ميديا بارت: لماذا يرفض “الحريديم” في إسرائيل الامتثال لإجراءات الحجر المنزلي؟
قال موقع “ميديا بارت” الإلكتروني الفرنسي إنه في الوقت يخضع فيه المواطنون في إسرائيل للحجر الصحي المنزلي للوقاية من تفشي فيروس كورونا، فإن العديد من المواطنين الأرثوذكس المتطرفين (الحريديم) يرفضون تماماً الامتثال للإجراءات الحكومية، رغم أنهم الأكثر تأثراً بكوفيد- 19 ضمن المجتمع الاسرائيلي.
وأوضح الموقع الفرنسي أنه بين عدم الثقة في السلطات ونقص المعلومات، لايزالُ مئات الأشخاص داخل المجتمع الأرثوذكسي المتشدد، والذي يمثل 12% من سكان إسرائيل، غير مدركين لإجراءات الحجر الصحي المفروضة في أكثر الأماكن رمزية في الأحياء الدينية في القدس، وذلك رغم أنهم الأكثر تضرراً بكوفيد- 19 من حيث عددُ الإصابات، وأيضا عدد الوفيات، التي تجاوزت حتى الآن أكثر من 180 حالة وفاة في دولة الاحتلال الإسرائيلي.
وفي الوقت الذي يستقر فيه عدد حالات الإصابة بالفيروس المسجلة في بقية أرجاء إسرائيل، فإن هذا العدد مازال يتزايد في مناطق المتشددين الأورثوذكس؛ مما دفع الشرطة والجيش، اللذان لا يتدخلان عادةً في الشؤون المدنية، إلى اتخاذ إجراءات غير مسبوقة لمكافحة فيروس كورونا.
فقد دعا عمدة بلدية مدينة بني براك الدينية في ضواحي تل أبيب والذي أصيب بكورونا، الجيش إلى التدخل في مواجهة لا مبالاة المتطرفين الأرثوذكس. ويبدو أن نزول الجيش إلى الشارع أتى أكله، حيث انخفضت أعداد الإصابات الجديدة بالفيروس في البلدية.
وأوضح “ميديا بارت” أنه في مواجهة مجتمع قليل الاستخدام لوسائل الإعلام، كان لا بد للسلطات الإسرائيلية من تصور قنوات توعية بديلة؛ على غرار سيارات مع مكبرات صوت تبث التعليمات باللغة اليديشية.
ومع ذلك، يرى لدونييل هارتمان، أن موضوع نقص المعلومات لدى المجتمع الأرثوذكسي المتشدد مبالغ فيه، لأن أي شخص يعرف جماعة “الحريديم” يعرف أنها على دراية بكل ما يحدث.
ويرى ”ميديا بارت” أن هذا التردد في قبول الحجر ليس إيديولوجياً فحسب، بل هو أيضاً لوجستي. فداخل المجتمع الأرثوذكسي الفقير، غالبا ما تكون الشقق صغيرة وغير صحية. مع وجود عدد مهم الأطفال.
وأشار ”ميديا بارت” إلى أن الحجر الصحي تسبب أيضا في توتر داخل مجتمع “ فلسيطينيي إسرائيل”، كما يتضح من خلال الاشتباكات مع الشرطة في يافا، وفي بعض القرى العربية في الشمال.