ميدل إيست آي: ترامب قد يستعمل “صلات إيران بالقاعدة” لشن حرب عليها
قال موقع “ميدل إيست آي” (عين الشرق الأوسط) البريطاني أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد تستعمل “الروابط المريبة” بين إيران وتنظيم القاعدة، وإيواء طهران لعناصر من التنظيم، بينهم نجل زعيمه السابق أسامة بن لادن، كذريعة لشن حرب ضد “الجمهورية الإسلامية.
وذكر بأن إدارة بوش كانت قد استعملت ضمن ذرائع لغزو العراق في 2003 صلات نظام صدام حسين الكاذبة بـ”القاعدة” وبمن ساعد التنظيم في شن هجمات 11 سبتمبر 2001.
وأكد الموقع أن الولايات المتحدة زعمت في إطار حملتها الهادفة إلى شن حرب ضد إيران بأن للأخيرة صلاة قوية بتنظيم القاعدة. وأن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو أبلغ لجنة مجلس الشيوخ الأمريكي للعلاقات الخارجية في جلسة عُقدت في شهر نيسان/ أبريل الماضي، بأن تنظيم “القاعدة” يمارس نشاطه في إيران وله اتصالات مع الحكومة في طهران.
وذهب بومبيو إلى القول “من دون شك هناك صلات بين القاعدة وإيران. نقطة إلى السطر”!.
وأضاف: “المسألة المتعلقة بصلات إيران بالقاعدة حقيقيةٌ وواقعية. فقد استضافت طهران القاعدة، وسمحت لها بعبور حدودها”.
وقد أثار هذا الموقف مخاوف من احتمال أن يكون الأعضاء الأكثر تشددًا في إدارة ترامب يحاولون استخدام علاقة غير مثبتة بين القاعدة وإيران لشن الحرب عليها.
وبموجب الإذن باستخدام القوة العسكرية ضد الإرهابيين لسنة 2001، وهو قانون سنّه الكونغرس الأمريكي في أعقاب هجمات 11 أيلول/ سبتمبر، يسمح وجود مثل هذه الصلة للبيت الأبيض بمواجهة إيران عسكريًا دون الحصول على موافقة الكونغرس.
وأشار الموقع بأن العلاقة المزعومة بين إيران والقاعدة وُصفت بأنها واهية و”كذبة كبيرة”، حسب أي جهة تسأل.
ووفقًا لوسائل الإعلام الأمريكية التي كشفت النقاب عن وثائق سرية تابعة لتنظيم القاعدة تحصلت عليها القوات العسكرية الأمريكية خلال غارة أبوت آباد التي تسببت في مقتل أسامة بن لادن، فإن الجماعة المتشددة لها وجود في إيران.
وحسب ما نشرته مجلة الأتلانتيك سنة 2017، لجأ أحد أبناء أسامة بن لادن، حمزة بن لادن وهو زعيم صاعد في التنظيم، إلى إيران وتزوج هناك. كما يُزعم لجوء ناشط آخر في القاعدة لها، ويدعى محفوظ بن الوليد، وهومتورط في هجمات 1998 ضد سفارات الولايات المتحدة في شرق أفريقيا. وتشير الوثائق التي رفعت عنها السرية إلى أن بن الوليد قد استقل حافلة نقلته من باكستان إلى إيران بعد فترة وجيزة من هجمات 11 أيلول/ سبتمبر. وبمجرد حلوله بإيران، قام عناصر من الحرس الثوري الإيراني باستقباله.
وأورد الموقع أن إيران شعرت أنه بإمكانها استخدام وجود تنظيم القاعدة كورقة مساومة مع الولايات المتحدة. وفي كانون الأول/ ديسمبر 2001، أعرب المسؤولون الإيرانيون للولايات المتحدة عن استعدادهم لتسليم المسلحين كبادرة للتعبير عن حسن نواياهم. ويُزعم أن الولايات المتحدة رفضت هذا العرض، إذ بعد مرور شهر واحد، اعتبر الرئيس جورج دبليو بوش إيران جزءا من “محور الشر”.
وذكر الموقع أنه إلى جانب الأدلة الضئيلة التي تشير إلى وجود صلة بين إيران والقاعدة، يشكّك الخبراء القانونيون في حقيقة ما إذا كان الإذن باستخدام القوة العسكرية ضد الإرهابيين لسنة 2001، الذي لا يزال ساري المفعول، يمنح حقا إدارة ترامب الحق في إعلان الحرب على إيران.
وأكد الموقع أن قانون سنة 2001 منح الرئيس جورج دبليو بوش السلطة “لاستخدام القوة اللازمة وبالطريقة المناسبة ضد الدول أو المنظمات أو الأشخاص الذين ثبت تورطهم في التخطيط أو ارتكاب أو المساعدة في الهجمات الإرهابية التي نُفّذت في 11 سبتمبر 2001”. كما خوّل هذا القانون لبوش استهداف أي دولة أو منظمة أو أي شخص “يأوي” أي منظمة أو طرف تعتبره الولايات المتحدة متورطا في هجمات 11 أيلول/ سبتمبر”.
وفي وقت لاحق، اقترح الرئيس السابق باراك أوباما توسيع نطاق الإذن باستخدام القوة العسكرية ضد الإرهابيين لسنة 2001 ليشمل “القوات المرتبطة” بتنظيم القاعدة وحركة طالبان داخل أفغانستان وخارجها. وقد منح أوباما الإذن لتنفيذ هجمات مثيرة للجدل باستخدام الطائرات دون طيار في اليمن وليبيا وسوريا والعراق وغيرها.
وأكد الموقع أنه مع تصاعد التوترات بين إيران والولايات المتحدة تلقت إدارة ترامب بتوخي الحذر من مخاطر شن حرب على إيران، خاصة تحمس بعض المسؤولين رفيعي المستوى، بمن فيهم بومبيو ومستشار الأمن القومي جون بولتون، على اتخاذ إجراءات صارمة ضد إيران.