمتان و3 علماء.. قصص الضحايا المصريين في الطائرة الإثيوبية
باركوا لابنتي المُهندسة دعاء، حصلت على درجة الماجستير».. كلمات فرِحة كتبها المهندس عاطف عبدالسلام، مدير الإدارة الزراعية بالخارجة، بتاريخ 27 سبتمبر 2018، لتهنئة ابنتهُ المُهندسة العشرينية، عبر صفحة محليّة لأبناء مدينة «الخارجة». لم يعلم الأب حينها أن فرحتُه بابنته التي «بيّضت» وجهه أمام أهالي المدينة، سترحل بعد سنة واحدة فقط.
أمس، مارس 2019، في الساعة 8:44 صباحًا، أُشيعت أنباء عن تحطّم الطائرة «بوينغ 737 ماكس 8»، قُرب بلدة «بيشوفتو»، إذ كانت في طريقها من العاصمة الإثيوبية، أديس بابا، مُتجه إلى العاصمة الكينية نيروبي، بحسبْ المتحدث باسم الخطوط الجوية الإثيوبية.
كانت تحمل الطائرة في جوفِها 157 راكبًا، من بينهم 10 أشخاص يحملون 4 جنسيات عربية مختلفة، ومن بينهم 6 مصريين و2 من المغرب، وسوداني ويمني، بالإضافة إلى 7 من بريطانيا و7 أمريكان.
«منْ هم الركاب المصريين؟»، سؤال طُرح أمس الأحد، عقب تحطُم الطائرة الإثيوبية، وكان يدور في رأس المُهندس عاطف عبدالسلام، إذ ذهبت ابنته «دعاء»، التي تعمل كأستاذ مساعد بكلية الزراعة بجامعة الوادي الجديد، كي تحضر مؤتمرًا علميًا في كينيا، لكن شاءت الأقدار أن تلقى مصيرها في بلاد بعيدة، إذ علم الأب المكلوم بعدها أن ابنته ضمنْ الضحايا المصريين.
وشمالاً، بعيدًا عن «الخارجة»، تحديدًا في البحيرة، قرية الأبقعين بمركز حوش عيسى، خيّم الحزن على القرية الصغيرة، بعدما فقدت أحد أبنائها في الحادث، الباحث بمركز البحوث الصحراوية، عبدالحميد فراج محمد مجلى، 27 سنة، والذي كان في طريقه إلى نيروبي في رحلة علمية، لكن بعد وقوع الحادث، حاول أهله الاتصال به، لكن بلا فائدة.
بين ليلةٍ وضحاها، تحولت القرية إلى سرادق عزاء كبير، مع اختفاء أخبار «عبدالحميد»، إلى أن حاول أحد أبناء المنطقة التواصل مع السفارة المصرية في أثيوبيا، فأخبروه بوجود الباحث ضمن المفقودين، ثم طلبت الخطوط الجوية الإثيوبية من الأسرة، سفر أحد أقاربه من الدرجة الأولى للتعرف على الجثة وعمل تحاليل «DNA» إن تطلب الأمر.
لم يكُن «عبدالحميد» و«دعاء» الباحثان المصريان الوحيدان على متن الطائرة المنكوبة، إذ أعلن الدكتور سيد خليفة، نقيب الزراعيين، صباح اليوم، وفاة الدكتور أشرف تركي، رئيس التصنيف بمعهد وقاية النباتات، التابع لمركز البحوث الزراعية.
أُضيف للثلاث الباحثين المصريين، سيدتان تعملان في مجال الترجمة الحرة، وهُما «سوزان أبوالفرج»، و«عصمت عرنسة»، إذ كانا في مهمة تابعة للاتحاد الأفريقي متجهات إلى العاصمة الكينية، نيروبي.
نعى الكاتب الصحفي، شريف الشوباشي، زميلته «عصمت عرنس»، إذ قال في منشور على «فيسبوك»: «حزين للغاية على زميلتى العزيزة عصمت عرنسة التى لقيت مصرعها فى حادث الطائرة الإثيوبية صباح اليوم، كانت زميلتى أيام الترجمة وسافرنا معا كثيرا على نفس الطائرة، توفى معها ٦ مصريين من بينهم المترجمة سوزان أبو الفرج رحمها الله، كانت الطائرة تقل ١٥٧ شخصًا لقوا جميعا حتفهم. لم التق بعصمت منذ نحو ثلاثين عامًا.. لكنها كانت زميلة الزمن الجميل».
يتبقى ضحية واحدة، ضمنْ قائمة الستة المصريين، ضحايا الطائرة الإثيوبية المنكوبة، لم يتم الكشف عن هويتها حتى كتابة سطور هذا التقرير.