“ميكانيكي داعشي” كان وراء منع أجهزة الكمبيوتر من الطائرات ويُخطط لما هو “أفظع”.. تفاصيل القصة يرويها جاسوس بريطاني
كشف جاسوس سابق للاستخبارات الخارجية البريطانية MI6 كيف أنَّ أنشطة رجل من مقاطعة ويست ميدلاندز، والذي أصبح صانع قنابل رئيسياً لتنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، تسبَّب في الحظرالأميركي لأجهزة الكمبيوتر المحمول على متن الرحلات الجوية.
وحسب صحيفة The Guardian البريطانية فإن أيمن دين أوضح في سيرته الذاتية، كيف كان لدى أحد أعضاء تنظيم داعش يُدعى همايون طارق من بلدة دادلي البريطانية خططاً لتهريب “قنابل مخفية في شكل بطاريات كمبيوتر محمول”.
وقد أدَّى ذلك إلى قرارٍ أميركي بفرض حظر على حمل الركاب لأجهزة كمبيوتر محمولة على متن الرحلات الجوية المُتَّجِهة إلى الولايات المتحدة قادمةً من 10 مطارات في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
ويُعتَقد أنَّ طارق، وهو ميكانيكي سيارات أصبح جهادياً وتباهى بمهاراته في صنع القنابل على موقع “تويتر”، قد ساعد في صنع قنابل يمكن إخفاؤها في شكل بطاريات كمبيوتر محمول واصطحابها على متن الطائرات. يقول دين إنَّ طارق يقوم الآن بمحاولة تكييف طائرات بدون طيار لضرب ملاعب كرة قدم وغيرها من الأماكن المزدحمة.
وأفصح دين، وهو خبير متفجرات سابق في تنظيم القاعدة جنَّده جهاز الاستخبارات السري للتسلل إلى الدوائر الجهادية في المملكة المتحدة، عن هذه المعلومات في كتابه الجديد “Nine Lives”.
قنابل على شكل بطاريات أجهزة كمبيوتر
التقى دين للمرة الأولى بطارق، الذي كان معروفاً بالاسم الحركي أبو مسلم البريطاني، بينما كان يعمل كعميلٍ مُتخفٍّ.
وذكر دين في كتابه، الذي كتبه بالاشتراك مع بول كروكشانك وتيم ليستر،: “أخبرني أحد المصادر الاستخبارتية في عام 2017 أنَّ أبا مسلم كان منخرطاً في جهود داعش لتطوير قنابل يمكن تهريبها على متن طائرات مُتَخفية في شكل بطاريات أجهزة كمبيوتر محمول”.
ويُعتَقد أنَّ هذا الاكتشاف قد دفع الولايات المتحدة إلى فرض حظر على بعض شركات الطيران في الشرق الأوسط من السماح لركابها باصطحاب أجهزة الكمبيوتر المحمولة على متن الرحلات الجوية كأمتعة محمولة.
وقد بدأ الحظر، الذي شمل أيضاً الأقراص الإلكترونية والقارئات الإلكترونية في مارس/آذار العام الماضي 2017، لكنَّه رُفِع بعد ذلك بأربعة أشهر بعد تطبيق تدقيقات أمنية مُحسَّنة.
المهم المقبلة.. طائرات محملة بمتفجرات
قال دين لصحيفة The Sunday Times البريطانية في مايو/أيار الماضي إنَّ طارق، وهو أب مُطلّق لطفلين ووُلِد وتربَّى في دادلي، موجودٌ الآن على الحدود السورية العراقية، حيث يقوم بتطوير طائرات بدون طيار مُحمَّلة بمتفجرات مع احتمالية مهاجمة ساحات رياضية.
أمضى طارق ثلاثة أعوام ونصف في السجن بتهمة التآمر للاحتيال على البنوك ومكاتب البريد، ثم غادر المملكة المتحدة في يوليو/تموز 2012 للقتال إلى جانب المتمردين الإسلاميين في منطقة وزيرستان في الحزام القبلي لشمال غرب باكستان. بعد مغادرته المملكة المتحدة، عاد إلى الظهور مرة أخرى على تويتر لتبادل الصور المُخيفة لمختبر صنع قنابل جديد عالي التقنية قام بتأسيسه هناك.
“كتيب المتفجرات للمجاهدين”
استخدم صانع القنابل، الذي أعلن عن نفسه، منصته على الشبكة الاجتماعية لنشر المعلومات من “كتيب المتفجرات للمجاهدين”. وغرَّد بصور صفحات متعددة تحتوى على ملاحظات مكتوبة بخط اليد عن المكونات الإلكترونية التي يُمكن استخدامها لتجميع القنابل، بالإضافة إلى معلومات أساسية عن المواد الكيميائية اللازمة لصنع المواد السامة الخام والسموم.
وفي مقابلة مع صحيفة The Guardian البريطانية في نوفمبر/تشرين الثاني 2014 عبر رسالة مباشرة على تويتر، قال طارق إنَّ تحوله نحو عقلية أكثر أصولية بدأ في عام 2000. وأضاف: “توصلتُ إلى فهم أنَّ هناك خالِقاً يمنح الحياة ويأخذها بعد.. أن بدأت التأمل في خلق الله”.
وكان طارق قد فرَّ من إطلاق السراح المؤقت إلى باكستان لتجنُّب محاكمته بتهمة التزوير في محكمة وولفرهامبتون في أبريل/نيسان عام 2005، لكنَّه ذكر أنَّه أُعيد ترحيله إلى المملكة المتحدة في أكتوبر/تشرين الأول 2007، ثُم قضى مدة عقوبته لثلاث سنوات ونصف.
وقال إنَّه ذهب إلى المناطق القبلية في باكستان عقب إطلاق سراحه “لطرد الكفار من أرضنا المحتلة ولتطبيق شريعة الله العظيم”. وأضاف أنَّ جهاديين زملاء له هناك قُتِلوا في غارات أميركية عبر طائرات بدون طيار. وعندما سُئِل عن دوره في داعش، قال إنَّه كان يعمل في صنع متفجرات وتلقى تدريباً أيضاً كقناص.