أمريكا تخسر الشرق الأوسط فمن هو الحاكم الجديد؟
رغم انتصار الولايات المتحدة علي تنظيم داعش إلا انها تخسر نفوذها في الشرق الأوسط، وأثبت ذلك زيارة وزير الخارجية الأمريكي، ريكس تيلرسون الأخيرة في الشرق الأوسط التي كانت في نهاية الأسبوع الماضي، فمن هو الحاكم الجديد؟
وقالت صحيفة “ميدل إيست مونيتور” إن تيلرسون فشل في تحقيق الأهداف المرجوة لزيارته في الشرق الأوسط، وهي ابعاد العراق عن إيران، وإقناع المملكة العربية السعودية بإنهاء مقاطعتها لقطر، وتركت الساحة لروسيا لتملأ الكثير من الفراغ وتوسع نفوذها في المنطقة.
وتري الصحيفة أن الولايات المتحدة الأمريكية ليس لديها سياسة واضحة في الشرق الأوسط وتفتقد لمبدأ توجيهي ما يجعلها تتبع نهج متضارب قد يؤدي إلي انهيارها في المنطقة، وخاصة مع تضاؤل دور داعش، وتدهور الوضع مع الأكراد والحكومة العراقية بعد استفتاء الاستقلال الذي رفضته واشنطن.
وتشير الصحيفة إلى أنه وإضافة إلي التنافس التاريخي بين الشيعة والسنة في المنطقة الذي يزداد تعقيداً، وقد نجحت إيران وروسيا في بقاء الرئيس السوري بشار الأسد في السلطة علي الرغم من اعتراضات الولايات المتحدة ودعمها المتمردين للإطاحة بالأسد، ويبدو أن واشنطن قبلت انتصار موسكو وطهران لتحقيق الاستقرار في سوريا.
بينما في اليمن أعطت واشنطن، المملكة العربية السعودية موقفا فعالا لمواصلة حربها في اليمن ضد المتمردين الحوثيين المتحالفين مع طهران.
يأمل الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب بعد هزيمة داعش أن يجعل البيت الأبيض من أولوياته مواجهة إيران إقليميا، وخاصة أنه رفض التصديق علي مثول إيران لشروط الاتفاق النووي، وفرض عقوبات علي الحرس الثوري الإيراني، ويمكن لواشنطن تكوين تحالف موسع ضد إيران مثل التحالف الذي كونته ضد داعش، ولكن حلفاء الولايات المتحدة منقسمين بشكل كبير حول طهران وتترددت الدول الأوروبية في إنهاء الاتفاق النووي الذي وقعته القوي العظمي.
وأوضحت الصحيفة أن دول الخليج تمثل تحالف موحد لمقاطعة السعودية والإمارات العربية المتحدة، قطر ما يضع الولايات المتحدة في موقف حرج لأن الدول الثلاث بهم قواعد عسكرية أمريكية كبري.
وأشارت الصحيفة إلي أن زيارة تيلرسون تعزز ما يقال عن تراجع نفوذ وسيطرة واشنطن في الشرق الأوسط سواء علي الاعداء أو الأصدقاء التقليدين، لأن هناك بدائل اخري أماهم مثل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وقد تحولت تركيا بقيادة رجب طيب أردوغان لعدو لواشنطن علي الرغم التحالف بين البلدين علي مر التاريخ، فضلاً عن مصر وحرصها الدائم علي تأكيد استقلالها عن الولايات المتحدة وحفظ مسار خاص بها علي الرغم من حصولها علي مساعدات من الولايات المتحدة.
بينما علاقات واشنطن مع إسرائيل أفضل في وجود ترامب مقارنة بوجود أوباما، إلا أن ترامب أرسل اشارات متباينة حول حل الدولتين للصراع الاسرائيلى الفلسطينى.
وكشفت بعض التقارير اقتراب إسرائيل من روسيا حيث أرسلت معلومات سرية عن داعش لوزير خارجية روسيا فى وقت سابق من هذا العام، وأعربت عن مخاوفها من التأثير الإيراني المتزايد وعدم قدرة الإدارة الأمريكية التنبؤ لما تقوم بها إيران، جعل الدولة اليهودية تكثف جهودها الخاصة في الأعمال الدبلوماسية الإقليمية وخاصة مع دول الخليج.
وأضافت الصحيفة إن الحماس الأمريكي بإعادة تشكيل الشرق الأوسط قد ينفذ، ورغبة دول المنطقة في الأنصات لواشنطن قد تستنفد أيضا وخاصة بعد مرور عقد من الزمن في فشل واشنطن في المنطقة.