موقع أمريكي يكشف المغزى الحقيقي من نعي أوباما لجون ماكين
أبرز موقع “فوكس” الأمريكي نعي الرئيس السابق باراك أوباما للسيناتور جون ماكين في خطابه بالكاتدرائية الوطنية، اليوم السبت، موضحًا أنه حرص على وضع خلافاتهما الأيديولوجية جانبًا تكريمًا لسياسته، وخدمته، وإلتزامه بالمثل.
ووفقًا للموقع، فإن النعي يمكن اعتباره عاديًا ويكن احترامًا لماكين إذا سمعناه في أي وقت آخر، ولكنه في الواقع يخدم غرضًا ويُذكر الأمريكيين بأنهم يعيشون في جو ديموقراطي بعد الانتقال السلمي للسلطة، فضلا عن التنويه بأن المنافسين السياسيين ليسوا أعداء محلفين، ولكنهم جزء من شئ أكبر بكثير من شخصياتهم.
ووصف الموقع كلمة أوباما في جنازة ماكين بالدرس المقرر على طلاب المرحلة الثانوية، خاصة عندما قال: “اهتم جون بمؤسسات الحكم الذاتي، وبدستورنا، وحقوقنا، وسيادة القانون، وفصل السلطات، وحتى الاجراءات والقواعد الغامضة لمجلس الشيوخ.”
ولفت أوباما إلى منافسته ماكين في الانتخابات الرئاسية قائلا: “كنت أنا والرئيس (جورج دبليو) بوش ضمن القلة المحظوظة التي تنافست مع جون على أعلى مستوى من المعترك السياسي”.
وقال أوباما الذي ينتمي للحزب الديمقراطي: “لقد جعل منا رؤساء أفضل، تماما كما جعل مجلس الشيوخ أفضل، ومثلما جعل هذا البلد أفضل”.
وقال مازحا: “أي طريقة تجعلنا نأتي بالضحكة الأخيرة أفضل من أن يقول جورج وأنا أشياء لطيفة عنه أمام جمهور على مستوى البلاد”.
وكانت عائلة “ماكين” قد أوضحت أن الرئيس الأمريكي “ترامب” غير مرحّب به في المراسم الكنسية بولايتي أريزونا وواشنطن أو حتى أثناء عملية الدفن الخاصة يوم الأحد في أنابوليس بولاية ماريلاند في الأكاديمية البحرية الأمريكية، حيث تخرج “ماكين” في الأكاديمية عام 1958.
كان “ماكين” في الكونجرس صوتاً رائداً ينادي بتجديد قوانين الهجرة وتمويل الحملات وقوانين البيئة، لكن خدمة “ماكين” العسكرية، التي تخللتها سنوات في الأسر خلال حرب فيتنام، هي التي شكّلت حياته السياسية، ففي عام 1967، وخلال مهمة قتالية فوق هانوي أُسقطت طائرة “ماكين” الذي وصل إلى رتبة كابتن في البحرية الأمريكية، وظل أسيراً حتى عام 1973 وتعرض للتعذيب على أيدي آسريه الفيتناميين في سجن أسماه الأمريكيون “هيلتون هانوي”.
يُذكر أن جثمان “ماكين” مسجى في مبنى الكونجرس منذ صباح يوم الجمعة، وقدّم له التحية ساسة من جميع الأطياف وألقى المشيعون نظرة أخيرة على النعش الملفوف بالعلم الأمريكي.
وسينقل موكب سيارات نعش “ماكين” اليوم السبت إلى النصب التذكاري للمحاربين الذين خاضوا الحرب في فيتنام، حيث ستضع زوجته سيندي ماكين إكليلاً من الزهور على الجدار الجرانيتي الأسود الذي يحمل أسماء ما يربو على 58 ألف جندي أمريكي قُتلوا في الحرب.
وقبل وفاته كان “ماكين” رئيساً للجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ، حيث عرف عنه أنه كان مشرفاً صارماً على الجيش.