مونديال روسيا.. نتنياهو في نصف النهائي وعباس إلى النهائي
مع اقتراب نهائي المونديال، صارت موسكو وجهة لساسة الشرق الأوسط، حيث يصل إليها اليوم رئيس الوزراء الإسرائيلي، ومستشار الرئيس الإيراني، سابقين الرئيس الفلسطيني الذي سيصل السبت.
وحسب وسائل إعلام إسرائيلية، فإن بنيامين نتنياهو سيركز أثناء لقائه الثالث مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال الأشهر القليلة الماضية، على الأزمة السورية وخصوصا معارك الجنوب السوري القريبة من الحدود مع إسرائيل، حيث يتوقع أن يجدد نتنياهو تأكيده رفض تل أبيب أي وجود عسكري إيراني في سوريا عموما وجنوبها خصوصا، إضافة إلى مطالبته بضرورة التزام دمشق بتطبيق اتفاقية فك الاشتباك لعام 1974 بحذافيرها.
واستبق وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان زيارة نتنياهو بتصريحات أمس الثلاثاء، وهدد فيها دمشق بدفع الثمن “إذا ما استمرت بدعم إيران وتشكيل خلايا إرهابية في الشق السوري من الجولان”، محذرا من أن “كل جندي سوري يتواجد في المنطقة يعرض حياته للخطر”.
وفي الفترة الأخيرة وجه الجيش الإسرائيلي أكثر من ضربة صاروخية على ما اعتبره مواقع عسكرية لإيران وقوات حليفة لها في سوريا.
ويرى المراقبون أن موسكو لن تقبل بمطالب إسرائيل حول خروج إيران كليا من سوريا، مرجّحين أن يكون الحد الأقصى لاستجابة موسكو غضّ النظر عن الضربات الإسرائيلية التي استهدفت مواقع في سوريا.
أما الحديث عن موافقة موسكو على إبعاد الإيرانيين إلى مسافة 40 أو 80 كيلومترا عن الحدود الإسرائيلية، فهذا الأمر لا تؤكده موسكو من جهة، بينما تقول تل أبيب، إنها ليست مهتمة بعدد الكيلومترات، بل بإزالة الوجود الإيراني في سوريا كليا.
طهران تدخل على خط السباق مع تل أبيب
وقررت طهران بدورها ألا تبقى خارج الحراك الدبلوماسي الكروي في موسكو، وأوفدت علي أكبر ولايتي مستشار المرشد الأعلى علي خامنئي، لينقل لبوتين رسالة منه “تتعلق بالموقف الإيراني من الاتفاق النووي بعد انسحاب الولايات المتحدة منه”.
لكن المراقبين يرون أن هذه الرسالة لا يمكن أن تتغيب عنها أزمة سوريا والتعاون الروسي الإيراني في تسويتها، خاصة وأن بوتين يتسلمها بالتزامن مع محادثاته مع نتنياهو، وقبل أيام معدودة من لقائه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، المهووس بفكرة مواجهة ما يعتبره خطرا “إيرانيا” على الصعيدين الإقليمي والدولي.
وسبق أن جدد ولايتي وغيره من المسؤولين الإيرانيين في الأيام الأخيرة، تأكيد طهران أنها لن تخرج من سوريا طالما لم تطلب منها دمشق ذلك، وأن المستشارين الإيرانيين باقون هناك “لدعم القوات السورية في محاربة الإرهاب”.
حتى المونديال لن يجمع نتنياهو وعباس
وحسب الإعلام الروسي، وجه الكرملين دعوة لكل من نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس لحضور مباراة الدور النهائي للمونديال يوم الأحد المقبل، لكن نتنياهو فضّل تقديم زيارته، وسيكتفي بمشاهدة نصف النهائي بين إنجلترا وكرواتيا مساء اليوم، على أن يغادر موسكو غدا الخميس.
أما عباس، فسيتابع ختام المونديال من مقصورة بوتين، حسبما أكد مستشار الرئيس نبيل شعث، مشيرا إلى أن الطرفين سيناقشان “ما يمكن فعله للتصدي لصفقة القرن وتشكيل إطار دولي لعملية السلام”.
وكانت روسيا قد أبدت مرارا في وقت سابق استعدادها لاستضافة لقاء بين عباس ونتنياهو بهدف كسر الجمود في عملية تسوية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، ويبقى عرض موسكو قائما في انتظار ظروف أكثر ملاءمة لعقد مثل هذا اللقاء.